سوسة النخيل الحمراء 3 – الصيد المكثف، مضادات التغذية والطاردات، منظمات النمو، المبيدات الحشرية للسوسة

يتناول هذا الجزء باقي طرق المكافحة: الصيد المكثف، مضادات التغذية والطاردات، منظمات النمو، المبيدات الحشرية ومصادر الأجزاء الثلاثة.

الصيد المكثف لسوسة النخيل الحمراء سوسة النخيل الحمراء

يمكن صيد السوسة بأعداد كبيرة باستخدام فرمون التجمع للسوسة و/او الكرمونات سواء في صورة مستخلصات أو أجزاء حية من النخيل أو النباتات المفضلة السوسة. يجذب فرمون التجمع كلا الجنسين ولذا فهو مفضل عن الفرمون الجنسي والذي ‏يجذب جنس دون الآخر.‏ وذلك كوسيلة علاج ووقاية.

تستجيب الحشرات الكاملة للكرمونات خلال الأسبوعين الأولين بعد خروجها من ‏طور العذراء.‏

المصيدة الفرمونية

لوحظ أن الذكور أكثر انجذابا من الاناث خلال الأسبوعين الأولين من خروجهما. قرون استشعار الاناث أكثر ‏حساسية للاستر من قرون استشعار الذكور. كلا الجنسين أظهرا استجابة أكبر للبنتانول مقارنة بالايثيل أو ن-بيوتايل أو ن-بروبايل أو ن-بروبانول أو ‏ن-نونانول أو ن-هكسانول.‏‏

بالرغم من أن قرون استشعار السوسة لم تظهر اختلاف للاستجابة لساق نخيل جوزالهند ‏صغير أو كبير السن فان أعداد أكبر من السوسة لوحظت علي نخيل جوزالهند الصغير. تم تفسير ذلك ‏بأنه يرجع لصلابة وقلة جروح النخيل الكبير.‏

لعبت كحولات الأيثيل و الأيزوبروبايل دور جذب من مسافات قصيرة. بينما المركبات ذات الروابط ‏الأوليفينية كان لها دور للجذب من مسافات طويلة.‏
كانت الكحولات قصيرة السلسلة فعالة في جذب الحشرات الماشية من مسافة قصيرة مقارنة بفرمون ‏الفيروجينيول الفعال في الجذب من علي بعد.

عوامل فعالية المصيدة الفرمونية

بالرغم من أن المصيدة الفرمونية لها القدرة علي تقليل تعداد الآفة وكذا كوسيلة حماية الا أن فعاليتها‏ تتأثر بعدة عوامل: اللون ونوعية الفرمون ومحتويات المصيدة وارتفاعها. ‏تتحدد فائدة المصيدة الفرمونية حسب كثافة الآفة. فينصح بها عندما يكون تعداد الآفة قليل ولا ينصح بها ‏في حالة عدم وجود اصابة.‏
بالرغم من أن فرمون التجمع فيرولور لم يستخلص من سوسة النخيل الحمراء الا انه اثبت كقائته في ‏جذب أفرادها. ربما يرجع ذلك للمكونات المشتركة لفرمونات أنواع جنس الرينكوفورس.‏

فرمون التجمع فيرولور هو خليط من الفيروجينيول والفيروجينيون.‏ الفرمونات ذات معدلات الانبعاث 0.40 مجم/اليوم و 3 مجم/اليوم استمرت نشطة لست شهور في الظل.‏

لوحظ معدل انبعاث خطي في ال 85 يوم الأولي (8 مجم/يوم/ 23.5-36.6 درجة سيليزية). انخفض ‏ذلك المعدل 50% في ال 40 يوم التالية / 17-29.8 درجة سيليزية. ينخفض معدل الانبعاث بسرعة في ‏الصيف (27-37 درجة سيليزية) مقارنة بالشتاء (13-23 درجة سيليزية).‏

