أسس ومبادئ الميزانية الأسرية وفوائدها (الحلقة الثانية والأخيرة)

المرحلة الأولى في إعداد الميزانية الأسرية

محاذير يجب الأخذ بها في جانب الإيرادات

  • عدم إضافة الإيرادات المتغيرة والإضافية بالحسبان، لأنها ببساطة غير متوقعة ولايمكن تقديرها أبداً.
  • يجب أن تكون الإيرادات ثابتة وواقعية وإحصائها بشكل دقيق
  • عند تحقق الإيرادات المتغيرة والإضافية يتم احتسابها ضمن بند المدخرات وتوظف في تحقيق الأهداف قصيرة المدى وطويلة المدى
  • أصحاب الدخل غير الثابت مثل التجار والسماسرة وغيرهم يتم احتساب متوسط الدخل الشهري واعتباره دخل ثابت وبناء الميزانية على هذا الأساس.
  • تذكر بأن الإيرادات هي الأرزاق التي وهبنا الله عز وجل وهو الذي جعل لكل شئ سبباً وجعل أسباب الرزق في حسن التوكل علية  وفي حسن السعي  وجعل بركتها في حسن التدبير والتصريف والاعتدال وعدم المغالاة  والتصدق والإحسان على الآخرين.
  • قال جل وعلى في الحديث القدسي ” وعزتي وجلالي لأرزقن من ليس له حيلة حتى يتعجب أصحاب الحيل “ومن هذا المنطلق يجب ان نحسن الظن بالله عز وجل ونحسن العمل ونسعى في الأرض من أجل كسب أرزاقنا وقوت أطفالنا  ونتحرى الحلال ونبتعد عن الحرام قدر المستطاع ونسال الله البركة في أرزاقنا ونتقي الله في قوت أطفالنا فالا نطعمهم إلا حلالاً.

 

  • قال الأمام الشافعي رحمة الله:

توكلت في رزقي على الله خالقي …. وأيقنت أن الله لا شك رازقي

وما يكن من رزقي فليس يفوتني …..ولو كان في قاع البحار العوامق

سيأتي به الله العظيم بفضله ………… ولو لم يكن من اللسان بناطق

ففي أي شئ تذهب النفس حسرة…. وقد قسم الرحمن رزق الخلائق

 

المرحلة الثانية في إعداد الميزانية الأسرية

  • تحديد المصروفات الأسرية

وهي مرحلة رصد كل المصروفات الأسرية بدقة:

  • المصروفات الثابتة (إيجار المنزل/ الماء/ الكهرباء/ التلفون/ الغاز/ المواصلات/ الأكل/ الشرب/ والملابس)
  • المصروفات المتغيرة
  • المصروفات الإضافية

المصروفات الثابتة:

  • هي المصروفات الضرورية للحياة والتي لايستطيع الإنسان ان يمارس حياته بشكل طبيعي بدونها، وقد تختلف الضروريات من فئة عمرية إلى آخر أو من طبقة اجتماعية إلى أخرى أو من شخص إلى آخر أو من أسرة إلى أخرى.

المصروفات المتغيرة:

  • هي المصروفات التي تشكل الاحتياجات ، ويقصد بها ما ينفقه الفرد على ما يحتاجه لجعل الحياة ميسرة أكثر، و تخفف من المشاق حيث لا يجب الإنفاق على الحاجيات الإ بعد استيفاء الضروريات.. و الاحتياجات كتالي :
    • سلع منزلية
    • مواد غذائية
    • مواد تنظيف
    • أجهزة كهربائية الضرورية
    • أدوات و معدات خاصة بالمنزل
    • الرعاية الطبية

 

المصروفات الإضافية:

