سوسة النخيل الحمراء 2 – مكافحة والتنبؤ بالإصابة بالسوسة وتحديد درجتها

يتناول هذا الجزء أعراض الإصابة، المكافحة الزراعية، التنبؤ بالإصابة وتحديد درجتها، تقنية نظم المعلومات الجغرافية، الكشف عن الإصابة عن طريق الرؤية، الرائحة، الصوت والبصمة الكهرومغناطيسية، استخدام الأشعة الغير متأينة، المكافحة الحيوية وتعقيم الذكور.

أعراض الإصابة والضرر

تتطور أعراض الإصابة حسب نوع النخيل كما أنها تنقسم لعدة مستويات حسب الخطورة وإمكانية انقاذ النخلة. الأعراض أما مورفولوجية أو فسيولوجية.

تتطور أعراض الاصابة حسب نوع النخيل. حيث ينقسم النخيل الي ثلاثة أقسام:1) نخيل بارتفاع أقل من 2-3 متر و2) نخيل بارتفاع أكبر من 2-3 متر مع وجود فسائل أو جروح بالجزء السفلي للجذع و 3) نخيل بارتفاع أكبر من 2-3 متر بدون فسائل ولا جروح. في حالة النوع الثالث للنخيل فان اليرقات تتغذي وتختبئ خارج النخلة أي أنها لا تحدث تجاويف. لا يمكن الكشف عن وجود اليرقات في المراحل المبكرة للاصابة ولكن يمكن الكشف المبكر عن تأثير تغذية اليرقات من خلال ملاحظة المجموع الخضري بالعين المجردة.
يلاحظ أنه في حالة نخيل البلح: تتطور اليرقات في الجزء السفلي من الجذع وربما تظهر النخلة سليمة حتي مرحلة متأخرة من الاصابة. أيضا يلاحظ خروج عصارة من الجروح. أما في حالة نخيل الزينة-الكناريا فان اصابة التاج شائعة كما يلاحظ اختلاف في تماثل التاج ولا يلاحظ خروج عصارة من الجذع.
ذبول اوراق التاج شائع في نخيل جوزالهند والكناريا عنه في نخيل البلح.

تنقسم الأعراض حسب خطورة الاصابة الي عشر مستويات كل مستوي يحدد برقم من واحد لعشرة.حيث المستوي الأول يعني أن النخلة سليمة بينما المستويات الثاني للتاسع يعني أن الشجرة مصابة بأعراض مختلفة بينما المستوي العاشر يشير الي أن النخلة في حالة ميئوس منها ويجب ازالتها.

تنقسم الأعراض حسب امكانية انقاذ النخلة الي خمس مستويات: معدوم وقليل جدا وقليل ومتوسط وعالي.

تؤدي الاصابة لأعراض مورفولوجية و فسيولوجية والتغير في تعبير البروتين. تظهر الأعراض المورفولوجية علي الفسائل الصغيرة في صورة اصفرار وجفاف وموت الأوراق مما يسهل نزعها مظهرة قلب جاف متعفن. بينما في حالة الفسائل الكبيرة يحدث اصفرار جزئي للسعف. بالنسبة للنخيل الكبير يلاحظ: اصفرار جزئي أو كلي للورق، تهدل الورق، خروج سائل لزج بني برائحة مخمرة، شرانق العذراء والأطوار المختلفة، نسيج نباتي بني مقضوم، مخلفات السوسة حول فتحات الأنفاق كما يمكن سماع أصوات التغذية. في مرحلة متأخرة يحدث موت للقلب مما يؤدي لموت النخلة خلال ست شهور.

تحدث الأعراض الفسيولوجية نتيجة تغذية اليرقات داخل النخلة مما يسبب تدمير جهازها الوعائي وحدوث اجهاد مائي هذا الجهاد يترجم بدرجة حرارة عالية للنخلة ويظهر بعد 2-3 أسابيع من تغذية اليرقات وقلة تصريف الثغور.

أيضا وجد تغير في التعبير البروتيني بين النخيل السليم والمصاب.

الطرق المستخدمة في مكافحة سوسة النخيل الحمراء

من أجل مكافحة ناجحة يجب استخدام أكثر من طريقة بشكل متناسق فيما يعرف بالمكافحة المتكاملة.

