الجسر الحديدي شاهد على ماضي الفلوجه القريب

الفلوجة من المدن الموغلة في القديم والتي لا يعرف على وجه الدقة تاريخها او استيطان الانسان لها وأقدم اشاره تاريخيه وردت عنها هي نشوب معركة (كونكا) على ارضها.

يتحدث الآثاري العراقي محمد علي مصطفى عن تلك المعركة قائلا: كانت الحروب في القرن الخامس قبل الميلاد مستمرة في بلاد اليونان بين اسبارطه واثينا ، وقد ادى ذلك لانتشار الروح العسكرية في هذه المدن واصبحت من المهن التي يمارسها الناس ويحرصون على ادائها ثم بدأ هؤلاء المرتزقة في القتال لصالح ملوك الدول المجاورة والانضمام في صفوف جيوشهم ومن اشهر هؤلاء (زينفون) الذي شارك في القتال مع (كورش الصغير) الاخميني حاكم اسيا الصغرى ضد اخيه (ارتاكركس) ملك المملكة الفارسية في بابل وعرفت حمله (زينفون) بحمله العشرة الاف اغريقي والطريق الذي سلكته عند مجيئها الى العراق هو طريق الفرات الايسر الذي يمر بمحاذاة النهر حتى موقع (كونكا) الواقع شرق الفلوجة اذ وقعت معركه فاصلة ادت الى مقتل كورش وتشتيت جيشه .

احتلال العراق

ختم المرحوم محمد علي مصطفى حديثه ان اليونانيون عندما قدموا لاحتلال العراق عبروا نهر الفرات عند موضع مدينة الفلوجة الحالية وانشؤوا معسكرا لهم شرق المدينة في المكان الذي تشغله حاليا محطة تعبئة الوقود القديمة اذ عثر على مجموعة من تماثيل الآلهة التي يطلق عليها ال”ناهيت” التي كان يحملها الجنود اليونانيون واطلق على هذا المعسكر بالوكات * كما وردت هذه التسمية على لسان (زينفون) نفسه اذ انه عبر الفرات من موضع يقال له (بالوكات) وان هذه التسمية ربما جاءت من تحوير كلمه (بلوكتو) التي وردت في المصادر المسمارية لاسم المدينة ولم يرد للمدينة ذكر في المصادر التاريخية بعد ذلك الى ان حررت على يد القائد العربي الاسلامي خالد بن الوليد الذي فرض الجزية على اهلها ثم استخلف عليها جرير بن عبد الله البجلي (رض) عام ١٢ هجريا …

أهمية الفلوجة

بعد قيام الدولة العباسية اصبحت الفلوجة من المناطق المهمة التابعة لمحافظة الانبار لخصوبة ارضها ووفره مياهها وكثر غلاتها الزراعية وكانت تضم عددا من القرى الزراعية المهمة مثل ( دمما، نغيا، بني جعده، الزابوقة، العمد) كما ورد في المصادر التاريخية. وبعد احتلال الانكليز بغداد في ١١\اذار\١٩١٧ بدأت القوات الإنكليزية تستعد لشن هجومها الكبير على مدينة الفلوجة والقضاء على التحصينات الدفاعية التي اقامتها القوات التركية في المدن لصد الهجوم الانكليزي الذي بدأ في ١٩\اذار\١٩١٧ فقرر القائد التركي احمد بك اوراق الانسحاب الى الرمادي خلال الفرات واخلاء الفلوجة ثم امر بعد ذلك بتخريب الجسر الخشبي المنصوب فوق الفرات في ٢١\اذر\١٩١٧.

قيام دولة العراق

في ٢٣\اذار\١٩٢١ تأسست الدولة العراقية على قدم وساق فافتتح طريق للسيارات بين بغداد والفلوجة التي اصبحت احدى محطات هذا الطريق المهم وازدادت الهجرة اليها كثيرا نتيجة لتوسيعها وتوافر فرص العمل فيها ثم اصبحت قضاءا تابعا للواء الدليم بعد ان كانت ناحيه في ٧\اب\١٩٢٦ وبدأت الخدمات تتوالى للمسافرين عن طريق بغداد-دمشق ومن بين تلك الخدمات انشاء جسر حديد في الفلوجة على نهر الفرات فوصل الى العاصمة فريق من المهندسين والمختصين من شركة (السرجون جاكص) في ١٦\حزيران\١٩٢٧ لتهيئة الاعمال الخاصة بإنشاء الجسر وقد بدأ العمل به عام ١٩٢٩ واستمر الى عام ١٩٣٢ اذ افتتح من قبل الملك فيصل الاول في ٥\نيسان\١٩٣٢ باحتفال رسمي كبير حضره الامير غازي ورئيس الوزراء نوري السعيد وعدد من الوزراء والمسؤولين وجمع غفير من اهالي الفلوجة.

اما بالنسبة لتسمية الفلوجة بهذا الاسم فقد يظن الباحثون ان اسم الفلوجة اتى من اسم قديم ورد في الكتابات المسمارية بصيغة (بلوكتو) في حين جاء في المصادر الآرمية باسم (بلوكثا) اما اليونانيون فاطلقوا عليها (بالوكات) وسماها ياقوت الحموي في معجم البلدان (فلاليج السواد) ويذكر (فلوجتي الصغرى والكبرى) اما معنى الفلوجة فنجد الجوهري في الصحاح قائلا: الفلوجة الارض الصالحة للزرع ومنه سمي موضع على الفرات الفلوجة والجمع فلاليج.

 

أضف تعليقك هنا

درقاء رعد

??أّعٌلَأّمَيِّهِ أّلَمََّستّقِبِلَ??