المصيدة الفرمونية الكرمونية

تتكون المصيدة الفرمونية الكرمونية من خليط من فرمون و كرمون (سواء مادة نباتية، ‏مستخلص نباتي او غيره). استخدام تلك المصيدة ضاعف من الأعداد المصطادة مقارنة باستخدام ‏الكرمون أو الفرمون منفردا.‏

اظهر استخدام خليط من الفرمون والكحول أهمية لصيد السوسة حيث انه خليط بسيط التركيب، يستمر ‏تأثره لفترة طويلة، مستوي واحد من الانبعاث ويؤدي لصيد عدد كبير من الآفة.‏ استخدام ن-بنتانول مع الفرمون أعطي نتيجة أفضل من استخدام ن-هكسانول مع الفرمون.‏

المصيدة الفرمونية المضاف لها زيت معدني

‏استخدمت المصيدة الفرمونية المضاف لها زيت معدني بنجاح و تتكون المادة الجاذبة بها من خليط من فرمون وزيت معدني. ‏

من عيوب المصيدة المعدنية: تكلفتها العالية، الحاجة لخدمتها كل فترة قصيرة و قلة الأعداد ‏المصطادة كما ان‏ تعلق الطعم داخل ‏القمع والصينية المعدنية الداخلية للمصيدة القمعية والمعدنية بالترتيب يعوق انتشار الفرمون مما يقلل من فعاليته.

المصيدة ذات الاناء المفتوح

يعتبر تصميم المصيدة ذات الاناء المفتوح هو أفضل تصميم. وفيها‏ يوضع الطعم علي غطاء الاناء معرضا كليا ‏للبيئة مما يسهل انتشار رائحة الفرمون بالرياح.‏

المصيدة ذات الاناء البلاستيكي

تتكون المصيدة ذات الاناء البلاستيكي (سعة 5 و 15 لتر) من 4 فتحات متساوية بقطر 5Х١,٥ سم أسفل ‏الغطاء العلوي للإناء. السطح الخارجي للإناء مغطي بنسيج خشن لتسهيل حركة السوس المنجذب الي ‏داخل المصيدة. يعلق الفرمون علي الجزء الداخلي لغطاء الاناء.‏

علي الرغم من الاعتقاد أن لون المصيدة ليس له أي تأثير علي عدد السوس المصطاد، فان هناك ‏تجارب أوضحت أن انجذاب السوسة يختلف حسب لون المصيدة مما يشير إلي اهمية الرؤية في اختيار العائل.‏

ألوان المصائد مثل الأحمر، الأخضر والبني المحمر والأخضر جذبت أعداد أكبر من السوسة مقارنة بالأبيض ‏والأصفر والأزرق. انجذبت الاناث بدرجة أكبر من الذكور لألوان المصائد الحمراء، الخضراء، الزرقاء، البرتقالية.‏

المصائد السوداء

المصائد السوداء كانت أكثر جذبا للسوسة من الحمراء، الصفراء أو البيضاء. مما أدي للتوصية ‏باستخدامها صيفا أكثر من باقي فصول السنة. القدرة العالية للمصائد السوداء علي الحمراء ربما يرجع ‏لدرجة حرارتها العالية التي تزيد من معدل انبعاث الفرمون أو لأن لونها أكثر قربا للون جذع النخلة. استجابت السوسة للمصائد المروحية ‏ذات المراوح المدهونة بالأسود أكثر من المراوح ‏الغير مطلية العاكسة ربما يرجع ذلك لمعدل الانبعاث العالي للفرمون من المصائد السوداء بسبب سخونة ‏المراوح.‏
‏ تم التوصية بتعليق المصائد علي النخيل الكبير في السن.‏

ارتفاع مصائد سوسة النخيل الحمراء

عند تعليق المصائد علي مستوي سطح الأرض، أعطت نتائج أفضل من تعليقها علي النخلة. ومع ذلك ‏يفضل تعليق المصائد علي ارتفاع 1-1.5 متر من مستوي سطح الأرض لأسباب عملية.‏

انخفضت كفاءة السوسة عند تعليق المصائد علي ارتفاع 2 متر من مستوي سطح ‏الأرض بينما لم يتم صيد اي سوس عندما علقت المصيدة علي بعد 10 متر. علي العكس من ذلك وجد ‏أحد الباحثون أن تعليق المصيدة علي ارتفاع 10 متر ادي لصيد عدد كبير من السوس.

