الشخصنة

انتشرت في الآونة الأخيرة بين المتحاورين لفظ الشخصنة ويدور حولها الكثير من المغالطات والتلبس والتدليس كحيلة شرعية كما يقول المحتالون المتحايلون على اللفظ والعمل
فيفضلون الفكرة عن قائلها في وهم عدم الشخصنة او البعد عّم الشخصية التي هي محل الحوار او النقاش سلبا أم إيجابا والحقيقة أن في هذا النوع من التوجية للحوار ظلم وسرقة لأفكار الغير التي لا تنفصل عنهم

تضييع للحقوق الفكرية:

فكثيرا ما تنقل أفكار الاشخاص هذه الأيام وتأخذ حيزا كبيرا من التدقيق والتمحيص والتشريح دون ذكر قائلها حتى لا تكون شخصنة وهذا فيه اجحاف وتضييع للحقوق الفكرية كما فيه استهانة بشخوص الفكر والثقافة والأدب فلا يمكن فصل ليڤ ليوتستوي عن الحب والسلم كفكرة تناقش دون ذكر اسمه وشخصه وما كتب هو عن نفسه
كما لا يمكن فصل عبدالرحمن منيف عن الثقافة والسياسة في تناول هذا الموضوع دون ان تصف فيه عبدالرحمن بسلاطة اللسان
إن تناول الافكار والرؤى لا تنفصل مطلقا عن قائلها ولا يمكنك مصادرة معرفة الفكرة بصاحبها لأن هذا المصطلح الفضفاض السادج وهو ( الشخصنه ) هو في الحقيقة حيلة غير شرعية لتناول الشخص في فكرته وانجازاته ومصادرتها منه ومن تكوين شخصيته التي لا يتعرى هو منها كما أن الأفكار هي صنيعة ذهن الشخص نفسه التي تكونت من تجاربه ومعيشته وظروف حياته وعمله وشخصه فلا تنفك الفكرة منه وعنه فلا أقلا ألا يمحى اسمه من أفكاره بحجة الشخصنة التي انتشرت دون وعي كما تنتشر بعض المصطلحات للاستخدام الساذج احيانا والماكر احيانا كثيرة كالتخصص والطبيب الحاذق والأعلم وهلم جرا من هذه البضاعة التي يشتريها الببغاوات ليحرجوا عليها في ازقتهم الضيقة .

الافكار ملك لأصحابها :

إن الافكار ملك للناس من صاحبها فلا يستطيع ايا كان فصل المدينة النموذجية من فكر أفلاطون كما لا يمكن نزع فكرة البؤساء من فيكتور هيجو إن الافكار التي تعرض للنقد والتشريح والجزر هي ملك لأصحابها وهم المعنيون بها بما لها وما عليها فلا يمكن مناقشة الافكار بمعزل عن قائلها وكفى بنا تردادا ( هذه شخصنة ) تحايلا على عدم ذكر ما نناقشه من فكر هو ملك لصاحبه .

فيديو الشخصنة

أضف تعليقك هنا

علي البحراني

علي البحراني