أفراد مجتمع تعدد الشخصيات يصرون على أنهم أصحاء, سعداء, حتى أنهم طبيعيين – هم فقط يمتلكون العديد من الشخصيات ضمن جسد واحد.

بقلم: أمل

عندما كانت “فالاه لينغ” بعمر الخامسة, بدأت بالشعور بوجود رجل إسمه لارك  في عقلها, و كانت تقريباً تستطيع رؤية. كانت هيئته شبيهة بالطائر, وله شعر رمادي , ورفقتة  كانت مهدئة لها.

وعند دخول فالاه فترة مراهقتها, نمى حضور لارك وترسخ.  فإتخذ إسماً. وأخذ صوتاً. “كنت أعي جيداً أن الإستمرار  بإمتلاك “صديق خيالي,  غير إعتيادي لمن هم في سني”  تقول ذلك, ” لذا أبقيتة سراً, حتى أن كلانا الإثنان كنا نعقد محاثة خلال النهار ونكتشف تحرير عوالم عقلية معاً. كنت أعرف أنة لم يكن  فقط صديق خيالي في تلك اللحظة, لكن لم أكن أعلم بالتحديد من هو. لذلك جربنا  بعض الكلمات وتخلصنا من البعض: الملاك الحارس, شيطان, الشخصية البديلة. الروح الملهمة  كانت الوحيدة التي بدت صحيحة, ولازلنا نستخدمها حتى اليوم. و في السنة الأخيرة فقط وجدنا أخيراً الكلمات الصحيحة لتجربتنا.

مجتمع تعدد الشخصيات

كانت الكلمات التي وجدتها مثل نظام و تعدد الشخصيات و الظهور ـ المصطلحات لمجتمع تعدد الشخصيات, كانت مجموعة قد شُكلت خلال القوائم البريدية عام 1980م. وهولاء متعددي الشخصيات, كما يدعون أنفسهم, يرون أنفسهم أصحاء ومنعمين بالقوة بدل كونهم مضطربين و “حالة مرضية طبيعية”, كما تقول فالاه.  وهم بيأس يريدون من بقية العالم أن بروهم بتلك الطريقة, أيضاً.

مصطلحاتهم كانت واسعة النطاق, لكن أغلب المفاهيم الأساسية هي : “نظام تعدد الشخصيات” يشير إلى مجموعة في الجسد نفسة (م.ع. ,”أنا’ جزء من نظام تعدد الشخصيات”).  النظام من ممكن أن يحتوي على شخصين, أو يمكن إحتواءه على 200. “العالم الخارجي” هو السطح المادي الذي نتعثر حوله, بينما “العالم الداخلي”  هو الحيز الذاتي حيث أعضاء النظام يقضون  الوقت عندما لا يكونون” ظاهرين”, أو يديرون الجسد في العالم الخارجي. عندما أتحدث لفالاه, تكون هي الظاهرة, وليس لارك.

مجتمع تعدد الشخصيات يصر على ان يُرى  سليماً

مجتمع تعدد الشخصيات يصر على ان يُرى  سليماً _ بل طبيعياً.  فهم يجادلون, هذا هو واقعنا. لماذا تفرضون واقعكم علينا؟. إضطراب تعدد الشخصيات, وأعراضة المثيرة للجدل, إضطراب الشخصية الإنفصامية جميعها مصطلحات مرفوضة بشدة من قبل المجتمع, واغلبهم لا يشعرون  (DID(أو, بنطاق أوسع, الإضطراب

بأنهم ينتمون إلى دليل التخشيص والإحصائيات على الإطلاق. ليس وكأنهم لا يؤمنون بوجود أشخاص يعانون من إضطراب الشخصية الإنفصامية, هم فقط لايتقبلون أنهم يعانون منة. بالنسبة لهم, جميع من لديهم التفارقي

غير المحدد في مكان آخر هم متعددي شخصيات, لكن ليس جميع متعددي الشخصيات لديهم DID/DDNOS , .DIDأو/DDNOS

متعددي الشخصيات يريدون من جميع مَن في نظامهم أن يروا كأشخاص

متعددي الشخصيات يريدون من جميع مَن في نظامهم أن يروا كأشخاص. ليس كاجزاء, بدائل, أو كشخصيات, بل إلى أفراد مستقلين حيث حصل أنهم يسكنوا  نفس الجسد المادي.

