تحرير القدس لا يحتاج إلى صلاح الدين

الأيام الأولى من العام الدراسى بالجامعة. تجربة جديدة ولا أعلم شيئا عن هذا المكان الذى مازلت أكتشفه خطوة بخطوة. مكان ليس للتعليم فقط، هو صورة مصغرة من الشارع تتقابل به كل الأفكار والإتجاهات، مكان تأخذ فيه السياسة نصيبها من النقاش، وتأخذ الدعوة فيه حقها، وتأخذه فيه الفنون حقها.

هذا إخوان .. وهذا ناصرى .. وهذا سلفى.

شباب

البعض في الجامعة رؤوساً بلا عقول، ستجد شبابا ًلا هم لهم سوى كيف أتكلم مع هذه الفتاة؟ كيف أجعلها تنتبه لى؟ كيف أجعلها تعجب بلا؟ كيف أبدة جميلة؟ كيف أبدو مثيرة؟ هل تقرأ؟هل تعرف أقرأ؟ أعرف؟ لا أضيع وقتى في تلك التفاهات! لن يجد نقاشاً معاك إلا إذا حدثته عن آخر ألبوم للمغنى وفستان هذه الممثلة وعشقه لتلك لفتاة الواقفة هناك.

فتيات

ستجد فتيات كثيرات يتحدثن عن الموضة وطريقة جديدة لربط الحجاب، ووسامة هذا وثقل دم هذا، وأن فلاناً قد قال لها أنه يعشقها ويفكر بها ليلاً ونهاراً.

نشطاء

أثناء مسيرى في الجامعة وجدت وقفة إحتجاجية تندد بالعدوان الإسرائيلي على القدس المحتلة، شباب يمسك بلافتات مكتوب عليها العديد من الشعارات “الحرية للقدس” “يسقط الإحتلال الإسرائيلي” “الموت لبنى صهيون”.

أين أنت يا صلاح الدين؟

كان  أبرز شعار وقفت أمامه متأملاً ( أين أنت يا صلاح الدين) تسائلت إن كان كاتب هذا الشعار وحامله ينتظر أن يجيبه صلاح الدين الذى مات عام 589 من الهجرة. تحرير القدس لا يحتاج إلى صلاح الدين، ولا لأن يبعث من موته حتى يقود الجيوش.

  • هنا كان سؤالى أليس من الممكن أن يكون أحدنا –نحن الشباب- هو صلاح الدين عصره؟
  • لماذا ننادى صلاح الدين لنلقي عليه بالمسئولية وهو في قبره بدلاً من أخذ الراية منه ؟
  • كيف إستبد اليأس بالناس الى هذه الدرجة وجعل الأحياء ينادون الموتى ليحروهم؟

صلاح الدين قد مات .. ولن يعود .. ولن يجيب ..  وتحول إلى حفنة من تراب في باطن الأرض وعظام تأكلها الدود والحشرات.

هل علمت أيها الشاب الذى رأيته في عام 2009 بحرم جامعة المنصورة (أين هو صلاح الدين؟)

فيديو تحرير القدس لا يحتاج إلى صلاح الدي

 

أضف تعليقك هنا

أحمد عثمان

أحمد عثمان