رسالة حزينة – #قصة

بقلم: نداء حسن

هذه اكثر رسالة محزنة كتبتها او اكتبها في حياتي، اكتبها وانا في الحجز بين جنبي النصرة والخذلان، وانا اصارع مخاض روحي التي تريد الخروج ومغادرة الجسد في حال الولادة، لكنني متمسكة بها بين جنبي لمى علي من واجبات يجب أن أنكر ذاتي وألمي وكل شئ لأجلها، اطفالي الذين لا ذنب لهم سوى انهم قدموا وانا السبب في قدومهم لعالمي الغبي، وظيفتي هي ايجاد الحياة والطريق اليها.

لا تضعفوني بحبكم لي

انا ممتنة جدا لكل من حولي ممن يراسلونني ويقفون بجانبي وجعلوا مني رخوة بلطفهم وحبهم واهتمامهم، ارجوكم لا تتعبوا انفسكم لا تضعفوني بحبكم لي، كنت قد فطمت نفسي منذ زمن عن المطالبة ولو بجزء قليل وقليل جدا من حقوقي الشخصية، ولا اخفيكم، كنا ولازلت اسرق بعض منها سرقة، نعم سرقة حق اجل

أسهر طوال اليل لممارسة حبي وشغفي للقراءة والكتابة حيث انهن من المحرمات بالنسبة لي، نعم محرم، حتى اقرب المقربين لي والذي ظننته لن يمل او يكل من محادثتي اصبح كثير الصمت، وبدأت  اشعر بثقل وجودي حتى وان لم يخبرني، البعض يخفي عنك الكثير ولكن يبقى التصرف هو الذي يفضح صاحبه، الصمت والاجابات المختصرة، وعدم الاصغاء، وقلة اوقات اللقاء، وعدم الاكتراث لرحيلك او بقائك كما كان يحدث بالسابق، كل ذلك رسائل من مضمون رسالة واحدة لكنها متأخرة جدا او انها في الطريق، تقصر على التالي(لم تعد مهما بالنسبة لي) حسنا هذا ما يحدث الان ويجب علي ان امضي واكمل طريقي واستيقظ من وهم اسمه(توئم الروح).

نحن الطيبون لا نستحق ما يحدث لنا

بعضنا على استعداد للمخاطرة بالسمعة بالروح ليجد من يرى نفسه فيه يحدثه كما يحدث الله، ونجد ونفرح ولكن للأسف ويكان الامر بتلك الصعوبة، او ان الانسانية والصدق والاخلاص تخفف بشرب الماء وتذهب مع الادرار، كثير منا نحن الطيبون لا نستحق ما يحدث لنا، لا نستحق، أتساءل متى نتجاوز القانون  قانون هذه الحياة الجافة ونعود للطبيعة البشرية متى.

اصبح عمري اربعين سنة واكثر، ظلمت منها خمس وثلاثين سنة، والان اما ان أقاوم او اطلق العنان لمخاض ولادة الموت الذي اهلكني رفضة مرارا وتكرارا، وكانه منحدر زلق ذلك الذي احاول الوصول اليه، وفي خلال تلك الفترة سقطت جدران الكذب لتكشف لي حقيقة واحدة فقط وهي ان لا احد في هذا الكون يشبهني او على الاقل لم اجد من يشبهني فعلا، فامتهنت الكتابة، ومهنتي كانت هي اخراج كل الغضب والطاقة التي في داخلي كانت قد كبتت من قبل لتحطيم كل من يحاول منعي لإثبات ذاتي، وقد فعلت.

انا لست بمتعجرفة ولا متمردة، ولكنني اعامل من لا يعاملني كانسان او يتعامل معي كبشرية بنفس أم تلك المعاملة لا اكثر ولا اقل، لم ادر ضهري للحقيقة يوما ولا لضميري، ولا اطلب شيء غير تحقيق العدالة، كل صباح اقوم بإعداد قهوتي المفضلة ذات المذاق الجيد، واقوم بما هو منوط بي من الاعمال على اكمل وجة، واكمل مسيرتي واحمد الله واقطع مسافات كبيرة، لياتي في اخر الامر من يعيدني الى اول نقطة…اول نقطة

بقلم: نداء حسن

أضف تعليقك هنا