اسناد

نظمت الحركات الادارية في قطاع التعليم بناء على الاقدمية بشكل اساسي، ولعل هذا ما يطرح علامات استفهام حول التمكن من التدبير الاداري، ولا شك ان الوزارة كانت تعتمد علي بعض التكوينات لسد النقص الذي قد يصادفه الشخص اثناء مزاولته لمهامه الادارية وان الناظر لهذه التكوينات يلحظ بلا شك محدوديتها وعجزها عن تقديم المام كبير بالتدبير الاداري والتربوي وعن الآليات التي يتحتم على المدير اكتسابها والمرتبطة تحديدا بعلم النفس الاداري وقدرته على ادارة فريق العمل والتوجيه والقدرة على التواصل الفعال.
فأكثر ما تلمسته عند اشتغالي مع مدراء مختلفين، مع احترامي لهم طبعا، انهم يفتقدون القدرة على التواصل والاصغاء للاخرين، بل كثيرا ما اختزلوا مهامهم في القدرة على فرض حضورهم الذاتي كرؤساء مباشرين لا غير وربما حتى بعدم ضبط الشق التشريعي.

وهم مع ذلك للاسف نجدهم يتسلقون سلالم الوظيفة العمومية بشكل صاروخي وبدون جهد يذكر. فقد تصادف اني ولسنوات اشتغلت مع الجامعة الحرة للتعليم في مكتبها الإقليمي ولاحظت مدى محدودية البعض، بل وعجزه حتى عن التواصل بشكل مباشر لاقناعك بوجهة نظره ان كانت له، وفي المقابل يعمل على الكيد لك ولاعضاء نقابتك ، فلازلت أتذكر كيف اني وبعد توقيع تكليف لي للتدريس في مكان آخر ونتيجة لوقوفي كممثل للنقابة بمعية آخرين مع استاذ متضرر من تنقيل تعسفي إذا بي افاجئ بالغاء هذا التكليف، بل ولزلنا نحن أعضاء المكتب او على الاقل جزء منا يتم تحاشيه من طرف الشخص المعني.


لقد سردت هذا الامر لاني بكل صدق احمل في جعبتي جملة من التحفظات حول كيفية الترقي واسناد المهام الادارية، فغالبا ما يؤخذ بعين الاعتبار عدد السنوات التي قضاها الموظف في التدريس، ولعل هذا ما لمسته وانا اجتاز مقابلة انتقاء رئيس مصلحة، إذ لم ينظر إلى مشروعي ورؤيتي المستقبلية لتسيير المصلحة، بل نظر إلى لحيتي رغم انني لم انتمي لاي توجه فكري محدد، فانا مقتنع انني باخذي بالصورة الكاملة وعدم التخندق يمنحني حس موضوعي اكثر، ونظروا إلى انني لا أتحدث الفرنسية بطلاقة مع التأكيد اني اقرأها وافهمها، وهي بشكل اساسي لا تمثل لغة الادارة لا الآن ولا مستقبلا.


انني وانا أتحدث بهذا المنطق، لانه من منظوري هو المنطق الصحيح. إذ ونحن نسمع عن شبابية رئيس فرنسا وكندا، لازال البعض يطلب منك ان تقضي عمرك كله لتصل في الاخير لمنصب رئيس مصلحة. وما الذي أساسا نطمح له من وراء هذا المنصب؟ ما نطمح له تحديد هو تعلم التدبير الاداري بشكل واقعي وعملي وان لا نظل مقتصرين على الجانب النظري، حتى إذا ما حان الوقت اعتزلنا الوظيفة وسعينا لتأسيس شركاتنا الخاصة.


يحز في نفسي كثيرا ان معظم اصدقائي وصلوا بشكل سلس إلى مناصب المسؤلية في قطاعات اخري في طانطان واكادير والعيون واسا، وانا الذي طالما صدحت حنجرتي بترديد الشعارات ولهب مشاعر الطلبة، اجد نفسي في وزارة بطيئة وبرقراطية إلى أقصى الحدود، وتشدد في المقابل على المرء الا ينتقد وان يأخذ بالواقع كما هو. اننا وإذ ننتقد ونصدح بالحق لهو دليل على رغبتنا في تقدم وزارتنا اسوة بالوزارات الأخرى ولان هذا ما يفرضه التنظيم الاداري الحديث.

فيديو اسناد

أضف تعليقك هنا

علي لكدالي

الاستاذ علي لكدالي