الأنا والذكاء الكوني

بقلم: محمد عرفة

العشوائية والنظام

اذا دخل احدا حديقة مصممة تصميما جيدا معتننا بها فاننا سنستشعر جمالها ونحس بالراحة والسكينة،

لكننا لو دخلنا غابة اول مرة في حياتنا فاننا سنشعر في بداية الامر بالوحشة ونحس بالفوضى وانعدام النظام او كذلك يبدويء لاول وهلة.

لكننا لو حاولنا ان نراها بالطريقة التي وصفها بها الكاتب (ايكارت تول ) في كتابة ارض جديدة، لو استطعنا ان نستحضر قدرا كافي من السكون الداخلي بايقاف التفكير فعندها فقط سيستيقظ فينا الوعي وبالوعي سنبصر ما عجزنا ان نراه باعيننا وعقولنا، سنبصر ونستشعر قمة التناغم الخفي والانسجام في كل مايحيط بنا فكل شيء يقع في مكانة الصحيح الذي يجب ان يكون فيه.

ليس هناك من عشوائية بل نظام شمولي دقيق اوهمنا العقل انة عشوائية . العقل والافكار تمتلك ترتيب الاشياء لكن تدبير الاشياء من حولك اكبر واعظم من ان يفهمة عقل او يحيط به فكر

وكذلك الحياة نظام شمولي متداخل مترابط لايقبل التجزئة والانفصال وبالوعي فقط نخرج من محدودية الذكاء العقلي والترتيب الي فسيح الذكاء الكوني والتدبير

الأنا والذكاء

ولذلك العقل والفكرة لن يفهم منطق البركة ولكن لماذا نحن عالقون دائما في الحيز الضيق من الحياة ونحرم انفسنا من ان نصبح جزء من النظام والذكاء الكوني والتدبير الالهي

إنها ((الأنا)) التي فينا هي التي تفعل ذلك الانا بتماهيها مع الافكار

ان العقل اداة رائعة للتفكير المنطقي وايجاد الحلول , نعم العقل اداة فعالة ولكنها يجب ان تكون خادمة للذات الحقيقية للمصدر لروح الانسان .

قررت ان ادخل في كنف هذا النظام الكوني الذكي والتدبير الالهي واخرج من الانا التي في الا ادعها تحجبني في نطاق محدودية الذكاء العقلي ساعمل علي اضعاف الانا التي زيفت حقيقة الكون والحياة من حولي واوهمتني اني منفصلا عن كل من حولي ساجاهد نفسي ان احب لغيري ما احب لنفسي في قولي وفي فعلي وان اكون بما في يد الله اوثق مني بما في يدي وانني علي يقين اننا علي قدر مانفعل، علي قدر ماسنجد النظام الكوني من حولنا يعمل بنا ومعا ولنا

إنه الخروج من محدودية الاخذ بالاسباب والدخول في لا محدودية العطاء   في قولة تعالي (( يرزق من يشاء بغير حساب )) بحسن الاخذ بالاسباب عبادة والتعلق بخالق العباد ورب الاسباب

بقلم: محمد عرفة

أضف تعليقك هنا