عندما نخلط المغالطات

 

عندما نتحدث عن الاخلاق والقيم والنظم البشرية كمسلمين فحتما علينا الاعتقاد اليقيني أن الرسول الأكرم فضله الله سبحانه وتعالى على البشر قاطبة بأخلاقه التي جاء بها ليسمو بالبشرية إلى أعلى درجات الوعي العقلي والقيمي الأخلاقي الذي أقسم الله بعظمته أن رسوله على أعلى درجات الأخلاق والقيم والحسن, حيث قال في محكم كتابه المجيد

وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (*) [ سورة القلم] الآية 4

هذا الإقرار الإلهي ألذي يشهد لمحمد ص أن اخلاقه ليست عادية وليست تحاكي فقط ذاك الزمن بل تتعداه إلى كل الأزمان فليس صحيحا أنه كان يراعي ظروف ذلك الزمن فيغض الطرف عن ممارسات كانت غير أخلاقية ولا يجب أن نتهم نبي الأمة هذا الإتهام المسيء فقد كان رسول الله ص يعطينا مباديء الاخلاق لذاك الزمن وكل زمن فليس منطقيا بعد هذا أن تصل النظم العالمية والإنسانية إلى صيغ في مضمونها أعلى من اخلاق نبينا فعندما تجرم النظم الكراهية والاعتداء والاستعباد فحتما ويقينا أن من يقسم الله بعظمة أخلاقه قد فاق هذه الأخلاقيات سموا ورفعة من هنا نناقش موضوع العبودية والاسترقاق والضرب للأطفال والنساء.

وعليه فيذهب البعض إلى أن الله أمر بتحريم الشئون الخاصة مثل الأنصاب والأزلام والخمر والميسر فهي رجس من عمل الشيطان لكنها في ذاتها هي شئون خاصة بالفرد في الحين أن ما يخص الآخر ويتعدى حرية الفرد إلى تكبيل حرية الآخرين بل استعبادهم ويقر أنه حلال ولَم يحرم ، فكيف يأمر الله سبحانه بتحريم الشئون الخاصة لمضرتها عليه ثم يحلل الشئون العامة وألتي لها ربط بآخرين في سلبهم حريتهم من خلال سوق النخاسة أو الحروب في استعباد بواقي الحروب من إماء وعبيد في سلوك بعيد جدا عن الخلق العظيم مما يجعل من هذا النقل في التأريخ عرضة للتسفيه والرفض لاساءته لرسول الرحمة والتسامح والرأفة والمحبة فلا يمكن قبول هذا التبرير تحت أي مبرر إلا سوء فهم للنصوص على أجمل تقدير للنوايا وإلا فهي إساءة بأيدي عابثة صورت لنا هذا ليكون وصمة عار تاريخية مغلفة بغلاف ديني ليكون مشرعن لمن جلب السبايا الأوروبيات والثروات من السلب والنهب مغلفة باسم الفتوحات وتوسيع رقعة الاسلام بالسيف والبطش في الحين أن الله يقول ( لا إكراه في الدين ).

فيديو عندما نخلط المغالطات

أضف تعليقك هنا

علي البحراني

علي البحراني