[mashtweet tweet=”متعددي الشخصيات يريدون من جميع مَن في نظامهم أن يروا كأشخاص. ليس كاجزاء, بدائل, أو كشخصيات, بل إلى أفراد مستقلين حيث حصل أنهم يسكنوا نفس الجسد المادي.” text=”متعددي الشخصيات يريدون من جميع مَن في نظامهم أن يروا كأشخاصمستقلين حيث حصل أنهم يسكنوا نفس الجسد المادي.” username=”@MqqalCOM”]

حوالي العام الفائت, ستيفن و راين إنضموا إلى فالاه و لارك؛ وبعد عدة أشهر , ماركوس, سانتريا, و ألينور أتوا أيضاً. ” نحن لسنا متعددي شخصيات علناً”, كما تقول.  “جميعنا نناقش سلوكنا تحت قناع واحد, ظهور واحد علني, لضمان الظهور كغير متعددي الشخصيات للعيون الخارجية ولأغلب  الذين نتواصل معهم.   نحن قادرين على التواصل ومشاركة الذكريات فيما بيننا داخلياً, لذلك هو سهل بالنسبة لنا.  نحن نرتدي القناع جيداً ونبدو “كميعار ك طالب STEM غير متعددي الشخصيات, لكن  يمكن ان يكون إتدرداء القناع متعباً. ”

مجتمع متعددي الشخصيات يعارض طريقة المجتمع في تصوريهم في الإعلام

مجتمع متعددي الشخصيات يعارض طريقة المجتمع في تصوريهم في الإعلام, كما في  العرض التلفازي  United States of Tara .

متعددي الشخصيات الذين يرتدون القناع

متعددي الشخصيات الذين يرتدون القناع, عندما يتحدثوا, يمكن أن يلاحظوا نظرات الاخرين لهم بغرابة, بحيث يكونوا  واعين لتغيرات الأنماط في الحديث وسمات الشخصية  لكن غير قادرين الجزم فيما يحدث.

مياكودا كومبايز, فنية حاسب وعضو في نظام  تعدد شخصيات يتكون من تسعة أشحاص  يدعى بتجمع JC.

لوحظ التوتر على العملاء عندما لم يفهموا بأنها كانت متعددة الشحصيات. ” قد يلاحظون التغير في الشخصية, لكن ليس لديهم أي تفسير [لذلك]”, كما تقول, “أعتقد أنهم وعوا  إذا لم نفهم ماذا  كان يحدث,  هم سوف يقلقون.”

لكن بعض العملاء عرفوا بأن مياكودا كانت جزء من نظام متعدد الشخصيات, وبقوا غير منزعجين. “في الحقيقة نحن لدينا بعض الزبائن  يفضل  أحد من منا على الأخرين”, كما تقول. “كان هناك القليل مِن مَن يمكنهم تميزنا لحظه دخولنا من الباب”. كونك متعدد شخصيات يوفر لك مساعدة هزلية ماهرة عن رئيس لايحتمل. “خلال الإجتماعات, عندما يعيد (الشخص الظاهر) نفس الأشياء عدد لايحصى من المرات, كنا نسخر منه في الداخل  حيث لا يمكنه سماعنا”, كما تقول. لكن عندما يكون هناك  إضطراب في الاذن الداخلية تُجبر مياكودا ونظامها على ترك  الوظيفة, ومرؤسيها  ينكرون  فوائد  الغير عاملين. “بعد العمل هناك لخمس سنوات, يصرون على ان متعددي الشخصيات لا يسطتعون شغل وظيفة,” كما تقول.