احتفظت المصائد وفعالية الفرمون فترة اطول في الظل عنه في الشمس.‏ العوامل البيئية والمصادر المتاحة تؤثر علي عدد المصائد التي يجب وضعه.

جفافا مصائد سوسة النخيل الحمراء

لا يجب ترك المصائد جافة حيث أنه في حالة المصائد الجافة فان السوسة يمكنها الحركة علي السطح ‏الأملس و القفز لأعلي في فترة زمنية تتراوح من ثواني لأقل من 5 دقائق ثم تهرب للخارج.‏

عمر المادة الغذائية والفرمون مهم للتأثير علي كفائتها. خلال الشتاء يبقي الكرمون فعالا لأسبوعين بينما في الصيف يتحلل أسرع ويجب تغييره كل أسبوع تحت ‏ظروف منطقة الشرق الأوسط. أفضل عدد تم الحصول عليه عند تغيير الطعم كل 10 أيام و عندما استبدل المولاس كل 7-8 أيام.

الحرارة العالية وضوء الشمس المباشر تؤديان لتلف الفرمون أيضا ممكن يحث خلط للرائحة مما يؤدي ‏لصيد مختلط أو قلة العدد المنجذب من السوسة. عمر الفرمون يتراوح من 3-36 شهر حسب درجة ‏حرارة التخزين (يجب التخزين علي درجة حرارة منخفضة). تم التوصية باستبدال الفرمون كل شهران.‏

يجب تغيير محلول المبيد بالمصيدة مرة كل أسبوع تحت ظروف منطقة الشرق الوسط. أفضل نتيجة تم ‏الحصول عليها عند استبدال المبيد كل 10 أيام.‏

سلوك سوسة النخيل الحمراء في التعامل مع المصائد

لوحظ أن السوسة تقترب من المصائد تدريجيا حيث يطير علي ارتفاع 1.5-2 متر أعلي مستوي الأرض ‏حتي يستقر بالقرب أو علي المصيدة. تتحرك السوسة بعد ذلك من ثواني لأقل من 5 دقائق علي السطح ‏الداخلي للمصيدة ثم تقع في الماء وتعوم ولكن لا تقدر علي تسلق الجدار. يمكن للسوس البقاء حيا لمدة ‏أسبوعين في الماء.‏

ينجذب السوس للمصائد 3-5 أيام بعد خروجه. بالرغم من أن كلا من الذكور والاناث تنجذب للمصائد ‏الفرمونية وأنه في بعض التجارب لم يلحظ أي فرق في العدد المصطاد بين الذكور والاناث فان نتائج ‏معظم التجارب أوضحت أن نسبة الاناث المصطادة تكون أعلي. زيادة عدد الاناث المصطادة له دور ‏ايجاب في تقليل تعداد الآفة.‏

بعد فحص المصائد ومعرفة عدد السوس المصطاد يمكن معرفة مصدر ذلك السوس، حيث يتم فحص المزارع المحيطة بقطر 100 متر حول المصيدة.‏ تم التوصية بوضع 3-4 مصائد في مساحة 200-300 ‏متر لإمكانية تحديد المصدر.

‏المصائد الكيميائية لسوسة النخيل الحمراء

تتميز المصائد الكيميائية الجاذبة بأنها: غير ضارة بالبيئة، عملية، سهلة وبسيطة التصميم بالإضافة أن ‏معظم السوس الذي يتم جذبه اناث مما يساهم في تقليل تعداد الآفة.‏ علي العكس فإن استخدام الطعوم الجاذبة والتي تختلف قدرتها ‏الجاذبة بحسب الظروف البيئية حيث أن أكبر عدد تم صيده كان في الخمس أيام الأولي من وضعه ثم ‏ينخفض مما يستدعي معه اجراء تغيير اسبوعي. تلك العيوب يمكن تلافيها بالخدمة الدورية للمصائد ‏ورش أحد المبيدات الحشرية في المنطقة المحيطة بالمصيدة ( قطر 50-100 متر).

