أنّ ترتدي قيُودك وتسير – #قصيدة #شعر_حر

بقلم: افراح القادر

 

– انظُر حولك !
: سوادٌ في سواد.
– حشود مُتفرقه تُلغي هويتها خلف ذلك الغِلاف الأسود.
: اتدري مامعنى ذلك؟
– ان ترتدي قيودك وتسير
: ماجريمتهم برأيك؟
– إناث
: كالليل الحالك ..
– بل هو شخصياً على قدميه.
: تُرى إلى أين يسير؟
– نحو قتل هويته للأبد.
: أن يعيش مُقيَّد !
– ويموت مقيَّد.
: أن لايعيش ابداً.
– كائن أسود مُتعدد القيُود التي لا مصدر لها من الصَّحه.
: اتسائل عن أحلامه !
– تفيض وتنسكِب لتغطيه بالكامل.
: أو رُبما محدودة مكسوره.
– ثم إن قيوده الجُغرافيه قائمة أطول من عُمره المسلوب.
: وتعرقله ؟
– بل ترفضه.
: منبوذ ؟
– تماماً.
: لماذا ؟
– إنه أسّود .. !
: ماذا عن ثقافة المكان الذي يعيش فيه؟
– يمكُث في بقاع يسُودها الإستبداد و عنصرية الرداء الأبيض والأسود.
: ماهذا بحق ديانات الأرض؟
– أيضاً لك ان تتخيل أن هذا المكان تسُوده البلاده الفِكريه المُهلكه ويكتسِحه الجهل، إذ يسّتقي كلٌ منهم نهجّه وقناعاته عن أجداد اجداد أجداده، و تُردد أرائهم بنمطية صدِئه، و التي غالباً قد تكون مغلوطه، لكنها تنتشر داخلهم بلا أصل، مثل الوباء تماماً.
: ايّ ان تسِير كفيف وتتبع الكفيف اللذي يقوده كفيف يَستبصر بعصاه ولا يُدرك ماهية الطريق.
– واللذي قد ظلّ الطريق.
: عَجبي ! يا لوبائهم المُبجّل.
– كأن تُودع عقلك غيّرك، ان تقوم بكل ما اُريد لك لا ماتُريد أنت !
: مع أنك مُنحت العقل؛ لكي لا يقوده ويرعاه غيرك.
– كالأنعام.
: بل هُم أظلّ سبيلا.

… شيئاً فشيئاً تلاشت أصواتهم، مخلفّين نصف إستفهاماتهم العاريه بلا إجابه ورائهم، و راح ذلك الكائن الأسوَّد يُردد أغنيتُه البارده “بلاد العُرب اسجاني، من الشام لبغدانٍ”.

بقلم: افراح القادر

أضف تعليقك هنا