الإيهامات البصرية في تصاميم المواقع والشعارات

احد المبادئ الرئيسة لكل من الشعار وتصميم الموقع هو ان لا ينسى من قبل الجمهور المستهدف. فالشعار الفعال هو الذي يرتبط بقوة مع شركةٍ معينة وبالتالي يزيد الوعي بالعلامة التجارية (البراند). وتُعد المواقع بمثابة واجهات لمحلات افتراضية مصممة بهدف جذب العملاء المحتملين والزبائن لمشروع او شركة معينة.

يمكن للإيهام البصري ان يكون اداةً قيمة في جذب انتباه المشاهد سواء كان ذلك مع شعار العلامة التجارية او الصفحة المقصودة للشركة. وقد اصبحت طرائق التصميم هذه منتشرة بشكل كبير في السنوات الاخيرة، اذ تقدم وسيلة لتحويل الصورة القياسية الى لغزٍ مسل .

هناك مجموعة متنوعة واسعة من الاوهام البصرية ولكنها جميعاً تعمل على وفق المنطلق الاساسي نفسه الا وهو خداع الدماغ. احد اشكال الإيهام البصري المنتشرة هي الاشكال المتناقضة. عند النظرة الاولى سوف تظهر مثل هذه الاشكال طبيعية جداً للمشاهد مثل الطاولات او مجموعة من عتبات الدرج. مع ذلك ليس كل شي كما يبدو. قد تظهر الطاولة لها اربعة ارجل لمرة ثانية، مرة اخرى قد تبدو كما لو انها قائمة على ستة ارجل. مثل هذه الإيهامات لها قدرة لا مثيل لها على جذب المشاهدين، مما يجعلهم يتساءلون عن ماهية الشكل الحقيقي الذي يرونه.

ان سبب كون هذه الحيل البصرية لها مثل هذا التأثير هو ان الدماغ لا يتوقع ان يكون الشكل خارجاً عن المألوف. فبدلاً من الاعتراف ان هذا الشكل متناقض، يحاول المشاهدين ان يفهموا هذه الاشكال الغريبة والسريالية. اعتماداً على درجة تعقيد الوهم البصري يمكن ان يستغرق الامر بعض اللحظات قبل ان يتقبل المشاهدين ان ما يرون لا يمكن ان يوجد في الواقع.

وهناك نوع آخر معروف ومحير من الصور هو ذلك الذي يبدو في حالة حركة، على الرغم من انه ليس الا رسماً ثابتاً. ويمكن لمثل هذه الاوهام ان تجذب المشاهد بقوة مما يجعلها مثاليةً لاغراض الشعارات والمواقع. وكونها مثيرة للاهتمام ومسلية كذلك، فان الإيهامات البصرية تلتصق بشكل مؤكد في اذهان اولئك الذين يروها.

الاستخدام الشائع المتزايد للاوهام البصرية للشعارات هو على الاجسام في العالم الحقيقي. مع قليل من الابداع والتخطيط الدقيق فان اي شيء من الاعلانات الكبيرة الى الباص يمكن ان يتحول الى وهم بصري عملاق. احد الامثلة الشهيرة على استخدام هذه الطريقة لزيادة الوعي للعلامة التجارية هي تركيب صور السيارات على المركبات الكبيرة.

احد انواع الإيهام البصري الذي يستخدم بشكل متزايد لعرض الشعارات هو رسومات الرصيف. باستخدام القليل من الدراية بكيفية ادراك العمق والمنظور من قبل المشاهد ستتغير الطريقة التي يرى بها مثل هذه الرسوم ويمكن للفنانين خلق تباين كبير داخل الرصيف. ونظراً لقيمة الترفيه الكبيرة التي تمتلكها هذه الاوهام، فان العديد من الشركات توظف فناني ومصممي الشوارع لدمج شعاراتها او منتجاتها داخل الرسوم. باستخدام هذه الاساليب الرائعة وشبه التفاعلية، يمكن للشركات ان تجعل شعاراتها تلتصق في اذهان المشاهدين وفي الوقت نفسه تحسين صورة العلامة التجارية.

هناك طريقة مؤكدة تضمن ان الوهم البصري يجذب انتباه كل من يراه بجعله يبدو كأنه يحرف الاشياء المألوفة او الشهيرة. على سبيل المثال، من الممكن بسهولة انشاء الايضاحات للبُنى والمعالم المعروفة التي تم تكييفها لخداع الدماغ. فالدرج الذي لا ينتهي او (الستونهنج) المستحيل يمكن ان تكون وسائل قوية لاثارة اهتمام المارة وخلق علاقة بين العلامة التجارية او الشعار والموضوع الاصلي.