مضادات التغذية والطاردات

أظهر كلا من الروتينون والليمونين فعالية كمضادات للتغذية ضد يرقات السوسة ومميتات ‏لكلا من اليرقات والحشرات الكاملة عند استخدام جرعات كبيرة.‏ كما أن معاملة جروح النبات بالأزاديراكتين 1% يعوق وضع البيض.‏

منظمات النمو الحشرية

‏ من ‏الممكن استخدام الإنزيمات والهرمونات التي تتحكم في عملية التطور طول العام علي النخيل المصاب. تم تجريب نوعين من منظمات النمو أحدهما طبيعي: أزادراتشتين (مستخلص من بذور النيم) والآخر مصنع: فلوفينوكسيورون: مثبط لتخليق الكيتين. وجد أن تأثير هذان المنظمان كان أكثر وضوحا علي العذاري ويتناسب تناسب ‏طردي مع الجرعة المستخدمة. التأثيرات السلبية لاستخدام منظمي النمو تضمنت:‏فترة التعذير، تقليل عدد وحجم السوس الخارج من العذراء؛ اناث مشوهة، تأثيرات سلبية علي المبايض والخصي. لا فرق في التأثير بين الذكور والاناث.

المبيدات الحشرية

تستخدم المبيدات الحشرية الموصي بها ضد السوسة علي النخيل المصاب طول العام كعلاج وعلي النخيل في الأماكن المحيطة كوقاية من يونيو لسبتمبر.
لا يوصي بتعفير النخلة ككل.

استخدام مواد تخرج مادتها الفعالة ببطء بالتدخين وتخترق أجزاء النخلة. يتم ذلك بعمل فتحة في النخلة ووضع القرص المدخن ثم غلق الفتحة بمادة أسمنتية. الميثيل بروميد أثبت فاعليته لكن تم وقف استخدامه بعد 2010 لأنه مضرللأوزون. لوحظ أن فسفيد الألمونيوم غير فعال لمكافحة السوسة حيث أنه لا يمكنه اخترق أماكن اليرقات المحاطة بالمخلفات النباتية والحشرية.

دهن جذوع النخيل بمادة تحتوي مبيد لم تظهر فعالية ضد السوسة.

غمس جذع النخلة في مبيد كل 2-3 شهور أثبت فعاليته ضد السوسة حيث يمنع وضع البيض ويقتل أي أطوار متواجدة. رش النخيل بمبيد حشري شهريا فعال لكن التكلفة والصعوبة والحاجة للتكرار تجعل من الصعوبة تطبيقه في المساحات الواسعة.

معاملة التربة: يتم عمل حفرة حول النخلة ويوضع بها مبيد حبيبي وتكرر كل 2-3 شهور.

الحقن: عمل ثقوب محيط مكان الاصابة وفوقها وتحتها ب20 سم بقطر 1.5 سم و12-15 سم عمق. ثم صب المبيد (10مل) وسد الثقوب. خليط من الكيروسين والمبيد أعطي نتائج فعالة. المعاملة الجهازية كل عام باحد المبيدات.

– انتهى –

إقرأ أيضا:

سلسلة مقالات سوسة النخيل الحمراء

المصادر: أنظر المرجاوي (2011، 2014، 2015) للمراجع:

  • https://www.goodreads.com/book/show/27725975-genetic-variation-and-invasion-history-of-red-palm-weevil
  • https://www.goodreads.com/book/show/28758413-red-palm-weevil
  • https://www.goodreads.com/book/show/26474069-genetic-studies-on-rpw-and-other-coleopterans
أضف تعليقك هنا

د. رباب المرجاوي

د. رباب ع.ع. المرجاوي