الأبطال

من واقع عملى كطبيب .. يُعرَض علىّ من المرضى من هم بحاجة إلى النصح بخصوص حالتهم الطبية .. لكن بعض الحالات التى قابلتها هى التى قدمت لى نصائح خالدة بشكل غير مباشر .. أقص عليكم بعضا منها:

قصة رضا:

(1) ” رضا ” – اثنان وعشرون عاما (ونصف كما تحب هى أن تقول .. مصابة بفشل كلوى وتعيش على الاستصفاء الدموى (الغسيل الكلوى) منذ عشر سنوات .. ستتعجب مثلى عندما تعلم أن ترتيبها فى المركز الثانى بين طلاب دفعتها فى قسم الفلسفة بكلية الآداب .. وهى الآن فى الفرقة الرابعة 🙂 وستتعجب أكثر … عندما تعلم أنها تستعين فى دروسها بأخيها ولا تستطيع أبدا أن تذاكر بمفردها لأنها وبكل بساطة …كفيفة 🙁 !!

قد لا يحتاج النجاح إلى بصر …. لكنه يحتاج إلى بصيرة

قصة أم :

(2) جلست أمامى تنتظر رأيى فى المرض الذى ألمّ بها .. كانت تشعر أن المرض خطير وتتظاهر بالشجاعة إلا أن دمعة خانتها وأسرعت تنسكب على وجهها، لِتَشِى بقلقها أن يفوتها يوم زفاف ابنتها الوحيدة والتى تبلغ من العمر ثمانية عشر عاما أو أقل .. طلبت منها بعض الفحوص ثم عاودت رؤيتها من جديد !! أتخيل قلبها وهو يكاد يقفز من مكانه فى الدقائق التى أطالع فيها التحاليل والأشعات . أخذت أرتب الحقيقة المرة فى كلمات أردتها رقيقة … لكنها لم تكن كذلك. أخبرتها بما لم تود أن تسمع ….. سرطان الثدى – المرحلة الثالثة ….. فقالت لى كلمات لم أسمع مثيلها من مريض من قبل ولن أنساها: قالت (مبتسمة) بلهجتها العامّية البسيطة : كنت أتمنى لو أصابتنى كل أمراض الدنيا تيجى ليعيش باقى البشر فى راحة وسعادة !!

(3) يقولون له ” كريم ”   و عمره ثمانى سنوات. تم استئصال الكِلْية اليمنى له بسبب ورم سرطانى متقدم … تراه وقد فقد شعر رأسه كاملا ؛ من تأثير العلاج الكيمائى. بدأ يشعر بالتعب فطافت به والدته على الأطباء وطُلِبَ منها أشعة مقطعية على البطن تم التأكد عن طريقها من عودة الورم مرة أخرى وبشكل عنيف……. اطَّلعتُ على الأشعة .. وشعرت بنسبة كبيرة ان هذا الطفل … سيموت ;( ;( لكن الأعمار بيد الله وحده !! ومع هذا لم يمنعه مرضه وشكله المخيف لمن فى سنه أن يضحك ويأكل الحلوى ويلهو مع والدته أمامنا .. رغم جهلهما لمصير الولد المقبض 🙁

مهما كان لديك من هموم، فأكبر همومك تلك .. لا تعادل لحظة ألم عاشها كريم أو ستعيشها أمه … بعد وفاته !!!!!!!!!!!!

#اللهم_رحماك_بالطفل_الصغير_وبأمه

فيديو الأبطال 

 

أضف تعليقك هنا

د. حسام محمد حمزة

حسام محمد حمزة