المعنى الحقيقي للدين

 

1. أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ
2. فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ
3. وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ
4. فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ
5. الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ
6. الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ
7. وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ.
السورة غاية الروعة والجمال وكل سُوَر الله جميلة هذا القانون والنظام الحياتي الذي أراد الله بها أن يرسم خريطة الحياة التعاملية والعبادية فبدأ بمن يكذب بالدِّين أي بمن ينسف الإيمان والوحي الإلهي وبمن لا يعترف بنظام الإسلام والإيمان وهي أقصى درجات سلم الكفر كما أن الدين يعني أيضا النظام المتفق عليه في التكوينات البشرية فما يختاره الناس من سلوك حياة وقوانين ونظم ادارة هو الدين فمن يكذب بالدِّين يجعله غير قابل للاعتناق ليس بمن لا يعبد بل بمن لا يراعي خدمة عيال الله فذلك الذي يدع اليتيم وهذا تعامل إنساني وليس سلوكا لفرضا عبادي 
وهنا تتجلى الغاية في الدين وتراتبية الواجباب في ماهيته فمن لا يرعى عيال الله من اليتامى ولا يطعم المسكين في تعبير للتعامل مع البشر أولا ومراعاة احتياجاتهم والعمل على خدمتهم وحقهم في الحياة بعد هذا التكليف تأتي العبادات وَيْل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ثم رجع للتعامل وتهذيب النفس الذين يُرَاؤُونَ ثم عودا على بدء في المعاملة ويمنعون الماعون يحجبون العطاء والمساعدة والإنتاج والرفاه والخدمة للإنسان ولم يحدد او يخصص النص القرءاني من هو الإنسان المقصود وبذلك فهو يخص الانسان جميعا أي كل بني البشر بغض النظر عن الجنس والعرق واللون والمعتقد أو بلا معتقد فالله كريم رحيم بعياله جميعا وهو ألذي أوصى بهم خيرا رعاية وخدمة هذا هو جوهر الدين

و هنا شرط الإيمان

وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاتَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (*) [ سورة الأعراف] الآية 85

من يحافظ على إصلاح الأرض ويبتعد عن إفسادها يلقى خيرا ويكن مؤمنا
هذا هو الإيمان
كلها تعامل مع الناس ومع الأرض و البيئة
١- وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ
٢- وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا
٣- وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
آيات عظيمات كثيرات هي التي تحض على إعمار الأرض وعدم إفسادها صدق التعامل مع الناس والوفاء في المعاملات التجارية وقوانين الإقتصاد وهيكليته في الدول في بناء قاعدة متينة للبنية المالية وهي الوفاء في المكيال والميزان وهو الأمر الرباني في الرمزية لإعطاء المواطنين حقوقهم في المكيال والميزان من الثروات القومية والمشاعة للبلاد وساكنيها تبدأ من الدولة. تجاه مواطنيها وتنتهي بالمواطن مع المواطن فكلها يأمرنا الله ألا نبخس الناس أشياءهم وتندرج تحت هذا الأمر توزيع الثروات بالتساوي بين الناس داخل الجغرافيا المحددة لتكوين بشري ضمن خضوعهم للنظام المتفق عليه واسترضائهم لتطبيقه عليهم
هذا

 

هو الدين معاملة وليس طقوس .

فيديو  المعنى الحقيقي للدين

 

أضف تعليقك هنا

علي البحراني

علي البحراني