إنكار  الفوائد هو مثال واحد من من العواقب السلبية من كونك متعدد شخصيات في العلن. جولي, عضو أخر من تجمع JC

نظام تعدد الشخصيات, كتبت في موقها الإلكتروني ان تجمع الطفولة أشار لتعدد الشخصيات كان يتعبر بشكل مغلوط بإضطراب الحركة المفرطة وتشتت الانتباة ADHA. وكانوا  يضعون يمزجزن الادوية — الريتالين,ديكسيدرين, بوبروبيون, زولفت وغيرها—التي تؤدي  الى مشاكل صحية حادة و تؤثر على أجسادهم سلبياً لهذا اليوم.

” الخدمات الإجتماعية يمكن أن يأخذوا أطفالك بعيداً”, تقول جاز ابوتلان, متعددة شخصيات آخرى. ” وأنت يُمكن أن تعلم القانونين لإستعادة اطفالك, لكن الضرر قد إنتهى. و أطفالك يقولون , يا إلهي, يمكنهم فعل ذلك لنا؟’

جاز قاتلت لحقوق الإعاقة ( غير مرتبط بتعدد الشخصيات) لسنوات,  وهي كانت واعيه جيدا  للقانون و ” إتخذت الكثير من الأحتياطات”  لتضمن ان حقوقها لن يُتعدى عليها.  هي عضو في أور غايا, نظام كبير جداً  لدرجة ” أن ليس لديها فكرة عن المجموع”. كلا من امها وجدتها كانوا متعددي الشخصيات, كما تقول أنهم لم يمرروا حكمتهم إلي.   تقول جاز” كانت لدينا  طفولة فوضية ,” كما تقول, وإمتنعنا عن الإنفصال. اليوم, جاز تدير  مجموعة  أنشأتها تدعى النشاط الجماعي, الذي يوفر الدعم لمتعددي الشخصيات  وحملات لغير المتحيزين في الإعلام.  هم حالياً يحاولون تخفيف التأثير السلبي لأخر افلام  ليوناردو ديكابربو , الغرفة المزدحمة, لمجتمع تعدد الشخصيات, كما يصور الجانب العنيف من بيلي ميليقان, مصمم شهير  مصاب إضطراب الشخصية الفصامية.

لوقت طويل, جاز لم تكن متعددة شخصيات بشكل علني, لان الشخص الذي كان متقدم الظهور لنظامها كانت إمراءة تدعى ديبي.  ” ديبي كانت خائفة من فكرة  تعدد الشخصيات”, كما تقول جاز.  ” لم تريد ان تتعامل في أي شيء معه”.  كل ماعَرفتة هو أن المجتمع يقوم بتضيق الخناق على حلقها  طول حياتها فهي تقول:  تعدد الشخصيات هو مرض, مريع؛ لا يمكن أن تصبحي  هكذا.  وهي فقط لم تبقى لوقت طويل  لتتعلم الفرق. “في النهاية”, ديبي ماتت— شخص واحد داخل جسد مازال على قيد الحياة.

يجب أن لا يكون هناك تجسيد للواقعية يُفرض  على الجميع.” —أنثوني تمبل

نظام تعدد الشخصيات المسمى بإدارة أستريا من أقدم الأدلة والأكثر  وضوحاً لتعدد الشخصيات  في شكبة الإنترنت: موقع أستريا , بدأ عام  1995.  كمجموعة, أستريا  تعتبر سياسية رسمياً,  ولسيت فقط لتعدد الشخصيات؛ جميعهم ياخذون الراية لكل شيء  من الخطاب الحر  إلى حقوق المثليين وحتى  الإساءه للحيوانات.  على الرغم  من كونهم الرؤساء للحركة, يبقى النظام تعدد الشخصيات سراً.  ” فقط حفنة من الناس يعرفون بهوبتنا الحقبقة و ويقبلوننا كما نحن, عليه” ثلاثة من الأعضاء أخبروني بذلك.

