ضمير عم فيسك ومال الأمارة

نشر ربورت فيسك مقالا له بجريدة الاندبندنت البريطانية يوم الاثنين 10 ابريل 2017 بعنوان “وصلت داعيش أخيرا إلى وسط مصر، ولكن هذه ليست أكبر مشكلة للسيسي” وواضح من العنوان أن الرجل كان يتمني وصول داعيش إلي قلب محافظات مصر، حيث استخدم كلمة Finally التي إذا ترجمناها في سياق ما كتبه فيسك سوف نجد معناها (أخيرا، في الختام، في النهاية)، وهذا يدل علي ما تمناه الرجل أو اعتقد حدوثه بالفعل، وأكده في مقاله حيث قال “بإعلان قوانين الطوارئ، يثبت الرئيس للعالم بأنه لا يمكن زيادة استثمارات القطاع الخاص في بلاده، فمن يريد أن يستثمر في دولة تستثمر داعيش في عاصمتها؟”.

وفي كلام الرجل تحريض غير مبطن، فهي صراحة لا تدل على وقاحة، ولكن تدل على أنه قد أنفق عليه مبلغ محترم من قبل أمير الأمارة، جعله يسهر بجوار ضميره الذي يأنبه ويطالبه بتحذير المستثمرين من الذهاب إلى مصر، التي أضحت عاصمتها بين يد داعيش وأمست على طوارئ السيسي، وتناسي ضمير عمنا فيسك أن في الحالات التي تتعلق بالأمن القومي لأي مجتمع، لا بد من اتخاذ كافة الإجراءات التي تضمن سلامة وأمن أفراد هذا المجتمع، وهنا نذكر من تناسي بأن في  الثاني من نوفمبر 2015، استهدفت سلسلة هجمات بالرشاشات والمتفجرات ملعب ستاد فرنسا قرب باريس ومسرح باتاكلان ومطاعم عدة ما أدى الى مقتل 130 شخصا وجرح 400 شخص آخرين، وتبنى داعيش الاعتداءات، مما جعل الرئيس فرانسوا هولاند يُعلن حالة الطوارئ في ليلتها لمدة ثلاث أشهر، ومددها البرلمان ثلاث مرات إضافية.

ونفس الأمر قامت به الولايات المتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر، حيث أعلنت حالة الطوارئ وكانت عبارة عن مجموعة من الإجراءات الاستثنائية شديدة القسوة التي قيدت من حريات المواطنين في العديد من الأمور، وتم القبض على 1200 شخص ينتمون لجنسيات عربية وإسلامية بينهم أمريكيون، كما تم إعلان حالة الطوارئ في بروكسيل عام 2015، وتم إعلان حالة الطوارئ في مدينة ميونيخ الألمانية بعد أن هاجم مسلحون على مركز أوليمبيا التجاري شمال مدينة ميونيخ، ما أدى إلى قتل 11 شخصا وجرح آخرين.

وأيضا تركيا التي أعلنت وفرضت حالة الطوارئ بداية من العام الحالي 2017، فمنذ 3 أشهر وافق البرلمان التركي على مقترح رئاسة الوزراء تمديد حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر، وذلك للمرة الثالثة على التوالي منذ المحاولة الانقلابية في منتصف يوليو الماضي، وجاء هذا التمديد لحالة الطوارئ بعد ثلاثة أيام على الاعتداء الذي استهدف ملهى ليلي في إسطنبول، أثناء الاحتفال بحلول العام الجديد، ما أسفر عن 39 قتيلا وعشرات الجرحى.

كل هذه الدول أعلنت حالة الطوارئ يا عم فيسك من أجل حماية أمنها ضد الإرهاب الأسود، ولم نسمع لك صوت أو نري مقال تهاجمهم فيه، وتحذر المستثمرون من الاستثمار في تلك الدول التي وضعت حذاء الطوارئ فوق رقبة الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تنادون بهما ليل نهار.

ويوضح لنا ضمير عم فيسك أثر فاعلية مبلغ الأمارة المحترم الذي تم ضخه في جيوبه، فيقول لنا “أن السيسي أدعي أن الاخوان المسلمين، الذي أطاح بحكومتهم عبر انقلاب هم داعيش”.

وهي نفس المفردات اللغوية التي تستخدمها الابواق الإعلامية للأمارة، ثم يأتي ليؤكد لنا على ذلك الأثر في فقرة اخري من مقاله حيث ذكر “وفي واقع الأمر، فإن قوانينه الضارة تخلق إرهابا أكبر من خلال عزل آلاف الشباب وتجريدهم من أي أمل للعودة إلى الديمقراطية”.

وإذا عدنا بالذاكرة إلى القمة العربية المنعقدة بالأردن سنجد أن أمير الأمارة قد قال في خطابه ” ليس من المنصف اعتبار تيارات سياسية نختلف معها إرهابية” وبمقارنة ما ذكره عم فيسك مع خطاب امير الأمارة، سيتضح لنا أن الفكرة واحدة والصياغة تختلف، فأمير الامارة يدافع عن الإرهاب، وعم فيسك يبرر زيادة عدد الارهابيين في المستقبل.

http://assets2.akhbarak.net/photos/articles-photos/2017/4/8/24928214/24928214-large.jpg?1491673359

فيديو ضمير عم فيسك ومال الأمارة

أضف تعليقك هنا