هل التفكير من انتاج العقل؟

بقلم: عبد الله شيخ أحمد

من المشهور عند الآدميين، أن مسلسل الأفكار الذي يحس به الإنسان، من إعداد مخرج عظيم يدعى بالعقل. يا للعجب! و أخيراً اتفقت البشرية على موضوع معين.ولكن، هل فعلا التفكير من إنتاج العقل؟

الفكرة والتفكير

يعد التفكير إحساساً باطنياً مسؤولا عن إضافة بعض اللمسات السحرية على سطح الأرض. فمن خلاله حلت معدلات الرياضيات و صنعت قنبلة هيروشيما. كما رأيتم، التفكير له منافعه و مضاره. ولكن، لكي نعرف مصدره، علينا معرفة ماهية الفكرة. الفكرة ببساطه هي نظرة يحس بها الإنسان اتجاه الوجود. فمثلا كوني أقول بأن النهر جميل، فهذه نظرتي للنهر، ولكن هذه النظرة سبقتها فكرة ألا و هي النهر جميل. فبالتالي النظرة هي الفكرة.

الأفكار والتفكير الأزلي

لكن الأفكار لا نهاية لها. فمثلا إذا سجنتك داخل غرفة، هنالك طرق لا تنتهي قد تسلكها للخروج من الغرفة. و الطرق أو الحلول تأتي من التفكير. فهذا يعني أن الأفكار لا تنتهي. و حسب مبادئ الرياضيات، كل شيء إذا كان ليست له نهاية فيعني أن ليس له بدايه. مثل الأرقام و المستقيم. و هذا النوع يسمى بالأزلي، و الأزلية فقط لله سبحانه و تعالى. يعني هذا بأن الأفكار أو التفكير صادر من عند الله لأنه أزلي و الأزلية فقط لله.

فلو كانت الأفكار صادرة من عند العقل، لما كان العقل محدودا. لأن الأفكار غير محدوده.فبالتالي، الأفكار عبارة عن نور يقذفه الله في الإنسان. وليست من صناعة العقل.

التفكير والعقل

و أضف على ذلك أن جمهور العلماء قد أجمع على أن مسألة كفر أو إيمان الإنسان هي تحت أمر الله. و هذا ثابت في الكتاب. فمثلا، السبب الذي جعل الإنسان يؤمن هو أنه أحس بفكرة قبول الدين مع العلم بأن الإيمان هو قبول الدين كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية. فكيف تكون فكرة الإيمان تأتي عن طريق العقل مع العلم بأن الهداية تأتي من عند الله! أليست فكرة الإيمان في النهاية عبارة عن فكرة؟

و في خلاصة القول، أود أن أعتذر للعقل قائلا: آسف يا سيدي العقل، أنت لا تفعل شيء. بل كل شيء من عند الله.

بقلم: عبد الله شيخ أحمد

أضف تعليقك هنا