” في أي وقت حينما تكون مجموعة من متعددي الشخصيات يعيشون في خوف من عواقب الخروج من الخزانة, هم بذلك يكنون قد أنكروا حقوقهم الإجتماعية,” يقول أنثوني تمبل,  عضو في أستريا.” يجب أن لا يكون هناك تجسيد للواقعية يُفرض على الجميع. المجتمع  قادر و يجب عليه التغير ليقبل المختلفين, بدلاً  من فرض ميعار الفرد للطبيعين و معاقبة من لا يصلحون لذلك.”

الفكرة للصيغ المختلفة للواقعية  ساحرة, مقلقة, ومتزعزعه بشكل لايصدق.  إنه ليست بالضبط لافته  يهتم المجتمع النفسي عامة حملها بشكل خاص.  سألت طبية نفسية متخصصة في إضطراب الشخصية الإنفصامية   إذا كانت تعتقد بهل يمكننا  قبول الحقائق المختلفة, وأجابت فوراً,” بالطبع هناك أليست الشخصيات المتعددة في جسد واحد.”

لكن لاتزال تعترف أن تعدد الشخصيات”هو  كيفية تجريب الواقعية والشعور بها”, الذي جعلني أطرح هذا السؤال:  أين هو الخط الذي بين التجربة و الواقع؟  إذا جربت  الحياة كجزء من نظام تعدد الشخصيات , هذه هي, على أقل تقدير , واقعك, سواء وافق أم لم يوافق أي شخص آخر معك. لذا الأمر لايتعلق  بما إذا كان تعدد الشخصيات حقيقياً أم لا, لان ذلك ليس بالضرورة النقطة هنا.  بدلا عن ذلك, يجب ان نسأل أنفسنا سواء كان علينا أم لا تغير أحد إذا كُنا نختلف مع صيغتهم للواقع. وهل من واجبنا أن نجعل جميع الحقائق مثبتة إلينا؟

تاريخ مجتمع متعددي الشخصيات مع تسميات MPD/DID/DDNOS معقدة ومليئة بالنزاعات, كما تقول فالاه لينغ.

هل معددي الشخصيات غير طبيعين نفسيا؟

هناك الكثير من الإمتعاض نحو الطب النفسي  للوصفهم لنا بغير الطبيعين نفسيا فيما يرى ببساطة إختلافات عصبية وكأن ليس لديهم أي خيار, ولوصف تعدد الشخصيات كمجانين أو المعاقين, والدفع بتوحيد طبقات المجتمع ك ’علاج’  يجب لكل متعددي الشخصيات الخضوع له, على الجانب الأخر, طبيبة النفس المجهولة الذي تحدثت إليها أعربت عن إستياء خيفيف عن فكرة متعددي الشخصيات الأصحاء صاحبي السلطة والذي يمكنه صرف الناس الذين يحتاجون في الواقع إلى تشخيص إضطراب الشخصية الإنفصامية. “الناس الذين لديهم أضطراب الشخصية الإنفصامي  يجب أن يعرفوا, كإضطراب حقيقي”, كما تقول.

ليتم التشخيص مع إضطراب الشخصية الإنفصامية, يجب ان تتناسب مع عدة معايير في إطار التصنيف القياسي للإضطرابات نفسية DSM-5.

مثال على واحدة منها: “الأعراض تسبب ضائقة كبيرة سريريا أو ضعف في المجالات الاجتماعية ,والمهنية، أو غيرها من مجالات العمل الهامة.”  هذا المعيار الذي يزعج فعلاً متعددي الشخصيات. سوف يعترفون بسهولة أن لديهم مشاكل, ما إذا  كانوا قلقين أومكتئبين أو انهم فقط سيئين بالرد على الرسائل النصية, لكنهم لا يلصقون تلك المشاكل بتعدد الشخصيات, هم يلصقونها بكونهم بشر.

