الموت مر من هنا

الموت مر من هنا …
بدءت الحياة تدب من جديد في المناطق المحررة من يد تنظيم داعش الإرهابي الذي دمر كل شي فيها والذي كان يحكمها بدم والنار وينفذ في أهلها أبشع الجرائم التي تهرب الكلمات من وصفها .
بدء الناس بلعودة إلى بيوتهم المهدمة بعد ان تركوها مجبرين هاربين الى المجهول منهم من استطاع الهروب ومنهم من لمسه الموت ونجا منه بأعجوبه ومنهم من احتظنه الموت ومنهم من بقى رهينة التنظيم يمارس عليه أبشع الجرائم والموت يقتنصهم كل يوم فاصبح أهلها بين شهيد أو نازح أو درع بشري للتنظيم .
في النزوح هناك صراع آخر صراع من أجل الحياة صراع من أجل البقاء صراع مع سياط البرد القارس ودرجات الحرارة الحارقة استمرت لاكثر من عامين
بغض النظر عن المآسي الأخرى ..

 

اليوم وانا عائد إلى مدينتي التي أتذكرها قبل ان تسحقها الة الحرب أتذكر كل شي فيها شوارعها الخضراء التي تضلل الأشجار ارصفتها بيوتها القديمة التي هي جزء من هويتها مدارسها أسواقها المكتضة كل شي جميل فيها حتى الازقة الضيقة واسعة بعيون أهلها.
لكن اليوم وانا أراها اكاد لا أعرفها لا أرى سوا ركام أينما نظرت آثار القتال العنيف شاخصة جدران شوهتها طلقات نارية ومبان مهدمة قطع الصفيح الملتوي والسيارات المحترقة في أرجاء الشوارع لا يوجد بيت غير مهدم أو محترق كل شي متناثر .

 

اليوم كل شي يحاول الرجوع إلى مكانه الطبيعي وبدءت الدوائر الخدمية بازالة الأنقاض والناس يرممون بيوتهم المهدمة بعض المحلات التجارية عادت لتفتح وكذلك المستشفيات والدوائر الحكومية عادت من جديد الحياة الطبيعية تعود ببطء .
المشهد عموما جيد وهناك بصيص امل للمستقبل اذا تناسينا احقاد الماضي والعمل لبناء مرحلة جديدة على أنقاض الماضي .
وبوادر عودة الحياة ظهرت على وجوه الأطفال وهم سعداء على أبواب المدارس هنا يبدأ مشهد جديد بعيدا عن أحضان الحروب ورائحة الموت ….

فيديو الموت مر من هنا

أضف تعليقك هنا

أحمد يونس

أحمد يونس