جلسة وقت الغروب

بعد يوما حافل بالعمل وزحمة السير ومتطلبات الحياة عدت إلى البيت , فكرت أن أحتسي كوبا من القهوة ممزوجا بها القليل من البندق وجلست على كرسيا في مقابل المكتب وقد زارني ضوء خافت من النافذة إيذانا بغروب شمس يوما أخر من حياتنا ,, فكرت في الحلقة التي ندور فيها وهل حقا هذه الحياة تستحق منا كل هذا الحزن والقلق أو القطيعة والحسد؟

هل ما نسعى لتحقيقه هو ما نريده حقا أم ما نريد أن يراه الآخرين فينا ؟ بمعنى آخر .. هل سعينا لإمتلاك المال أو السلطة لأننا حقا نريد ذلك أم حتى يشار إلينا بالبنان هذا هو فلان الذي يملك كذا وكذا …

ما هو أهم شيء في حياتي ؟ لقد رأيت والدي -رحمه الله- والإبتسامة تكاد لا تفارق وجهه حتى وقت وفاته على الرغم من أنه لم يكن ميسور الحال -بمفهومنا عن اليسر- وكذا شيخي الذي علمني القرآن في صغري والذي توفي في رمضان هلى إثر حادثا أليم ظل بعده في المشفى قرابة الخمسة عشر يوما والأطباء يتعجبون من حاله , فالإصابة كانت شديدة في الرأس حتى أنهم قالوا : أن الطبيعي فمثل حالته أن يكون غائبا عن الوعي !! ولكنه ظل حتى آخر لحظة في حياته ليلة السابع والعشرين من رمضان مبتسما يمزح مع كل من يدخل عليه الغرفة زائرا كان أو معالجا , لا يمل من تلاوة القرآن والأذكار حتى توفاه الله .. وغيرهم الكثيرين ممن رحلوا عنا وقد كانوا بهجة للناظرين.

ترى ما هو السر ؟

السر يكمن بداخلك أنت ,, نعم أنت

لا أقصد بذلك السلام الداخلي والإنسجام الروحي والتصالح مع النفس ولكنه شيء أعمق من ذلك كله,

فقط لو حاولنا أن نحيي تلكم النبته الصغيرة التي أوشكت على الضمور في ظل التلوث الحياتي والفطري .

حينما توقن أن الحياة مهما طالت قصيرة , وأن المدبر لكل حياتك هو الله , وأنك إليه راجع وقريبا جدا , حينما تنظر للحياة بمنظور المزرعة وأن الحصاد هناك , لا يمنع أن تمتلك المال أو السلطة ولكن الفرق في الحالتين هو كيف ولما ؟

لو أيقنت أن من رضي عن أفعال الله فيه ارضاه الله وجعل السعادة بين عينيه وفي قلبه ,, ومن سخط عن أفعال الله فيه جعل الهم والغم والكآبة في قلبه وعقله ولو إمتلك من الدنيا كنوز قسرى وقيصر.

فيديو جلسة وقت الغروب

أضف تعليقك هنا

عمرو عبدالله زارع

عمرو عبدالله زارع