كما أنهم يكرهون اللغة التشخيصية ل “الهوية” و “الشخصية”، مما يعني ضمناً أن أعضاء نظامهم – الذين يعتبرونهم أشخاصا كاملين – هم مجرد أجزاء  أو بعض الشخصيات طبق الأصل,  والتي من المفترض أن تكون موحدة  يوماً ما مرة أخرى.  هذا هو التفكير وراء التكامل، عملية مثيرة للجدل ومؤرخة إلى حد ما حيث كل الناس في نظام متعدد فتيل واحد. أغلب متعددي الشخصيات مرتابين بشكل مفهوم, خاصة منذ الاندماجات الشهيرة، مثل تلك التي خضع لها بيلي ميليغان، كريس كوستنر سيزيمور (الذي كتب عنه في وجوه ثلاثة من حواء)، و شيرلي أردل ماسون (التي تم توثيق تجاربها في كتاب سيبيل)، لم تكن دائمة أبدا.  في هذة التكاملات, العديد منها انصهرت لتكون واحداً, لكن في النهاية, عادت وتقسمت لعدة.

الدكتور ماكس كروكوف، جراح المخ والأعصاب المقيم في المركز الطبي بجامعة ديوك، سيكون أول من عرف احتمال انزلاق تشخيص تصنيف القياسي للاضطرابات النفسية. “يتم تعريف معظم التشخيصات الطبية عن طريق الفيزيولوجيا المرضية – شيء يمكن تحديده، تشريحياً”, كما يقول . “التشخيص النفسي ليس له سبب أساسي معروف. أنا لا أستطيع أن أخذ خزعة من دماغ أي أحد  وانظر إليها تحت المجهر واقول, أنت لديك إضطراب الشخصية الإنفصامية”.

ومع ذلك، فإن مصطلح “اضطراب” المثير للجدل هو النهاية: العلاج الفعال لأولئك الذين يريدون و / أو يحتاجون إليها. “إذا كان الناس لا يؤذون أحداً أو  يشكلون خطراً على أحد أو لا يطلبون المساعدة, لايوجد سبب للبحث عنهم ومعالجتهم.” كما يقول. ” كل من على السلسلة, ومايعتبر  مرضاً نفسياً هو في العادة يتطور. إذا كنت تشعر بأنك مريض، إذا كنت تشعر أنك بحاجة إلى مساعدة، لذا يمكن للأطباء  تصنيفك مع إضطراب فقط ليتمكنوا  إيجاد طريقة جيدة لمعالجتك ومساعدتك.”

بعض الحضارات, الديانات, الفترات التاريخية  قد فتحت فكرة—حسناً, ربما ليست تعدد شخصيات تماماً, لكن شبية بالظواهر مثل, روح ملهمة, الأشباح, وتدفق “لأنفس”. في اليونان القديمة، كان سقراط له شيطان، وهو نوع غامض من المؤثرين الذي تواجد حتى يصل إلى كرم الآلهة.  ونحن نرى فكرة الوعي الذاتي – ولكن – بوديليس في البوذيين التبتيين، الذين يزعم أنه اخترع تولبامانسي، حيث واحد يتأمل ويستحضر الكائنات الخيالية التي تصبح في نهاية المطاف واعية.  تلبس الروح هي طقوس في الديانات من  المسيحية الخمسينية إلى فودو هايتي.  حتى مقولة ديكارت الشهيرة, ” أنا أظن, بعد ذلك انه أنا”  يمكن ان تقرأ في -ضوء- متعددي الشخصيات إذا كان جميع المخلوقات متعددة الشخصية  داخل جسد واحد يفكرون, انهم غير “موجودين”؟

النقطة هي, ان تعدد الشخصيات لم يولد عام 1990ميلادي من منتديات الإنترنت, أو حُلِم بها من قبل لاعبين يتوقون شوقاً إلى أصدقاء خياليين. جوانب لذلك, على الأقل, كانت موجودة لعدة قرون.

