الألم صريح

لقد  ضاقت بهما السبل هو  وزوجته وضاقت حياتهما كثيرا إلى درجة لم يجدا ما  يقتاتانه ويعيشا به من كثرة المصاريف اليوميّة في معاناة  القضية الجارية بالمحاكم والتي دامت قرابة أعوام. لقد كانا عائلان لثلاث بنات وذكر وكانت الزوجة العائلة الوحيدة لهم.ويبحثان عن العدالة والإنصاف، ولعل العدالة تنصفهم في معاناتهم بعد أن وقع التعدي على كرامتهم وحرمتهم.

كان الجار قد قام بالتحيل عليهم  والاستيلاء علي جزء كبير من عقارهم وإستغلالهم حيث كانت الزوجة تقوم بكل التدابير بمفردها وهي بدورها أصبحت إمرأة عاجزةعن كل هذه التدابير سواء بالمنزل أو لدى المحاكم  بينما الزوج والبنات والولد يعيشون في عالم خيالي بعيد كل البعد عن الواقع .

لقد قامت  بإشتراء العقار منذ حوالي  خمسة عشر سنة  من قبل زوجة جارها الحالي  الذي  قام بالتنازل علي منابه لها بمساحة قدرها 50 م فباعتها للزوجة بمقابل (ستة عشر ألاف دينار) مزودة بعدادي ماء وكهرباء.

الاستيلاء علي العقار:

لقد كان  إبن البائعة أمير كاروكان  يحدها من الشرق، ولغاية في نفس يعقوب  أصبح يفكر عمدا في الاستيلاء علي العقار فأقام عليه حائطا وأشغال حديثة في الطابق العلوي والسفلي  قدرها ثمانية أمتار مربع  فتقلصت مساحة الزوجة وأصبحت تقطن في إثنين وأربعين  مترا عوضا عن  خمسين مترا مربع التي اشترتها من والدته . وعمد إلى قطع الماء علي منزلها وعمد إلى فتح  نوافذ مطلة مباشرة علي العقار مما جعل أ سرار البيت مكشوفة وحرمة البيت شفافة  كاشفة لأسرار منزل ، فأصبحت  عورة البنات بالبيت عرضة لكل من هب ودب من الفضوليين واللصوص أصحاب ابن بائعة العقار ولم يكتفي بهذا فقط،  فقد قام  بالعديد من التدابير الكيدية لتصوير عورات البنات في مواقع حساسة ووضعيات عارية ضاربا عرض الحائط كل أدبيات التعامل الحضاري مع الجار وكأن المنزل مسرح عمومي أو فيلم للعرض للعموم.

هكذا عبّرت إحداهن قائلة لقد أصبحن نقطن بالشارع، زد على ذلك أصبحت بنات البيت تحت سيطرة إبن البائعة الذي نعتهنّ بأبشع وأشنع عبارات السب والشتم والكلام النافي للأخلاق والتهجم المنزل  والضرب المبرّح للبنات  اللاتي  لا يملكن الحماية  الكافية ورغم كل الشكاوي ضده إلي المحاكم لم يتورّع في يوم من الأيّام وفي نهار صيف من شهر أوت إلى الاعتداء بالفاحشة على البنت الصغيرة البالغة من العمر إثنتي عشر سنة بعد أن دهسها مع الأرض.

الرقص مع الرياح

تزامن ذلك مع ارتفاع   المصاريف  ونفاذ  الحلول والمأكولات والأغطية وكل المستلزمات الطبيعية للعائلة  التي لم تستطع مسايرة نسق  المعيشة بعد أن فارق الزوج محل الزوجية متزوجا بإمرأة أخرى  تاركا زوجته في الرقص مع الرياح .

ولم يكتفي أمير كاروكان بهذا  بل زاد في شغبه وأصبح يطالب الجميع بترك المنزل بعد أن ضحت الزوجة  بالغالي والنفيس وقاست ولا يعلم غير الله ما قاسته في حياتها لتشتري هذا المنزل وتحمي فيه بناتها .

جلست صابرة  تفكر في كل هذا الوقت الذي عانت فيه  الامرين من ذهاب وإياب على العدول المنفذين والمحامين  والخبراء العدليين  اللذين قاموا بمأموريات اختبار فاشلة  ولم يكشفوا التجاوزات الحقيقية  والضرر العقاري  الحاصل كما لم يعترفوا بالمساحة المستولاء عليها ويقدموا تقرير مناسب للمحاكم يشفي غليل صابرة ولم ينظروا بعين بصيرة بل قدموا خزعبلات إجرائية لا فائدة من ورائها.

هكذا عبرت صابرة للقاضي:  لقد كان  شكيب الخبير حالته الصحّية لا تمكنه من العمل مع إحتراماتي، إنه شخص مريض  (يحمل إعاقة  نصفية) لا يستطيع  التنقل ولم يعاين المكان الذي طلبت منه المحكمة معاينته لانه بالطابق العلوي واستند إلى تقارير إبنه الذي لا يزال يدرس بمرحلة الباكالوريا وليس له خبرة بالمسائل القانونية أو علاقة بأهل المهنة ، سيدي عندما تقرأ تقريره ستتأكد أنه هناك تضارب في أقواله لانه ذكر بأنه يوجد تجاوزات وبالفقرة الثانية ثمّ قام بالنفي مع العلم أن الجدار الذي يفصل بيني وبين أمير كاروكان حديث  و هو من نوع بلاتريال  والجدار يوضح التجاوز لانه منعرج وليس مستقيم كبقية المباني وبهذا قبض مني معلوم قدره ست مائة دينارا  ولم يقم بأي تعاون معي ، أقول هذا سيدي رغم  أنني أجهل القانون، لذلك ألتمس من سيادتكم التدخل في هذا الموضوع وكلي أمل وثقة في عدلكم في سترجاع حقي المسلوب و المهضوم و وتعويض ما عانيته أضرار   سيدي الكريم أريد العيش بسلام …أريد العيش بسلام.. وانهمرت بالبكاء والحسرة المقيتة، والشعور بالقهر والهوان.

فيديو الألم صريح

أضف تعليقك هنا

هاني القادري

هاني القادري كاتب تونسي