من علامات النفاق والمنافقين

مصدر الصورة gedichtaktuell.de

بقلم: د. محمد أبو العلا

علامات النفاق

الاستئذان فيما لايصح الاستئذان فيه

من علامات النفاق الاستئذان في فعل الشيء الذي لا يتطلب استئذانًا، فقد قال الله لنبيه “عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين”، ثم قال له “لا يستئذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين”.

إذن قد جعل الله تعالى من علامات المنافق الاستئذان فيما لايصح الاستئذان فيه، في الأمور التي لا تحتاج إذن أو عزومة كما نقول بلغتنا الدارجة “مانتش محتاج عزومة”، وقد أعقب الله ذلك بقوله “إنما يستئذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون” فقد جعل الله عدم الاستئذان في الأولى صفًة من صفات المؤمنين، لأن المؤمن يعلم أنه إذا أنفق ماله في سبيل الله أن الله سيخلف عليه خيراً، وإن حتى أنفق حياته وليس ماله، أما المنافق فلأنه متردد، لديه ريبٌ أي شك؛ فلا يكاد ينفق إنما يستئذن.

و النص القرآني بما فيه من بلاغةٍ لغوية إنما يعالج قضيةً نفسية،لأن من يستئذن غالباً لا يريد أن يفعل، وإنما يريد أن يُحمد بما لم يفعل، وقد قال فيهم الله تعالى أيضاً “ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني”، وقد وردت الآية الأخيرة في شأن ذلك الرجل الذي استئذن النبي ألا يخرج معه في الغزو لأن القبيلة بها نساء وهو مغرم بالنساء ويخشى الفتنة، أما ما يسبقها فقد وردت في المنافقين عموماً والمخلفين عن رسول الله خصوصاً، فيقول الله تعالى في شأنهم “ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين” وهذه صفة المنافق الذي لا يريد فعل الحق لأنه يرى في كل حقٍ باطل، وهكذا كل المنافقين لا ينظرون إلى الحق الدامغ، وإنما ينظرون إلى مايشوش العقائد النقية والفطرات السليمة.

لذلك إذا أردت أن تعرف هل أنت من المنافقين حقاً فانظر إلى نفسك عند فعل الخير، فإذا ترددت فأنت من المنافقين، وإذا استئذنت غيرك فأنت منهم كذلك، وإذا منعت نفسك عن فعل حق لاحتمال أن يؤول بالباطل أو لأن في طريقه باطل فأنت منهم أيضاً، فاحذر أن تكون من المنافقين.

بقلم: د. محمد أبو العلا

أضف تعليقك هنا