نحن لسنا ملفقين, نحن لسنا شخصيات, نحن لا نلعبدوراً, نحن لسنا إضطراب هوية. نحن بشر.” —ساماري من نظام مونوكروم

وقد أظهرت الدراسات حول اضطراب الهوية الانفصالي ما يلي:

أولاً, الجسد الذي تم تشخيصة مع إضطراب الشخصية الإنفصامي يمكن ان يتفاعل بشكل مختلف مع الدواء يعتمد على الشخص الظاهر .

ثانياً, يمكن للجسد  الذي فحصة الاطباء  أن يُرى عندما يكون بعض الناس ظاهرين, لكنهم  يُعمَمون عن الذين كانو غير ظاهرين.

ثالثا، هناك اختلافات واضحة بين أنماط الدماغ من أولئك الذين يعانون من اضطراب الشخصية الإنفصامية وأنماط الدماغ من الممثلين الذين ببساطة يأخذون  شخصيات مختلفة.

هذا كله يعني أنه على الرغم من أن التحول في السلوك الذي يحدث عندما “يتبدل,” متعددي الشحصيات او تغير من يكون ظاهر, قد يبدو غير قابل للتصديق أو حتى مصتنع  لشخص العادي، متعددي الشخصيات لا يمثلون.

نظام مونوكروم

شاهدت فيديو قام به ستة أعضاء من نظام يعرف باسم نظام مونوكروم، كل منهم يجيب على أسئلة مثل “ما هو لون شعرك؟” و “ما هو الاقتباس المفضل لديك؟” إذا كنت قد عرضت لي الفيديو دون سياق، كنت قد افترضت  أنه كان تمثيلاً، أو ربما مجرد نتيجة  الملل من البقاء في المنزل، لأن جسم الأنثى على الشاشة لم يتغير أبدا. هي تلبس بشكل مختلف, وتتكلم  بشكل مختلف, وتسرح شعرها للأعلى و للأسفل  أو مضفراً, لكنها كانت دائما نفس الفتاة ذات الشعر البني مع نفس شعر الناصية, جسد واحد و بطبيعة الحال, كنت قد أفترض عقل واحد.

نظام مونوكروم كبير بحيث يعتقدون أنفسهم كمدينة، مع كل من السكان المحليين والزوار – السياح من العقل، يمكنك قول ذلك. تواصلت مع ساماري عبر السكابي, عضو واحد من النظام, وكان صوته وشخصيته متسقة طوال المقابلة، ومتناسقة مع ما رأيت منها في الفيديو السابق. سألتها عن أصعب جزء كونها متعددة شخصيات. ” جعل الناس يفهمون كوننا بشراً ,نحن لسنا ملفقين, نحن لسنا شخصيات, نحن لا نلعب-دوراً, نحن لسنا إضطراب هوية “ كما تقول.

في الفيديو, ساماري  تقول ان لون شعرها هو” وردي كالفروالة”  على الرغم أنها تتحدث  من جسد فتاة ذات شعر بني. ذلك بسبب بينما يكون هناك تعدد شخصيات داخل الجسد, لكنهم  ليسوا دائماً يُعرفُون أنفسهم شبيهاً به.  الشخص الذي يكون مع نظام تعدد الشخصيات يمكن ان يكون عمره مختلف عن عمر الجسد.  ويمكن أن يكون هناك إختلاف الجنس. يمكن أن يكون مغطى بالوشوم لكن يعيش في جسد لم تلمسة الإبر.

