#السعادة_بين_لفائف_ألنوى..!

#السعادة_بين_لفائف_ألنوى..!
………………………………….

#وليد_كريم_الناصري

لا أجيد علم النفس، ولكني وجدت الجميع يسعى جاهداً ضانياً يبحث عن السعادة..!
#السعادة؛ التي باتت هدف ومُراد تطمع فيه الخلائق، على إختلاف أجناسها وأصنافها وعوالمها.

#الأنسانية وبجميع ما يحمل المعنى، يفني عمره بالبحث عن السعادة، فتموت الساعات بين مقارض الأميال، وتدون الأعوام أرقاما بأوراق ميلاد الإنسان، ولازال لاهثا ورائها، وينتهي كل شيء أمام عينيه، حتى يفارق الدنيا، ولازالت نظراته تحدق الى أهله وأطفاله، لعله يجد السعادة التي بحث عنها، في آخر رمق من عمره ، ولكن دون جدوى..!.

#تستمر رحلة أطفاله من بعده، فترى الطفل يبحث بين دمى اللعب، وعلب الحلويات، ومقتنيات الطفولة، فيدركه العام السادس ولم يجدها بعد، يذهب للبحث عنها بين دفاتره, وكتبه, وملابسه, وأقلامه, والمدرسة, حتى يكمل عمره مابين السنة العشرون و الثانية والعشرون ولم يجدها أيضا، ثم يذهب للبحث عنها في بيته الجديد, وسيارته, ووظيفته, ومع زوجته وأطفاله، ولم يجدها أيضا، حتى أدرك اللحظة التي مات بها أبيه منذ خمسين سنة، فمات بمثلها هو..! ولازالت السعادة تختبئ عن انظارهما، ثم يبدأ ولده رحلة البحث عن السعادة من جديد، ولكن بنفس المصير، ودون جدوى أيضا…!

#السعادة التي أفنت عمر الإنسانية بالبحث عنها، وعلى جميع المستويات, والمجتمعات, والثقافات, والقوميات, والمذاهب, والأديان، كُلها لم تصل الى مزاولة العيش بالسعادة، حتى عدها بعض العلماء بأنها: من أنظمة التكامل في خلق الإنسان..! وليس هنالك إنسان متكامل الخليقة ليحضى بالسعادة المطلقة..! إذن ومن بعد هذا كله، ما هي السعادة ..؟ ولماذا نبحث عنها..؟ وأين هي…؟ وما هو الطريق إليها..؟

• أقرب ما يمكن أن تفهم معنى السعادة به، هو إنك عندما تعيش نشوة الانتصار، مع عقلك, وقلبك, والمحيط الذي أنت عائم في جوفه، وكأنك قادرا على تحقيق ما تريد وبما تريد، إذن هي شعور محسوس تتجسد نتائجه على واقعك الملموس، فتجد السعيد متفتح البشرة، مبتسم، متباهي، متجمل الوجه، أنيس بمن حوله ومؤنسون به، عكس ما تجده عند الشخص الغير سعيد، المنطوي على عمود حزنه العميق، وليست المشكلة في أن تعيش لحظات السعادة، بل المشكلة تكمن في طريقة الحفاظ على تلك اللحظات لوقت أطول، إذا ما إردنا الحفاظ عليها العمر كله.

• نبحث عن السعادة، لنقتل شبح النقيض، فوجود السعادة يعني إن هنالك ما هو نقيض لها، ومن المؤكد اذا ما بحثنا عن السعادة وحصلنا عليها، سنتمكن من إستخدام ادواتها في كبح ذلك الشبح (الحزن, والانزعاج, والتوتر, والانفعال, وما الى ذلك من مسميات) ولكون مسمى السعادة يبعث بالاطمئنان، ونشوة الارتياح بالعيش، إذن لابد أن نحذر ما يجنبنا العكس من ذلك، والذي ايضا سيؤثر سلبيا على واقعنا الملموس، فيعكر صفو الحياة الى الجحيم الهادئ القاتل.

• تختبئ السعادة مع لفائف النوى، والنوى: لغة هي المكان القريب الغير المرئي، إذن السعادة رغم ما كل ما أفناه الإنسان من وقت وجهد بالبحث عنها، إلا انها قريبة منه ولكن لم يكن يبصرها، السعادة تختبئ تحت عباءة المجتمع أو المحيط الذي انت قابعى تحته، وبمجرد إنك تمارس دور الانسان السوي في المجتمع، حتما سيؤهلك ذلك للإستدلال الى خيوط السعادة، ومن الخطأ إن هنالك من يجعل الاموال او المناصب او التعامل المتسلط، هو سبيل الوصول اليها، فكم من ملك عاش يفتقر للسعادة وكم من نمرود وفرعون، لم تسعفهم سطوتهم واموالهم بالاستدلال عليها..

• الطريق الى السعادة يكمن في قاعدة تقول ( إملك قلوب من حولك تعش سعيداً ما حييت)، فأذا ما إستعطت أن تتربع على عرش قلوب المحيط او المجتمع، بشرط أن يكون مجتمع على مختلف توجهاته, واعراقه, وانسابه, ومستوياته, وطبقاته, عندها تستطيع ان تقول انك مسكت راس حبل السعادة، وبمجرد إن يراك ذلك المجتمع المتفرق، النقطة التي يلتقي عندها الجميع..! إذن انت تجر السعادة الى مرماك.

#نهاية

الحديث عن السعادة، يكمن في بداية البحث عنها، وبمجرد إن تملك أفئدة وقلوب الناس، حتما سيهبونك كل ما يملكون، وبذلك تكون ملكت اجسادهم وأموالهم وما لديهم، ومن الملفت للنظر إن السعادة بتملك قلوب الرعية، ستمكنك من استقدامهم اليك، وبذلك السعادة هي من أوجدت مسميات المال والسلطة والماديات بين يديك، وليس تلك المسميات تدفع لشراء السعادة، كما يتوهم بعظم بذلك..

فيديو #السعادة_بين_لفائف_ألنوى..!

أضف تعليقك هنا