الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية ( 2/ 7  )

رسالة أمير الحجاز من قِبَل الدولة العثمانية الملك حسين بن علي إلى السر هنري مكماهون (١) – 27 شعبان

مقررات النهضة – المعاهدة الإنكليزية العربية – وثيقة الشريف حسين

هذا نص المقررات هي التي نشرها الأمير فيصل بالمعنى الصحيح الذي كتبه والده :

صورة ما تقرر مع بريطانيا العظمى بشأن النهضة العربية:

( 1 ) تتعهد بريطانيا العظمى بتشكيل حكومة عربية مستقلة بكل معاني الاستقلال في داخليتها وخارجيتها ، وتكون حدودها شرقًا من بحر خليج فارس ، ومن الغرب بحر القلزم ، والحدود المصرية ، و البحر الأبيض وشمالاً حدود ولاية حلب والموصل الشمالية إلى نهر الفرات ، ومجتمعة مع الدجلة إلى مصبها في بحر فارس ، ما عدا مستعمرة عدن ، فإنها خارجة عن هذه الحدود ! ، وتتعهد هذه الحكومة برعاية المعاهدات والمقاولات التي أجرتها بريطانيا العظمى مع أي شخص كان من العرب في داخل هذه الحدود – بأنها تحل في محلها في رعايته وصيانة تلك الحقوق وتلك الاتفاقيات مع أربابها أميرًا كان أو من الأفراد.

( 2 ) تتعهد بريطانيا العظمى بالمحافظة على هذه الحكومة وصيانتها من أي مداخلة كانت بأي صورة كانت في داخليتها ، وسلامة حدودها البرية والبحرية من أي تعدٍّ بأي شكل يكون ، حتى ولو وقع قيام داخلي من دسائس الأعداء ، أو من حسد بعض الأمراء فيه ، تساعد الحكومة المذكورة مادةً ومعنًى على دفع ذلك القيام لحين اندفاعه ، وهذه المساعدة في القيامات أو الثورات الداخلية تكون مدتها محدودة ، أي لحين يتم للحكومة العربية المذكورة تشكيلاتها المادية.

( 3 ) تكون البصرة تحت إشغال العظمة البريطانية لحينما يتم للحكومة الجديدة المذكورة تشكيلاتها المادية ، ويعين من جانب تلك العظمة مبلغ من النقود يُراعَى فيه حالة احتياج الحكومة العربية ، التي هي حكمها قاصرة في حِضن بريطانيا ، وتلك المبالغ تكون في مقابلة ذلك الإشغال.

( 4 ) تتعهد بريطانيا العظمى بالقيام بكل ما تحتاجه ربيبتها الحكومة العربية من الأسلحة ، ومهماتها ، والذخائر ، والنقود مدة الحرب.

( 5 ) تتعهد بريطانيا العظمى بقطع الخط من مرسين ، أو ما هو مناسب من النقط من تلك المنطقة لتخفيف وطأة الحرب عن البلاد لعدم استعدادها.

ويعلق الشيخ محمد رشيد رضا قائلاً : هذا ما كتبه الملك حسين بن علي إذ كان أمير الحجاز من قِبَل الدولة العثمانية إلى السر هنري مكماهون ؛ ليعرضه على دولته ، ويقنعها بأن ترضى بجعْله الأساس الذي تُبنَى عليه ثورة أمير مكة على دولته ! ، وملخصها أن إنكلترة هي التي تؤسس الحكومة العربية ، وهي التي تتولى حمايتها ، وحفظ حدودها ، وحفظ الأمن فيها للاعتراف بأنها قاصرة في حجر إنكلترة القيِّمة عليها ! ، ولكن دولته لم ترضَ بجعْل هذه القواعد معاهدة بينها وبين أمير مكة ، بل طفق مندوبها السامي بمصر يناقشه فيها ، ويلهيه عن المهم منها ، وكلما اعترف لهم بشيء اتخذوه حجة عليه ، يحفظونها إلى وقت الحاجة ، وأعظم حُججهم عليه جعْل جميع البلاد العربية تحت حمايتهم .

وقد نشر الملك فيصل بعض ما جاء في أحد كتب السر هنري مكماهون إلى والده بشأن الحدود ، وقد آن لنا نحن أن ننشر النصوص التي يهمنا أمرها من تلك الكتب ؛ لأن ما نُشر لم يكفِ لإزالة اللبس ، وكشف القناع عن الغش ، وما لنا لا ننشرها وقد تداولتها الأيدي في الشرق والغرب ؟ !

رد السر هنري مكماهون على رسالة الملك حسين بن علي (١) – 19 شوال

أُرسلت تلك ( المقررات ) من مكة إلى مصر في ضمن كتاب للسر هنري مكماهون في 27 شعبان سنة 1333 ، وهاك ما أجابه في أول كتاب بعدها نستعرضه في الحلقة القادمة بمشيئة الله تعالى.

-انتهى-

اقرأ سلسلة مقالات الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية بقلم هيثم صوان:

– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (1\7)
http://bit.ly/2uNd6Eq
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (2\7)
http://bit.ly/2uNgpf8
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (3\7)
http://bit.ly/2tP6J6G
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (4\7)
http://bit.ly/2uMUTqz
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (5\7)
http://bit.ly/2uN6TIV
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (6\7)
http://bit.ly/2uMWVak
– الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية (7\7)
http://bit.ly/2uN0tcR

فيديو الثورة العربية الكبرى من الوثائق الرسمية بقلم هيثم صوان:

أضف تعليقك هنا

هيثم صوان

الكاتب هيثم صوان