مشاحنات الشخصيات في الجسد الواحد

تقول مياكودا من نظاك تجمعJC. ” مثل أي تسعة أشخاص أجبروا على العيش معاً, لدينا مشاحنات”, هذة المشاحنات عادة ماتكون متمركزة حول الجسد, سواء جسدياً أو مكانياً.  ” بعضنا يريد وشماً, والأخرون لايريدون. إثنان يريدون صبغ الشعر, لكنهم يختلفون في اللون, والبقية لايردون صبغة على الإطلاق”.  وفي نقطة, هي تضحك مشيرة  للجسدها بأنة ” سيارة لحوم”. و الأعضاء التسعة من نظامها يتناوبون ببساطة في قيادتها .

إذا كنت تستقبل الشعور بعدم الإتصال حتى الأن, والأخلاقيات تصبح معتمة قليلاً.  أنت تواجة حالة مثل بيلي ميليقان:  قام بإغتصاب ثلاثة نساء لكن إستخدم دفاع مجنون ناجح, زاعماً أن الأخرين الموجودين في نظامة هم من إرتكبوا الجرائم من دون يعي هو(بيلي) ذلك. وبعبارة أخرى، ارتكب الجسد الجرائم، ولكن انفصال بيلي عن الجسم جعله بريئا.

ومن المثير للاهتمام أن العديد من متعددي الشخصيات لا يتفقون مع دفاع ميليقان المجنون. وهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن الجسم، بغض النظر عن كيفية قطع الاتصال به. وفقاً لشيكة أستريا “, وينبغي إلغاء الدفاع عن الشخصية المتعددة؛ وإذا كان شخص ما في النظام إرتكب الجريمة … يذهب الجسم إلى فترة السجن.”

قصة “جيم و روندا بنكلمان” مع تعدد الشخصيات

أرى أن الناس يتعرضون لسوء المعاملة من قبل المهن الطبية والنفسية ببساطة لأنهم ليسوا مثلي“. – جيم بنكلمان

شخص واحد مع عقل واحد داخل جسد واحد هو”فرد”, طبقا لمصطلحات متعددي الشخصيات, و جيم بنكلمان هو مايدعونه ب “حليف الفرد”.  قصته نموذجية، في البداية: التقى جيم روندا في شركة إنتاج، حيث كانت مديرة المكتب وكان هو يعمل لحسابه الخاص. وفي يوم ما, عندما كان الإثنان يتسكعون مع شقيقة روندا, لّمحت الأخت إلى تعدد الشخصيات لدى روندا.

” روندا لم تكن متوترة بشأن ذلك, ولكنها كانت هي المتوترة”, كما يقول جيم. ” لم تكن تعرف إذا كان ذلك سوف يخيفني أم لا”. لم يرعبة ذلك على الإطلاق, حقيقة كونة  شخصية فضولية, ولدية عقلية متفتحة, ودرجة في الفيزياء, علمته أنه لايمكنك التأكد بأنك على حق تماماً.  ” لقد شعرت دائما بأن الكون والعقل البشري مدهشان والإمكانيات داخل كل منهما لا نهاية لها “، كما يقول. بالإضافة, كانت روندا بالكامل صيدا ثميناً.  “كانت محبوبة و  إنسانة جيدة الجميع أحبها وقبولها هي ونظامها”، كما يقول. “إذا كنت تعرف روندا وقضيت وقتا معها والناس في نظامها، لا يمكن أن تكون مرتاباً”.

جيم و روندا تزوجوا, وبالتالي, جيم قابل 70 من الأعضاء الأخرين لنظام روندا. حتى أنة وقع بالحب مع واحدة منهم, غلوريا, وكلاهما  حضوا بزفاف في  فناءة الخلفي هو و روندا. “الآخرين كانوا أصدقائي, ورفقائي, وأطفالي”، كما يقول. ” كانت لدي عائلة كاملة من روندا.  كانت من من أروع التجارب التي خضتها في حياتي”. – جيم و روندا بنكلمان.

