دعم تمويل المناخ

يواجه العالم في التاريخ الحديث أعنف أنماط الطقس على الإطلاق، ويقول الكثير من الخبراء أنها مجرد بداية، وأن ما نواجهه هو بداية سلسلة من التغيرات المناخية التي قد تدمر معظم الحياة على كوكب الأرض، والسؤال هنا ما هي الأسباب التي جعلت هذه الظاهرة تبدأ بالظهور، وهل وجود الإنسان ساهم في ذلك؟ وهل يمكن معالجة هذه المشكلة قبل أن تتفاقم ويصبح من الصعب السيطرة عليها، وهل مستقبل العالم سيكون بمثابة كارثة للبشرية والأرض من جراء هذا التغيير؟ وغيرها الكثير من الأسئلة.

ولكنا بشكلٍ مفاجئ أصبحنا نلاحظ من سنة لأخرى تغيير سيء في هذه الظواهر نتيجة التنبؤ الخاطئ بالطقس، لذلك وفي معظم الأحيان ينتهي الأمر بمعظمنا إلى حمل مظلة في يوم مشمس، أو الارتجاف في عاصفة ثلجية، وترك معاطفنا في الخزانة، وهذا ما يجعلنا نسأل أنفسنا بعدة أسئلة، أبرزها هل أصبح من الصعب التنبؤ بطقس الغد، أو أن المناخ يلعب معنا لعبة لا نستطيع مواجهتها؟ يبدو أن الطبيعة مليئة بالمفاجئات.

التغير المناخي في الشرق الأوسط

وفيما يتعلق بمنطقتنا، فتعتبر منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق التي تتأثر بالتغير المناخي، والذي يُعتبر بمثابة تهديد حقيقي للمنطقة، فهناك الكثير من الإحصائيات التي تُشير إلى خسارة في مخزون المياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى تراجع واضح في المحاصيل الزراعية، بسبب تأثير المناخ عليها، وهذا بدوره سيحدث نقص في المخزون الغذائي، كما أن خصوبة التربة ستتراجع بشكل واضح، مما يؤدي إلى تغير مواطن النباتات، وهذا ما يشكل التصحر وهو من أبرز المشاكل التي بدأت تظهر لدينا في المنطقة.

ولا يمكننا أن ننسى الأمراض والآفات التي ستبدأ بالانتشار، مثل الملاريا، كما وسيرتفع مستوى مياه البحر، والذوبان في الكتل الجليدية، وغيرها الكثير من المشاكل الكارثية، لذلك يجب بذل أقصى الجهود لإيجاد حلول هذه المشكلة، حيث يوجد هناك الكثير من الخطوات التي يجب اتباعها للتقليل من خطر هذه الظاهرة، أهمها تطبيق مبدأ ممارسة الزراعة المراعية، والتوسع في الغابات، من أجل التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من مخاطره، وهذا سيساعد على زيادة إنتاجية المزرعة لتصبح فرصتها لمواجهة الجفاف أكبر، وامتصاص كمية الكربون الموجودة في الجو من خلال الغابات، مما يؤدي إلى تشكل مناخ نظيف وصحي، وبعد ذلك تأتي خطوة التحدث مع المسؤولين، والحكومات بهدف تقديم الدعم وزيادة المساندة المالية، لتصبح القدرة على تحسين الوضع أسهل وأسرع.

الطاقة الطبيعية

ومن ناحيةٍ أخرى يجب زيادة استخدام مصادر الطاقة الطبيعية، تحديداً المتجددة منها، والابتعاد عن كافة المصادر غير الصحية والتي تؤثر سلباً على المناخ، مثل النفط، والبترول، وهناك الكثير من الناس الذين يتساءلون هنا عن كيفية القيام بذلك، والجواب يكون بالتحدث إلى أصحاب البنوك الدولية، والحكومات للعمل على إنشاء مشاريع ضخمة تقوم على استثمار هذه الموارد بشكل صحيح وفعال، بالإضافة إلى وضع فلاتر لمداخن المصانع الموجودة حالياً، إلى جانب ابتكار أساليب تقنية بسيطة تتضمن مثلاً استخدام تقنية تمرير الدخان إلى أحواض مليئة بالطحالب التي تستهلك الكربون، ليتم بالتالي إنتاج الكهرباء، حيث تعمل هذه التقنية على تخفيض درجة الحرارة إلى ما يقارب النصف.

كما يجب على الدولة العمل على اتباع سياسة حظر المبيدات والمخصبات الكيميائية في الزراعة، والاتجاه إلى البدائل الآمنة، مثل إنتاج أسمدة عضوية من مخلفات النباتات والحيوانات، فإضافةً للمحافظة على الصحة والسلامة من كافة الجوانب، والتقليل من نسبة الأمراض التي تنتشر من جراء استخدام المبيدات الصناعية، ستساعد هذه التقنية على توفير الكثير من الأموال.

حل مشكلة التغير المناخي في الدول العربية

وفي نهاية مقالي هذا أود أن أنوه إلى وجود كثير من الدعم الذي يقدم للبلاد العربية لمحاربة تغير المناخ، هذا إلى جانب وجود العديد من المشاريع والأفكار الموجودة، لكن ظهور الكثير من المشاكل في منطقة الوطن العربي، تحديداً في الآونة الأخيرة، مثل الحروب، والفقر، والخلافات المختلفة بين الدول، أدى إلى التفات  الحكومات لحل هذه المشاكل على حساب مشاكل أخرى أبرزها مشكلة التغير المناخي، فتراكمت لدينا الحلول والاقتراحات ولكن دون تنفيذ لها، وهنا تكمن المشكلة.

بالتالي يجب العمل على تشكيل فرق في كل دولة، وأخذ هذه الحلول والعمل عليها وفقا لطبيعة كل بلد، بسبب عدم القدرة على تطبيق بعض الأمور في بلد معين، والقدرة على تطبيقها في بلد أخر، أي أنّه يجب وضع الحل المناسب في البلد المناسب، وأيضاً يجب نشر التوعية حول خطورة هذه المشكلة والتي قد تتسبب لدينا بكوارث عديدة في المستقبل القريب.

 

أضف تعليقك هنا

أمل عدنان محمد غريب

أمل عدنان محمد غريب

التخصص: علوم مالية ومصرفية

الخبرة: في مجال المحاسبة والإقتصاد

من فلسطين - بيت لحم

العمر: ٢٤ سنة