على خطى النكبة الأندلسية فلسطين تضيع منا

إن الوضع المأساوي الذي تعيشه الدول العربية اليوم من تمزق وشتات ليس غريبا عنا للأسف وعشنا مثله بل واشد منه ذل وهوان لكننا لا نعتبر، فمثلا على سبيل التشابه وتكرار الأحداث ما يحدث اليوم من خصام وفرقة وثورات وفتن من المحيط إلى الخليج هو مشابه تماما لما حدث للمسلمين في الأندلس سابقا .أهو عصر ملوك الطوائف الجديد ؟،أيعيد التاريخ نفسه حقا  وهل تكون فلسطين هي غرناطة الجديد ؟

الربيع العربي وثورة البربر في الأندلس .

نعود في خط الزمن إلى الوراء ، وبتحديد بداية عصر ملوك الطوائف في الأندلس 1030 م .

بعد سقوط الخلافة الأموية ، تشكلت اثنتان و عشرون دويلة متناحرة في ما بينها ويخون بعضها بعض و من مظاهر عصر ملوك الطوائف أنّه عصر الاضطراب والفوضى والفتن وكانت الفرصة سانحة لكي يقوّى شأن النصارى الإسبان ، وخاصة عندما كان العرب يستعينو بهم في صراعاتهم مع بعضهم طبعا كما يفعل حكامنا اليوم ، كان ألفونسو ملك قشتالة يجمع منهم ما يعد به العدة للقضاء عليهم وهم لا يشعرون.

الجزية دفعناها ونحن صاغرون ولم يعطونا حتى قرد.

ومثل حكام الدول العربية اجمعين،كان حكام الأندلس في عهد الطوائف يقيمون علاقات حسنة مع الصليبيين، وجاملوهم واستعانوا بهم على حرب بعضهم ، ووثقوا بعهودهم. والأمثلة على ذلك كثيرة نذكر منها: أن ابن رزين حسام الدولة ملك شنتمرية حمل الهدايا النفيسة وتوجه بها إلى الملك ألفونسو ليهنئه على احتلاله لطليطلة ، فجازاه ألفونسو بإعطائه قردًا؛ احتقارًا له،لكن حسام الدولة عدَّ ذلك مفخرة له.

اما النزاع بين حكام العرب اليوم على الدنيا هو نفس النزاع بين الذي كان ملوك الأندلس .

كان كل ملوك الطوائف تقريبا يدفعون الجزية لألفونسو ما عدا الأمير المتوكل بن الأفطس ملك (بطليوس).دولة بني الأفطس هي إحدى ممالك الطوائف، تماما مثل ما فعلت دول الخليخ دفعت الجزية وهي صاغرة الجزية لرئيس أمريكا ترامب وابنته افانكا ماعدا قطر .

المورسيكيون الجدد

المورسيكيون :هم المسلمون الذين بقوا في إسبانيا تحت الحكم المسيحي بعد سقوط الممالك الاسلامية

الطريقة التي مارسها الاسبان مع المورسيكيون في غرناطة التي سموها حرب الاسترداد ، تعتمد على تهجير المسلمين أو قتل أو التنصير ، وعلى نفس النهج يعتمد الصهاينة في تهويد فلسطين ، فإما تحويل الشعب الى لاجئ أو التقتيل و هدم المباني والديار بإسم حقوق الانسان ومحاربة الارهاب ، والأدهى والأمر بناء المستوطنات اما حال العرب المسلمون فهم يكررون نفس موقف ، الممالك الاندلسية خذلان و هوان ، ليس تشاؤم لكن على هذا الوضع ستتكرر نكبة الشعب الأندلس في غرناطة غزه اليوم .

ويلخص وصف وضعنا اليوم شعر ابو البقاء الرندي الاندلسي رحمه الله الذي عاصر تلك النكبة ، وكأنه اليوم  يعيش معنا

أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟

على مر التاريخ نحن هم من نكرر نفس الأخطاء وليس التاريخ من يكرر نفسه  ، الأمس ملوك الطوائف في الأندلس واليوم موقف الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية  ، الأمس مورسيكيو غرناطة واليوم  شعب غزه ، تعددت الأزمنة والاماكن وتشابهة الأفعال والمواقف. وكالعادة لا نملك إلا الدعاء

فيديو على خطى النكبة الأندلسية فلسطين تضيع منا

 

أضف تعليقك هنا

الأمين نصبة

نصبة الأمين