البرلمان الجزائري الجديد والتحديات

لا يختلف اثنان على ان ما افرزته نتائج التشريعيات تعتبر حراكا سياسيا, بعد ركود وجمود ساد سنوات عجاف لم يقدر فيها البرلمان الجديد, الا على جلد ظهور المواطنين وافراغ جيوبهم وكأنهم هم المسؤلين على السياسات الفاشلة لحكومة سلال وعلى انخفاظ سعر البترول ,الحراك الذي سيشهده البرلمان الجديد سياسي بامتياز وليس اقتصادي ذلك ان التشكيلة او الخلطة السياسية ظهرت متمايزة ومختلفة حيث ظهر حزب حمس بنواب اكثر وكذلك حزب تاج, الذي يمكن ان يأخذه حنين الاخوان لحمس حتى وان كان ذلك مستبعدا على الاقل في الفترة الحالية ,الظاهرة الجديدة اليوم هي دعوة الحكومة لحزب حمس لتشكيل الحكومة وهو ما اعتبر تحديا صعبا امام الحزب , خاصة انه ضل معارضا لمدة ليست قليلة وقد كان مجلس الشورى ذكيا جدا في اتخاذ قراره بعدم المشاركة حيث ان كل التخمينات تنتهي عند سنة 2019 السنة التي ينتظرها الشعب الجزائري والمراقبين الدوليين للشأن الجزائري بشغف من حيث ما ستفرزه مرحلة ما بعد بوتفليقة اي بعد 20 سنة حكم فحزب حمس يرى ان تخندقه في المعارضة سيضمن له ما بعد الرئاسة مكانا محترما, لأنه يدرك ان تاريخ صلاحية الحكومة سينتهي عند الرئاسيات لا محالة في كل الاحوال , وسيضمن الحزب ثقة شريحة هامة من مناضليه الناقمين على آداء الحكومة فالسلطة الآن تبحث عن حزب تلصق به فشلها السياسي وكذلك تريد وجوه جديدة غير الكلاسكية القديمة من حزبي الرند وحزب الافلان والسلطة تدرك ان الشعب ذاق ذرعا بالحكومة وبالتهريج السياسي الذي شهدته التشريعيات فهي تحاول الآن احتواء الازمة ببعث امل وروح جديدة للحكومة وما يؤكده هو سر لجوء السلطة الى اشراك احزاب معارضة رغم الاريحية في عدد النواب الداعمين لبرنامج رئيس الجمهورية حيث يكفي تحالف احزاب احمد اويحي و ولد عباس وغول لتحقيق الاغلبية لكن الحكومة همها ليس الاغلبية بل احتواء الازمة والاستفادة القصوى من نتائج التشريعيات. إن السنتين المقبلتين ستشهد اكبر حراك سياسي جزائري في حين يرى مراقبين دوليين الى ان الجزائر مقبلة على مخاض عسير سيغير وجه السياسة الجزائرية في ضل الحياد الكبير الذي انتهجه الجيش واهتمامه بتطوير تقنياته في ضل التحديات الدولية واهتمامه بتأمين الحدود والحفاظ على استقرار الجزائر فالجيش لا يهمه الآن اي كان رئيسا او لونه السياسي ما دام يحافظ على الاستقرار وينال ثقة الشعب. صدارة.

فيديو البرلمان الجزائري الجديد والتحديات

 

أضف تعليقك هنا

محمد عبد المطلب صدارة

محمد عبد المطلب صدارة