متى أتخرج !؟

في حفل التخرج وثقت صورة تذكارية مع أستاذٍ له فضل عليّ بعدها أخذ بيدي لإجراء مقابلة مع التلفزيون السعودي ,سألني مذيع القناة عن مدى شعوري و فرحتي في هذا اليوم ,فذكرني بذلك المشهد الذي ما زال عالقاً في ذهني عند أول يوم دخلت فيه الجامعة فقابلت أحد أصدقائي المميزين فقلت له أنت محظوظ لأنك على باب التخرج – وهو مبتعث الآن حفظه الله- فقال لي: الفترة الجامعية لا مثيل لها فهي كجوهرة تقدم على طبق من ذهب لمرة واحدة لا تستطيع تعويضها مرة اخرى, فاستغلها بأفضل طريقة،فقلت يا الله متى أتخرج !

أربع سنوات انقضت بحلوها ومرّها

ها هي أربع سنوات انقضت بحلوها ومرّها ,مليئة بالعطاء والإنجازات والنجاح, سبقها تعب الجسد وسهر الليالي, واجهت فيها كثير من المصاعب التي علّمتني وقدمت لي دروساً في هذه الحياة.

بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كد
أضاع العمر في طلب المحال
تروم العز ثم تنام ليلاً
يغوص البحر من طلب اللآلي

أربع رسائل شكر مليئة بالحب و الوئام

بصراحة أن المشاعر اليوم مختلطة يعجز فيها لساني عن الكلام ,إلا أن القلب هو الذي يتحدث و القلم يترجم له, لذلك أريد أن أرسل مع حمامة الحب والسلام أربع رسائل شكر مليئة بالحب و الوئام, من قلبي و أرجوا أن تصل لقلوبكم.

الأولى..

لكِ يا أمي ولكَ يا أبي كنتما أول محفزٍ ومشجعٍ لي ,قدمتما لي الكثير, أعطيتموني كل ما تملكون ,قلمي يملأه الحياء و حروفي تعجز بأن أكتب عنكم ,لأني لا أستطيع ردّ جميلكم و لو أفنيت العمر كله وزدت عمري عمراً ,والديّ أسأل الله أن يوقفني لبرّكما .

أما الثانية..

لك أستاذي الفاضل عرفتك بسموّ أخلاقك ,ونبيل عطائك ,وصدق نصيحتك لأبنائك, و تزْكيت علمك في ميدان عملك, كلمة شكراً في الحقيقة هي قليل في حقك , فأنت تحمل أعظم رسالة في التاريخ ,هي رسالة الرسل والأنبياء ,أنت تسد أكبر ثغرٍ من ثغور الأمة, فهنيئاً لك هذا الفضل, قال الشاعر لي: قم للمعلم وفّه التبجيلا , لكني لم أقم بما هو حق لك فسامحني على تقصيري ,ويكفيك من قوله :كاد المعلم أن يكون رسولا, فشكراً لك.

و الثالثة..

أرسلها لك يا صديقي ورفيق دربي ,يا من كنت معيناً لي على الخير كنت كالمرآة الصادقة أظهرت لي عيوبي, و أبرزت مواهبي, وأرشدتني لدرب التميز .

ولو أنني أوتيت كل بلاغة
وأفنيت بحر النطق في النظم والنثر
لماكنت بعد القول إلا مقصرا
ومعترفاً بالعجز عن واجب الشكر

الرسالة الرابعة والأخيرة..

أبعثها لك أخي الخريج ولكِ أختي الخريجة, أبارك لكما هذا النجاح وهذ الانجاز الباهر, واسأل المولى بأن يوفقكما في حياتكما العملية , اشكروا الله على تمام هذه النعمة, وزكّوا ما تعلمتم بإتقان عملكم, وردُّ الفضل لأهله ,ارفعوا سقف طموحاتكم, وكونوا أشخاصاً ايجابيين بخدمة هذا الدين ثم الوطن والمجتمع , فلا تكن الخطوة الأخيرة بل اجعلوها البداية, فبداية الألف ميل خطوة .

ربي لك الشكر, لك الحمد, لك الفضل ,لك المنة, أن أتممت عليّ هذه النعمة.
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

فيديو متى أتخرج !؟

أضف تعليقك هنا

حسن محمد الشبوي

حسن محمد الشبوي

بقلمي همة تنطح الجبال ✍️️ و إبداعاً يفوق الخيال snap:h3sn7