مجادل أم مجاري للأحداث والوقائع المجتمعية؟

شخصية الشخص المجادل (مجادل: كثير الجدل)

للجدل صمّام اسمه الجرأة، وللجرأة تأثير نفسي يشعر المرء بانه قادر على ان يفعل أشياء بعيدة عن نطاق العقلانية، او قريبة منها، بحيث لا يمكن لأي شخص اخر ان يفعل مثل مافعله، سواء أكان ردا او جدلا او نقاشا او تصريحا (في جميع الوقائع في المجتمع والاسرة وضمن نطاق العمل).

للمجادل مكانة بين أوساط الأخذ بالراي والمشورة منه، لانه لو لم يُأخذ برأيه او مشورته التي تتم باغلبية انها صحيحة فسيكون طرفا معاكسا للآراء، وسيسبب بطئ كبير في المشروع او القرارات، فيكون من مصلحة المسؤول على امر ان يأخذ رأيه ويستشيره في الأمور.

هل المجادل يبحث عن الحق دائما؟

المجادل والبحث عن المصلحة العامة

لكن ايضا المجادل لا يكون دوما على حق فمن من المعقول ان يكون هدفه مانعا للسير في القرار او المشروع، او يكون جدله لمنفعة شخصية لا منفعة عامة، ولابد ان يكون المجادل يبحث عن المصلحة العامة التي تصب في خدمة الجميع، ولابد ايضا اذا كان المجادل لمصلحة عامة يجب ان يأخذ برأيه الأغلبية اي موافقة الجمع الأكثر من المسؤلين او الإداريين عن امر او خدمة او مشروع او تكليف او قرار في كافة ميادينه.

المجادل والبحث عن مصالح شخصية

ولكن حينما يكون المجادل يبحث عن منفعة شخصية او لمنظمة او موسسة، وان هذه المؤسسة او المنظمة لاتريد الخير، بذلك يكون المجادل خاطئا في جدله.

من الشخصية الأكثر نجاحا: الشخص المجادل والشخص المجاري؟

ولكن ان الجدل بجميع أهدافه وأولوياته هو يحتاج الى الجراة في الكلام والدلائل وحق الأخذ بالراي وتقبله إياه دون تهميش او إقصاء للآراء، وان المجادل برأيي انه يأخذ مساحة اكبر من الشخص المجاري للامور.

شخصية المجاري للأحداث والوقائع

ان الشخص المجاري هو الذي يجاري الامور والوقائع التي يشهدها في واقع عمله بصورة خاصة، ان “الشخص المتساير” مع القرارات يكون اكثر هدوئا من الشخص المجادل من ناحية تقبل الاّراء، وضرورة النظر في جميع آراء الآخرين من دون اي جدال يحدثه، لكن ان الشخص المجاري للوقائع سيكون مجاريا لجميع مايحدث من غش او سرقة او اتفاق خبيث (لا تصب في المصلحة العامة انما تصب في المصلحة الشخصية) فذلك حتما سيكون شيء خاطئا، وان برايي ان الشخص المساير للامور الواضحة يكون اكثر نجاحا من المجادل في ابسط الأمور، الذي يبحث عن ادلة وكشوفات عن الامر، والتي تاخر من سير مايحتويه القرار او المشروع، اضافة الى عامل الوقت المهدور.

ولذلك نرى ان اكثر المناصب الإدارية تعطى لأشخاص مسايرين لجميع مايحدث، وهذا هو احد عوامل تردي الخدمات في البلدان ومن الانسب والأفضل ان يكون معادلا بين الجدل والهدوء (المسايرة في الامر) اي بين هذا وذاك فان ذلك هو انسب امر يكون الشخص فيهما متزنا من جميع النواحي.

أضف تعليقك هنا

كمال انمار

كمال انمار