  • هي المصروفات الكمالية و تتمثل في بنود النفقات التي تجعل حياة الفرد رغدة طيبة ولا يجب الإنفاق على الكماليات الإ بعد استيفاء الضروريات والاحتياجات .. و الكماليات كما يلي:
    • مصروفات المدارس وبالذات الخاصة
    • دعم المواهب وتعزيز القدرات
    • رفع مستوى الأسرة في الجانب العلمي والمهني والتقني
    • الدعم الأسري ( في حالات الرخاء الاقتصادي يعتبر من الكماليات ولكنه في زماننا هذا أصبح من الضروريات حيث تعيش شريحة كبيرة جدا من مجتمعنا تحت خط الفقر).
  • يجب الابتعاد في جانب المصروفات عن الآتي:
  • تجنب البخل فهو مهلكة للإنسان ؛ و البخل يبغضه الله ورسوله و يتنافى مع الفطرة السليمة للإنسان.
  • تجنب التبذير و البذخ و الكرم غير المبرر أو في غير موضعه؛ فهي من صفات الشيطان
  • تجنب السفه الشرائي و أنماطه الاستهلاكية السيئة و الترف.
  • يجب التركيز على التالي :
    • الاعتدال في الإنفاق يخلق توازن في الحياة الأسرية والمجتمعة والعامة
    • أعطاء الأولوية في جانب الصرف :
      • الضروريات أولاً
      • الاحتياجات ثانياً
      • الكماليات المعقولة ثالثا ( وليس كل الكماليات يحتاج إليها الإنسان ويمكن أن يستغني الإنسان على 90 % من الكماليات الموجودة هذه الأيام.
    • التخطيط والبرمجة لكل المصروفات صغيرها وكبيرها، ورفع نسبة الوعي الاستهلاكي و الشرائي عن الأسرة.
  • تذكر دوماً وليس يوماً:
    • إيراداتك محدودة جداً مهما بلغ حجم الإيراد؛ فلا بد أن تكون مصروفات كذلك
    • سياسة التقشف لا بد منها عند تحقيق الأهداف الكبيرة؛ أو القضاء على العجز المالي أو الديون
    • الصدقة تُزيد المال وتنمية ولا تنقصه أبداً
    • الإحسان والتكافل الاجتماعي مطلوب في كل وقت؛ ولكنه واجب في هذا الوقت بالذات فلا تنسى الأهل و الأقارب المتعبين مادياً

 

المرحلة الثالثة: التخطيط للموازنة بين المصروفات والإيرادات:

  • التخطيط هو التصور المسبق لعملية الموازنة بين الإيرادات والمصروفات حيث يهدف التخطيط على تحديد مصادر الدخل الأسري بكل دقة؛ وكذلك تحديد أوجه الصرف الأسري وبكل دقة أيضاً حتى نصل في النهاية إلى تقليص المصروفات بما يتناسب مع حجم الإيراد..وهذه الخطوة تستدعي ترتيب الأولويات في حياتنا الاستهلاكية و تعاون جميع أفراد الأسرة في تحديد ملامحها ومكوناتها.

الطرق التي يجب أتباعها في التخطيط :

  • وضع دفتر خاص للحسابات الأسرية ؛ يتم تدوين كافة الإيرادات والمصروفات والتوفير.
  • استخدام الكمبيوتر أذا أمكن لذلك و بذات برنامج الأكسل
  • كتابة ما يصرفه الزوجان يوم بيوم، و تطوير النظام المحاسبي للاستفادة من كل التجارب
  • المرونة بحيث يكون النظام مستعداً للظروف الطارئة التي قد تمر بها الأسرة وأن يجعل الميزانية تستوعب أية مستجدات طارئة.
  • يتم تحديد الخطوات الواجب إتباعها للوصول إلى هدف معين ، ويحدد الوقت المطلوب لإنجاز هذه الخطوات.
  • تحديد العقبات التي تصادفنا ، و الهدف الذي تريد الأسرة الوصول إلية.
  • لاتنسى هذه الأشياء:
    • التخطيط يجب أن يتبعه التنفيذ، والتنفيذ يجب ان يتبعه المتابعة المستمرة، والمتابعة يجب ان يتبعها التقييم، والتقييم يجب ان يتبعه التوجيه والإرشاد الدائم والمستمر.
    • التخطيط الجيد هو حجر الأساس في عملية الإدارة المنزلية
    • ضبط النفقات وتحديد الإيرادات وأوجه الصرف من أهم دعائم التخطيط السليم ( سُئل أحد الأغنياء: كيف جمعت هذه الثروة الضخمة ؟ ! فأجاب: بقلة المصاريف و حسن تدبيرها “التخطيط السليم “
    • لكل أسرة أولوياتها فلا مجال لتقليد الآخرين على الإطلاق
    • عمل آلية للمتابعة وتكليف شخص بمراقبة المصروفات

