الإرهابي ليس كافرا

خواطر “الإرهابي ليس كافرا”

بعد موقعة صفين اعتنق “عبدالرحمن بن ملجم” فكر الخوارج واتفق مع زملائه على قتل “علي بن أبي طالب” و”معاوية بن أبي سفيان” و”عمرو بن العاص” ونجح في مسعاه في حين فشل زميلاه في مهمتهما. تم إعدام “عبد الرحمن بن ملجم” جزاء لما اقترفت يداه ولم يصفه أي من المؤرخين بالكفر وإنما جاء ذكر العملية دائما في إطار الاغتيال السياسي نتيجة الصراع الفكري والمذهبي. والواقع أن “إبن ملجم” وأصحابه كانوا هم من كفّروا سيدنا علي ومعاوية وحكموا بقتلهم.

وفي التاريخ الحديث تكرر الأمر مع الرئيس السادات عندما أفتى أعضاء تنظيم الجهاد بتكفيره وأقدموا على اغتياله ولم يفكر أحد في وصف القتلة بالكفار وإنما وضعوا في مكانهم الصحيح وهو أنهم من البغاة الذين استحقوا الإعدام رميا بالرصاص.

عند كل جريمة يقترفها الإرهابيون يوجه البعض اللوم للأزهر الشريف الذي لا يصف الإرهابيين بالكفرة وهم هنا مخطئون لأن الكفر والإيمان هو علاقة الإنسان بربه والأزهر كمؤسسة دينية لن تصدر قرارا بتكفير أحد لأنهم يعرفون أن تكفير البشر بناء على تصرفاتهم وآرائهم كان دائما قضية خلافية اختلف فيها الأئمة الأربعة الذين اتفقوا في وجوب محاربة البغاة وقتلهم.

وعلى مدار التاريخ لم تخرج فتوى رسمية الأزهر بتكفير أحد. وللأسف فإن فتاوى التكفير التي حاصرت كثير من المفكرين في العقود الماضية وكانت سببا في مقتل بعضهم كان بعضها صادرا من أشخاص ينتسبون للأزهر ويدّعون أنهم يتكلمون بإسمه (مثل “جبهة علماء الأزهر” التي هي أساسا منظمة أهلية مثلها مثل “جمعية المحبة القبطية” و”جمعية الصعيد للتربية والتنمية” وما شابه) ولذلك يجب أن يطهر الأزهر نفسه من هؤلاء.

الخلاصة هي أن الإرهابي الذي يكفّر الآخرين – حتى يبرر لنفسه أفعاله التي تنبع من الأفكار الضالة التي يؤمن بها – يستحق العقاب (أو القتل) لأنه يفسد في الأرض عندما يجعل من نفسه قاضيا وجلادا ويفتئت على سلطة الحاكم الذي ارتضاه عامة الناس لتطبيق القانون.

#تحيا_مصر

فيديو الإرهابي ليس كافرا

 

أضف تعليقك هنا

حسام عطاالله

مهندس مصري مهموم بمستقبل بلده.