خطاب إلى صديقي الكافر

صديقي الكافر تحية طيبة و بعد

في بداية الخطاب أتمنى لك أن تكون سعيدا في حياتك و أن تكون أحد المغردين في أسراب السلام النفسي لأن ما سأقوله من مصارحات سوف يعكر صفوك ، و أرجوك لا تشعر بالإساءة في أعماق نفسك من كلمة كافر فهي الكلمة التي نقولها عليك و على كل من يشابهك طيلة الوقت .

ملحوظة : إذا شعرت بالإساءة في الأعماق فأرجوك اظهر لي تلك الأعماق و لا تريني الإبتسامة التي ليس لها معنى و التي ترسخ الكلام الكاذب عن التوافق و الوحدة و المشاعر الجياشة و الحب المتبادل و احترام الأديان ، يا صديقي نحن كلنا ندين بالعنصرية ، و نكفر بالدين .

هل تعلم يا صديقي أن السبب وراء هذا الخطاب هو مجرد الصدق و المصارحة بيني و بينك و التحدث عن العنصرية الحقيقية التي نشئنا عليها و تربينا على معالمها التى أخذت في الوضوح بشكل صارخ هذه الأيام ، فالبداية كانت من المنزل و الأسرة الجميلة التى أنتمي اليها و التى هي بدورها تنتمي إلى الديانة الوحيدة الصحيحة _ كما يعتقدون _ و التى رسخت في عدم جواز اللعب في منزلك يا صديقي ، أتعرف لما ؟

لأن السبب  _كما أكدت أمي و صديقاتها _ أن رائحتكم سيئة و رائحة منزلكم قد تقتلني و أني لن أتحملها ، مع العلم أني لم أشم تلك الرائحة التي يتحدثون عنها ، و كنت دائما أتسائل بطريقتي الطفولية البريئة إذا كانت رائحة منزلهم بشعة و سيئة فلما يعيشون فيها ، و لما لا يغيرون منزلهم أو يستحمون مثلنا ، فكان الرد الحاسم أن ديانتهم ليس فيها استحمام !!

“هم نجس يا بني” لم أفهم تلك العبارة الغريبة حينما قيلت لي ، و لكني أتذكر أني قلت لك يا صديقي يومها أن تستحم و أن يسود الإستحمام منزلكم كي أتمكن من اللعب معك في منزلكم ، وأنت رديت علي حينها أنك تستحم دائما و كل من في المنزل يستحم أيضا ، هل تذكر حينما قلت لي يا صديقي أن أمك _التي من وجهة نظر أمي لا تستحم _ قد عاقبتك لأنك ألقيت الصابونة في المرحاض ، هل تعلم أني أخذت كلامك هذا حجة في وجه أمي و لكنها أكدت لي أن الصابونة التى اُلقت كانت الأخيرة و ليس لديكم غيرها و لن تحل محلها صابونة أخرى ، سامحني يا صديقي و لكني أخاطبك بصراحة .

و من هذا المنطلق و أنا لدي فكرة عنك يا صديقي و عن كل من يشابهونك أن رائحتكم سيئة و هو بالطبع معتقد في الذهن فقط ، لأنك تستحم و أنا واثق من ذلك و ما يثبت ذلك هو رائحتك الجميلة التى لا تفارقك و أرجوك يا صديقي سامحهم فهم لم يعرفوك .

مع العلم أن أمر الرائحة هذا متأصل في الطابع الإنساني ولا يرتبط أبدا بالعقائد ، و إذا سألتني كيف ؟ سوف أقول لك أني أعرف الكثير من أبناء عقيدتي لا يستحمون إلا في الأعياد و رائحتهم غاية في السوء ، و أعتقد أنك يا صديقي كنت تعمم هذا المبدأ على أنا و أسرتي مثلما عممنا نحن أيضا ، أليس هذا صحيحا ؟

مع الوقت يا صديقي ذهبت إلى مكان الصلاة المخصص لعقيدتي فوجدت رجل الدين الخاص بنا و الذي يحتكر الدين له فقط يقول عنكم أمورا بشعة ، حيث أكد أن رجل الدين لديكم يحل له زوجاتكم و أن هذا الأمر عادي ، و كان يعتقد هذا القائل أنني كمراهق حينها سوف أكرهكم و لكني على النقيض تماما حيث تمنيت أن أكون رجل دين لديكم .

و استمر رجل الدين حيث قال أن الخمر لديكم أمره عادي و ليس حراما ، و أخذ يعدد في قذارة الخمر كي ينفرنا منكم  ومن الخمر و لكنه فشل لأني ربطت الخمر بالأفراح و الليالي السعيدة و حسدتكم لأن المرح لديكم حلال و الخمر حلال و كل ما هو محرم لدينا لديكم حلال .

الأمر الأخير يا صديقي كان البارحة حيث قال لي بواب العمارة أن هناك مستأجرا لشقة أمي و لكنه على ديانتكم يا صديقي لذا قرر البواب ألا يأتي به لأنه سوف “يزفر” الشقة فما مني أن سرحت بخيالي لأرى هذا المستأجر هو يقوم مع أسرته بقضاء حاجتهم تحت الأسرة و في كل مكان بالشقة ، و ما ايقظني سوى قول البواب بأن الشقة لن يذكر فيها اسم الله لفترة كبيرة ، فقلت له حسنا أبحث عن أخر يذكر اسم الله ، على الرغم من وجود رجل من نفس ملتنا في الدور الثالث يشرب الخمر و يسب الله و الدين و الدنيا و أم البواب ، و لكن الإختلاف الجوهري يكمن في الذكر فهذا يذكر أيا يكن الذكر ، و المستأجر الجديد لن يذكر .

سامحني يا صديقي على هذا الكلام و لكني أعتقد أنك سمعت الكثير من هذا القبيل العنصري ، لذا أدعوك أن تكتب لي ردا فيه مصارحة لما في داخلك كي نمر من هذه الخطوة ونصفو إلى حقيقة كوننا عنصريين كاذبين منافقين مدعين ، و في النهاية نسأل لما يوجد ارهاب ؟

“يرجي تسليم هذا الخطاب يد بيد إلى صديقي و عدم فتحه أو الإطلاع على محتوياته من قبل أي شخص غير الكافر صديقي ” لزم التنويه .

فيديو خطاب إلى صديقي الكافر

 

 

أضف تعليقك هنا

عبدالرحمن حسين يادم

عبدالرحمن حسين يادم