 المرحلة الرابعة: معالجة الأختلالات و تحقيق الأهداف :

هناك طرق عديدة لمعالجة أي أختلالات أين كانت والتي تطرأ على ميزانية الأسرة وهذه الأختلالات على سبيل المثال لاالحصر كما يلي :

  • زيادة المصروفات على الإيرادات ؛ ويتم معالجة هذا الوضع بالتالي :
    • الترشيد في الأنفاق والتخلص من المصروفات غير الضرورية
    • محاولة زيادة الدخل ويكون بالتالي :
      • استثمار المدخرات أذا وجدت حتى تتنوع مصادر الدخل
      • العمل الإضافي وبحيث لا يؤثر على العمل الأصلي
      • توظيف المرأة في المنزل بدلاً عن الخادمة والأولاد بدلاً عن السائق هذا طبعاً للأسر متوسطة الدخل ولا ينطبق على الأسر الفقيرة
      • توزيع كافة المهام والمسئوليات على كافة أفراد الأسرة والمساهمة الفاعلة في المنزل وعدم التفرقة بين ولد وبنت أو رجل و أمراءه
      • تعلم الخياطة والحاسب الآلي ، والحضانة أو أعداد مشروع أو ورشة عمل في المنزل
      • تخفيف الأعباء المالية مثل :
        • صناعة الألعاب الخاصة بالأولاد في المنزل
        • إصلاح ما يتعطل في المنزل بأنفسنا أذا وجدت الخبرة طبعاً و عدم المجازفة

العجز المالي؛ ويتم معالجته بالتالي:

  • أتباع سياسة التقشف والاستغناء التام عن الكماليات
  • التسوق المثالي حيث يجب أتباع الطرق الآتية في التسوق:
    • حدد يوم لشراء جميع احتياجاتك
    • خذ مبلغ محدد من النقود
    • أكتب قائمة بالمشتريات
    • أستثمر عروض التخفيض ( الحقيقة و ليست المزيفة كما هو الحال هذه الأيام )
    • أشتري بالجملة أن استطعت
    • لا تذهب إلى السوق وأنت جائع أو صائم

الديون .. ويتم معالجتها بالتالي:

  • حدد كافة الديون وبدقة صغيرة أم كبيرة
  • أذكر أهم أسباب تلك الديون
  • ضع خطة لمعالجة الأسباب
  • جدول الديون على فترة زمنية محددة
  • التزم بسداد تلك الديون بحسب الجدول والفترة الزمنية المحددة
  • لا تضيف ديون جديدة مطلقاً و مهما تكن الأسباب
  • تخلص من كل مدخراتك مهما تكن وسدد ديونك ولا تدخر مطلقاً وأنت مثقل بالديون
  • أستخدم هاتفك المنزلي والسيار للضرورة فقط ولا تطيل الحديث
  • لا تذهب إلى المستشفيات الخاصة وأستخدم المستشفيات الحكومية عند المرض
  • لا تشتري الملابس والأجهزة و الأدوات باهظة الثمن
  • تخلص من التدخين والقات والعادات السيئة والمضرة بالصحة
  • ضع أمر الديون على جميع أفراد الأسرة وأطلب منهم مقترحات وحلول لعلاجها
  • لاتعالج الدين بدين آخر أو قرض من البنك نهائياً

كيف يتم تحقيق أهداف الأسرة؟

أن تحقيق الأهداف يعتمد على رسم السياسات لتحقيق تلك الأهداف فلابد من أن تتصف تلك الأهداف بالتالي قبل البدء في تحقيقها:

  • يجب ان تكون الأهداف قابلة لتحقيق
  • يجب ان تكون الأهداف محددة ودقيقه وواضحة
  • يجب جدولة تلك الأهداف على فترات زمنية وعدم تركها مفتوحة مطلقاً
  • يجب ان تكون الأهداف مرنة قابلة للتعديل وبحسب الظرف الذي يحيط بها

أنواع الأهداف :

  • طويلة المدى
  • قصيرة المدى

طويلة المدى: والتي تكون محددة بفترة زمنية من سنة إلى خمس سنوات

قصيرة المدى: والتي تكون محددة بفترة زمنية من شهر ستة أشهر

ملاحظة : يوجد هناك أيضاً أهداف إستراتيجية المدى وهذه الأهداف تكون فترتها الزمنية من خمس سنوات إلى 25 سنة على أقل تقدير… وهذه النوعية من الأهداف الإستراتيجية بحاجة إلى تخطيط إستراتيجي ذو أبعاد ومؤشرات إسترتيجية.

نصائح يجب على الأبوين الالتزام بها:

  • عمل ميزانية سنوية وتقسيمها الى نصف سنوية وفصلية وشهرية
  • تدوين المصروفات ومواعيد استحقاقها بحسب الأولوية والأهمية
  • تحديد أبواب الصرف وأهمية كل باب
  • التخطيط الجيد.. ووضع خطة لمواجهة الأزمات
  • مشاركة أفراد الأسرة في إعداد الميزانية ضرورية جدا..لتحميلهم المسئولية.
  • تحديد السلع اللازمة و الضرورية بدقة
  • تحديد نسبة الادخار ” الادخار هو صمام أمان الأسرة “
  • تدوين الجوانب الايجابية والسلبية ومحاولة تطوير وتحديث الميزانية بحسب الاحتياج
  • تحديد الإنفاق اليومي والأسبوعي والشهري والفصلي والنصف سنوي والسنوي للأسرة
  • تقسيم الدخل بنسب متفاوتة على أبواب الصرف

رفع مستوى دخل الأسرة المادي ؛ وذلك عن طريق التالي :

  • رفع المستوى العلمي لإفراد الأسرة بأي شكل من الإشكال
  • رفع المستوى الثقافي و المهني والحرفي
  • دعم المواهب والقدرات و تنمية أفراد الأسرة ذكوراً و إناثا على حداً سواء
  • القضاء على كافة الديون قبل عملية التوفير
  • تنظيم الحسابات الأسرية ( إيرادات/ مصروفات / توفير)
  • تطوير النظام المحاسبي العائلي من وقت لآخر
  • تحديد الأهداف بدقة وتحديد الاحتياجات المستقبلية
  • رفع مستوى وعي الأسرة في جانب الاقتصاد والترشيد في الإنفاق وأهمية الادخار
  • تحديد من المسئول عن الميزانية الأسرية كل شهر واحد من أفراد الأسرة.. بما فيهم الأبناء حتى يُقدروا مسئولية الأب والأم.

أشياء يجب الابتعاد عنها وعدم الاستسلام لها :

  • الإسراف في الأكل والشرب واللبس
  • الاستسلام للرغبات الاستهلاكية
  • عشوائية الصرف والعيش بالبركة
  • الدين وقروض البنوك
  • سوء التخطيط
  • تجنب المصاريف الترفية والغير ضرورية ( فليس كل ما تشتهيه تشتريه )
  • الجهل في أدارة الأموال الشخصية
  • مقارنة نفسك بالآخرين

العوامل التي تؤثر على الميزانية:

  • مقدار الدخل ومحدوديته
  • عدد أفراد الأسرة
  • طبيعة عمل الزوج / الزوجة
  • مكان سكن الأسرة
  • مواهب وقدرات الأسرة
  • تجارب الآخرين
  • طموح الأسرة وآمالها وأهدافها
  • التنمية البشرية للأفراد المنتجين داخل الأسرة

فيديو أسس ومبادئ الميزانية الأسرية وفوائدها (الحلقة الثانية والأخيرة)

 

 

أضف تعليقك هنا

علي أحمد الهردي

علي أحمد الهردي