ان احد الاوهام البصرية الاكثر عمقاً ينطوي على الاستفادة من كيفية ادراك الدماغ للون. هناك العديد من الاوهام البصرية التي تستفيد من هذه الظاهرة المتضادة اذ ان النتيجة يمكن ان تكون ساحرة جداً. ولتحقيق اوهام التضاد، يطلب من المشاهد التحديق في صورة سلبية اللون لمدة من الزمن، وبعد ذلك عليه ببساطة ان ينظر بعين نصف مغمضة بسرعة بينما ينظر الى جدارٍ فارغ. مع هذا الوهم البارع ينتهي الجمهور برؤية الصورة الاصلية بالالوان الكاملة امام اعينهم.

ومثال على الاستخدام الممتاز لهذا النوع من الوهم البصري هو مع شعارات المواقع الالكترونية. عن طريق صياغة صورة مقلوبة لشعار الشركة بدقة، فأنه يمكن للمشاهدين ان يحسوا بمتعة وبتجربة تفاعلية بينما يولون اهتماما وثيقاً للموقع المذكور. وهناك مجموعة متنوعة وغير محدودة تقريباً من الصور التي يمكن ابداعها بهذه الطريقة مما يجعل اوهام التضاد مثالية تقريباً لاي شعار موقع او تصميم.

مسألة المنظور

يدرك الدماغ حجم واتجاه الاشياء نسبة الى النقاط المرجعية المجاورة. وبسبب ذلك، من الممكن جعل الاشكال او الاشياء المتماثلة ان تبدو مختلفة جداً بالقياس احدها الى الآخر. ومن الامثلة الشهيرة على ذلك هو “وهم إبنجهاوس”.  يستلزم وهم إبنجهاوس دائريتن متماثلتين، تحيط بكل واحدة دوائر اخرى باحجام مختلفة. على الرغم من ان حجم الدائرتين الاصليتين يبقى متماثلاً، الا ان واحدة تبدو اصغر بكثير بسبب الدوائر التي تحيطها. ان هذا النوع من الوهم هو وسيلة رائعة لاشراك الجمهور وتحييرهم بطريقة مسلية.

وهناك اشكال هندسية اخرى يمكن التلاعب بها بهذه الطريقة ايضاً. على سبيل المثال، يمكن عمل ما يشبه الخطوط المتوازية لتبدو كما لو انها متزعزعة فعلاً باستخدام التناوب بالاشكال المجاورة. يمكن ان يكون هذا الاسلوب مفيداً لمصممي المواقع الذين يريدون لفت انتباه المشاهد الى منطقة معينة من الموقع. من خلال دمج الايهام البصري غير الملحوظ في الموقع، فأن الصفحة العادية السابقة يمكن ان تتحول الى تجربة تفاعلية رائعة.

خدع التصوير الفوتوغرافي

ليست كل الاوهام البصرية هي ايضاحات او رسومات، يمكن ان تكون خدع التصوير الفوتوغرافي فعالة ايضاً. بقليل من الابداع واللقطات ذات التوقيت الجيد، يمكن جعل الصور تبدو كأنها تتحدى قوانين الفيزياء. من الناس العائمين في الجو الى الوقوف افقياً على الحائط، خدع التصوير الفوتوغرافي هي وسيلة رائعة لتزويد المواقع الالكترونية بوسيلة لجذب الزوار. ان هذا النوع من الايهام البصري يمكن ان يكون رخيصاً لكنه فعالٌ وذلك باضافة عنصر مثير للاهتمام وابداعي الى اي موقع الكتروني.

من الممكن استخدام خدع التصوير الفوتوغرافي لجعل منتجات الشركة تبدو كأنها اندمجت مع المشاهد والمعالم المشهورة. سواء كانت عجلة لندن (لندن آي) تبدو كعجلة دراجة، او برج إيفل يبدو كفتاحة قناني عملاقة، فان استخدام هذه الاوهام البصرية تسمح للمنتجات والعلامات التجارية ان تكون مرتبطة مع المواقع الشهيرة.

أطيب التحيات

ملاحظة: الموضوع مترجم بتصرف

فيديو الإيهامات البصرية في تصاميم المواقع والشعارات

 

أضف تعليقك هنا

د. راقي نجم الدين

د. راقي نجم الدين - العراق

دكتوراة في تقنيات التصميم