بعد 15 سنة سعيدة من الزواج, روندا بنكلمان  توفيت.  ذهب جيم الحزين على الانترنت، و بحث عن بعض الطرق لإدامة ذاكراها. عثر على نشاط التجمع، المجموعة التي تديرها جاز أبوتلان، وأصبح عضوا نشطا منذ ذلك الحين. “ليس لدي أي استثمار في هذه المجموعة بخلاف حقيقة أنني عشت مع متعدد شخصيات، وأرى أن الناس يتعرضون لسوء المعاملة من قبل المهن الطبية والنفسية لمجرد أنهم ليسوا مثلي,” كما يقول.

“هناك هذا الفهم المتطور كله لكيفية تفاعل الدماغ الفعلي مع العقل، وكيف نحدد الذات والوعي – عندما تقول” أنا هذا “، ما يعني في الواقع بقدر الركيزة المادية للدماغ” يقول الدكتور كروكوف.  “من الصعب على أي شخص أن يقول ما هو حقا اضطراب مقابل المختلف عن الطبيعي”.

أنشأ جيم نصب تذكاري لروندا في لوس أنجلوس مع ثلاثة أعمدة أدرجت أسماء الجميع في نظامها. ويقول إن أكثر من 5000 شخص حضروا هذا الحدث. يقول: “هناك أشياء كثيرة لا نعرفها “. ان نعلنهم ليس ممكناً فقط بسبب أننا لم نجربهم  هو شيء في غاية الحماقة بالنسبة إلي”.

الدكتور. ماكس كروكوف مع تعدد الشخصيات

أين يقيم الوعي؟ أين ينتهي الدماغ ويبدأ العقل؟ ” –الدكتور. ماكس كروكوف

جلستُ خارجا في مقهى في اليوم ما  وحاولت المراجعة مع ذهني. أنا  تطابقت مع ذاتي الجسدية عن كثب: أنفي, أصابعي, شعري المزعج. أدرت أن أرى إذا كان بإمكاني  تخيل الآخرين يحومون  بداخل جسدي’ وبدلاً عن ذلك,  طغى علي الشعور بالتملك الفردي. شعرت  مثل أن عقلي, فرديتي, كانت تتملك كل بوصة مربعة من هيئتي,  وتضغط بشكل عكسي داخل جمجمتي وتتفرغ من أطراف أصابعي. إنتظرت صوتاً ليتقدم من الظلال ويقول مرحبا, ولكن لم يكن هناك مجال لأي شخص آخر.

النفس هو موضوع معقد بلا حدود. الواقع الشخصي؟ ذاتي جداً. الدماغ؟  جهاز غامض، سطحه بالكاد خدش من قبل علم الأعصاب.  الوعي؟ شبح حي, لايزال من المستحيل تفسيره.  ” عندما تبدأ بالبحث عميقاً في الوعي,” يقول الدكتور كروكوف، “تبدأ في البحث بالسؤال: فبي أ ي مكان يُقيم الوعي؟ أين ينتهي الدماغ ويبدأ العقل؟  ماهي الدجاجة وماهي البيضة؟ عندما تملك الفكر الطبيعي, هل هو بسبب أن الأعصاب أحرقت و أصبح لديك الفكر أو بسبب أنه لديك الفكر والأعصاب أحرقت؟”  ولاحقاً: ” نحن لسنا حتى بقريبين[ لفهم الدماغ] في بعض الأحيان.”

قد يكون من الجميل الوقوع في القليل من الغموض, لكي يسكن جهلنا.  ربما نعترف بأننا لا نفهم كل شيء هو موقف حيوي لنا جميعا: بالنسبة لأولئك الذين يطلبون المساعدة والدواء و “الإصلاح”، لأولئك الذين يقولون أنهم لا يحتاجون إلى مساعدة أو دواء أو إصلاح، وبالنسبة لأولئك منا على هامش، غير متأكد من درونا  مملكة العقل المعقدة.

بقلم: أمل

أضف تعليقك هنا