اليهود واليهودية ثلاثة آلاف عام من الخطايا

اليهود واليهودية ثلاثة آلاف عام من الخطايا
” اسرائيل شاحاك ” يهودي بولندي اعتقل ثم هرب من معسكرات الاعتقال النازية ، جاء لفلسطين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، خدم في الجيش الصهيوني، آمن بامكانية التعايش مع العرب على أن تكون اسرائيل ملكاً لليهود، ويُمنح العرب حقوقاً مدنية فقط.
اعجب كثيراً ب( ديفيد بن غوريون ) وتحمس للعمل معه ، لكنه سرعان ما تحول إلى مناهضٍ له عندما سمعه في إحدى خطبه الغوغائية عام 1956 يروج للعداون الثلاثي على مصر بدعوى أن ذلك من أجل تحقيق الحقوق الاسرائيلية واستعادة مملكة داود وسليمان.
رفض شاحاك الترويج المتطرف للأوهام التوارتية والسياسية والعرقية، وبحث عن التحرر من حياة الغيثو والهيمنة الحاخامية المجحفة ضد الأغيار، فأبحر في بحر اليهودية ديناً وفكراً ومعتقدات، ونجح نجاحاً باهراً في الكشف عن الوجه القبيح والخفي للتعاليم الدينية المتطرفة، وكتب مصنفه الشهير ” اليهود واليهودية ثلاثة الاف عام من الخطايا “.
يبرز شاحاك في كتابه أبرز مظاهر العنصرية التي يمارسها اليهود انطلاقاً من تعاليم الهالاكا ضد الأغيار( كل إنسان غير يهودي) ويذكر منها :
أن اليهودي الذي يقتل غير يهودي، مذنب فقط بخطئية ضد شرائع السماء التي لا تعاقب عليها المحكمة، أما التسبب في موت غير اليهودي بطريقة غير مباشرة لا تعد إثماً على الإطلاق، وأن انقاذ اليهودي أعظم واجب من انقاذ غيره.
وبخصوص الأخطاء التي تخص الحياة الزوجية يذكر ” شاحاك ” إن مفهوم الخيانة لا ينطبق على العلاقة بين الرجل اليهودي والمرأة غير اليهودية ، ولا تنطبق عليه عقوبة الموت لأنه مكتوب ( زوجة اخيك وليس زوجة الغريب) ، لذلك ينظر التلمود للأغيار على انهم بلا نسب معروف ، وتنطبق عليهم الآية ( الذي لحمه مثل الحمير ونطفته كنطفة الخيل ).
المكانة الاجتماعية : حسب الهالاكا يمنع غير اليهودي من تولي أي سلطة مهما كانت بسيطة على اليهودي ، فالأغيار يُفترض فيهم أنهم كاذبون بالفطرة وغير مؤهلين للشهادة في المحكمة الحاخامية .
الهدايا : يحرم التملود منح الهدايا لغير اليهود ، إلا بشرط تحقيق منفعة.
الفوائد : تقديم قرض ليهودي بدون فائدة هو من أعمال الإحسان ، بينما لغير اليهودي فالفائدة إلزامية.
الأشياء المفقودة : إذا وجد اليهودي شيئاً مُفترضاً أن صاحبه يهودي ، فإنه ملزم ببذل جهد حقيقي لإعادته، والإعلان أمام الجميع عما وجده، أما إذا لم يكن محتمل أن يكون صاحب الشئ المفقود يهودياً ، فلا يؤمر بذلك.
الإحتيال : يحرم الاحتيال على يهودي خلال عمليات البيع او الشراء بسعر غير مناسب، بينما على غير اليهودي فالاحتيال ليس ممنوعا.
ينتقل شاحاك للحديث عن الأعمال الدالة على التمييز والكراهية ضد الأغيار، والتي تستخدم على نطاقٍ واسعٍ في التعليم الديني، والتي توجب على كل يهودي ورع أن :
1_ يمجد الرب في صلاة الصباح اليومية لأنه لم يخلقه غير يهودي.
2- يمجد الرب النطق باللعنةعند مروره بالقرب من مقبرة غير يهودية وان يمجد الرب عند مروره بمقبرة يهودية.
3_ يمجد الرب حين يمر بحي يهودي ضخم، وأن ينطق باللعنة على اي تجمع غير يهودي.
4_ على اليهودي الذي ير بالقرب من مسكن يقيم فيه غير يهودي أن يسأل الرب ان يدمره وإن كان المبنى مدمرا عليه ان يمجد الرب على انتقامه.
6_يحرم على اليهودي استخدام عبارات المدح والثناء للاغيار إلا إذا كان ذلك سيجلب منفعة.

ثم يتحدث شاحاك عن التعريف الدقيق لمصطلح ( أرض سرائيل) حسب الرؤية الاشتراكية المتطرفة فيشير إلى أن أرض إسرائيل بالإضافة إلى فلسطين نفسها ليست فقط سيناء كلها والاردن وسوريا ولبنان، لكن أيضاً أجزاء كبيرة من تركيا.
الموقف تجاه المسيحية :
يذكر شاحاك أن مواقف اليهود مصبوغة بكراهيةٍ عميقةٍ تجاه المسيحية مصاحب لها جهل شديد عنها، وهذا الموقف تفاقم بوضوح بسبب الاضطهاد المسيحي لليهود ، لكنه كما يقول شاحاك (لا يعد نتيجة عنه)، كما أن اسم اليسوع يمثل بالنسبة لليهود رمزا لكل ما هوبغيض ، فالمسيحية تصنف حسب التعاليم الحاخامية ( وثنية) .

الموقف تجاه الاسلام :

هو موقف معتدل بالقياس إلى المسيحية كما يقول ” شاحاك ” رغم أن اللقب المألوف الذي يطلق على محمد هو مجنون (weshgga) ، كما أنه لا يحكم على القرآن مثل العهد الجديد بالحرق،ـ لكنه يعامل مثل ي كتاب وان الاسلام ليس وثنياً.
نختم بما قاله المفكر العربي الفلسطيني ادوار سعيد عن اسرائيل شاحاك ( إن اسرائيل شاحاك مثالاً للرجل الشجاع الذي يجب أن يكرم من أجل انجازاته التاريخية، إنه الوحيد الذي بسط الحقيقة بصورة غير مزيفة ، وبلا خوف، وهو مناضل متطرف ضد العنصرية في كتاباته ، وليس من قبيل المبالغة القول بأنه التزم بموقفه إلى اأقصى حد ، حتى أصبح الرجل الأكثر مقتاً في اسرئيل .

فيديو اليهود واليهودية ثلاثة آلاف عام من الخطايا

أضف تعليقك هنا

مصطفى محمد ابو السعود

مصطفى محمد ابو السعود

كاتب ومدون فلسطيني يكتب في مجال العلوم الانسانية