حَبِّيت جَميل يارِِتنى ظِلِّه!

حبيت جميل يارتنى ظله ، يأتينى صوتها كصوتِ عُصفورٍ وليدٍ يملأ الكون طربًا، احتفالًا بخروجه من العدم إلى الوجود، تعيدها على مسمعى فتذيب الصخر بقلبى وتدفعنى لأفكر فى معنى أن تكون ظل الحبيب؟ ربما كانت تقصد أنها تريد مُلازَمة الحبيب فى كل حال، أو أن تشبهه تمامًا طولًا و قِصرًا، سعادةً و حزنًا، لكننى لم أقنع بذلك، فعُدت لأقرأ فى معنى الظل، فوجدت أنه ظلامٌ يحدثه جسم ما فيمنع الضوء من الوصول إلى السطح المُقابل، ربما قصدت أنها إن أصبحت ظله سيكون ذلك عهدًا أن ترضى لنفسها أن يُحجَب عنها الضوء فى مقابل أن يُضىء هو، أن ينير الكون كله  بنورِ من تُحبه، و تبقى هى فى العَتمة، و هذا بالطبع لن يقبل به مؤيدى حقوق المرأة!.

أى حقوق يراها المحب له على من يحب؟ المحب من يبذل لك، ولا يرى لنفسه حقًا أبدًا ، أو لا يرى نفسه بالأصل!

كل ما بين المحبين محض فضل، ولو كان ما بينهم عدل لهَلَكوا.

باذلٌ نفسه فى حُبِّ من يهواه ليس بمُسرفٍ ، لأنه لا ينفق من عند نفسه، بل كل شئٍ فى المحبة وهبٌ من المحبوب، فكيف يدعى مُحبٌّ أنه ينفق من أجل من يحب؟!.

ثم تكمل فتقول ” ومن الشباك لأرميلك حالى” ربما تنافى ذلك مع كونها ظِل ، لكنه لا يتنافى أبدًا مع كون المُحبّ حىٌ فى خياله- حيث كل الأشياء ممكنة-!.

المحبة ألا ترى فى الكون كله سوى من تحب، و إذا رأيت سواه لعوارض بشريتك فليكن إذا أن ترى ما سواه به ، وفى الحديث القدسى يقول المولى عز وجل فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به، و بصره الذى يبصر به … المحب مُتفضِّل على الدوام ، يريدك أن تفنى ذاتك فى ذاته فلا تكون أنت ، بل تكون كما يريدك هو، و ما أحلى أن يكون المرء من يحب و لو لثوانِ، من ذاقها عرف.

أن تنخلع من ذاتك فلا تصير موجودًا ، تنعم بلحظاتٍ تهيمُ فيها روحُك فى بحارِ محبوبك، ربما تغرق ربما تنجو ولكن الأكيد أنك مُنعَّم فى كل حال.

املا المُدام يا جميل واسقينى، شرابٌ من يد الحبيب، لا يروى لذاته بل يروى لأنه منه، شرابٌ صنعته يده ، لذة أن تسقى من تحب ولو شربة ماء تدخل جوفه، فترتوى أنت لا هو.

كل من يعشق جميل ينصفه، ينصف المحبُّ محبوبَه ظالمًا كان أو مظلومًا، المُحب ينظر إلى من يحبه بعين الكمال ، ولو بلغ من النقص مبلغه ، عينُ المُحبِّ لا تتبدل ولا يحيك فيها مر الأيام والليالى، أو كما قالوا:

لقد ثبتت فى القلب منك محبة ** كما ثبتت فى الراحتين الأصابع.

هذه هى المحبة التى عرفناها وغيرها العَبَث ، وغيرها العَدَم.

فيديو حَبِّيت جَميل يارِِتنى ظِلِّه!

أضف تعليقك هنا

إيمان عبد العزيز

إيمان عبد العزيز