المكافحة الزراعية

تتضمن تلك الطريقة تهيئة بيئة غير مناسبة لدورة حياة السوسة . يتم ذلك باجراء برامج تدريبية وارشادية عن السوسة لجميع العاملين في برنامج المكافحة وأصحاب مزارع النخيل. كما يتم وضع المصائد الضوئية (مصيدة/500 نخلة) لصيد حشرات النخيل الأخري قبل احداثها ضرر للنخيل. أيضا يجب التخلص من أي بقايا نباتية والتعامل مع النخيل المهمل والمصاب. في حالة النخيل الذي لا يمكن علاجه يرش بالمبيد ثم يقطع ويدفن في حفرة بعمق من 1.5-2 متر مع ملاحظة أن حرق جذع النخلة لا يؤدي لموتها من الداخل حيث يظل محتفظا برطوبته وتستطيع الأطوار داخله اكمال دورة حياتها ولذا يجب تقطيع النخلة قبل حرقها ودفنها. يجب الاهتمام بعملية التقليم (120 سم من قاعدة ورقة نخل البلح أو عند منطقة خروج البراعم في نخيل جوزالهند) ويفضل اجراؤها في الشتاء ومعاملة الجروح بمبيد وسدها حتي لا تنجذب لها السوسة واضعة بيضها لكن هناك توصية باجراء التقليم في أي وقت من العام مع عدم معاملة أو تغطية الجروح بزعم أن السوسة لا يمكنها وضع البيض مكان الجرح حتي لو انجذبت للرائحة المنبعثة. يجب أيضا عند الري استخدام طريقة لا تؤدي لزيادة الرطوبة حول النخيل حتي لا تتمكن اليرقات أو الحشرات الكاملة من الاختباء.

التنبؤ بالإصابة بسوسة النخيل الحمراء وتحديد درجتها سوسة النخيل الحمراء

تعتبر عمليات التنبؤ بالاصابة بالسوسة و تحديد درجتها أن وجدت ‏من الضروريات اللازم معرفتها قبل عملية اتخاذ القرار الخاص ببرنامج المكافحة وكذا لتقييم فعاليته.

-استخدمت النمذجة البيئية المتخصصة للتنبؤ بالانتشار المحتمل للسوسة.

-يمكن استخدام الثابت الحراري لتحديد وقت خروج الحشرات الكاملة.

-تم التنبؤ بفترتي وضع و فقس ‏البيض عن طريق حساب درجة الحرارة الشهرية المتوسطة في حوض البحر الأبيض المتوسط.‏-

-يمكن تحديد مستوي الاصابة عن طريق فحص النخيل في تتابعات في منطقة من 100 نخلة/هكتار و بناء علي نتيجة ذلك الفحص يتخذ قرار المكافحة من عدمه. تم اعداد نموذج ارشادي جاهز ‏للنخيل. أيضا يمكن ‏ تحديد نسبة الاصابة بكل نخلة بناء علي مفتاح تعريفي للأعراض.

تقنية نظم المعلومات الجغرافية

تعد تلك التقنية والتي تتضمن تجميع، تخزين، معالجة وتحليل وتبادل البيانات باستخدام برامج حاسوبية سهلة ودقيقة وفعالة لتحديد مستوي الاصابة بالسوسة و بناء عليه ‏يتم اتخاذ القرارات المتعلقة بوقاية النخيل وعلاج النخيل المصاب في المناطق الواسعة.‏ استخدم ذلك النظام بنجاح في اليونان.
عند اكتشاف الاصابة بالسوسة في مساحة واسعة، يمكن بعدها استخدام طرق الكشف ‏لتحديد الاصابة في مساحات صغيرة.

الكشف المبكر عن الاصابة بسوسة النخيل الحمراء

-يضمن الكشف المبكر عن الإصابة نجاح المكافحة حيث يكون قلب ‏النخلة في حالة جيدة و يكون ساقها ثابتا. وكذا يقي من خروج و انتشار الحشرة الكاملة. يجب ان تتوفر في طرق الكشف المبكر شروط مثل الفعالية والحساسية والتخصص والسرعة. تتطلب طرق الكشف المبكر توفر بيانات ومعلومات عن النخلة والسوسة. هناك طرق مختلفة و لكنها غير عملية كما أنه لا يمكن تطبيقها علي مستوى المناطق الكبيرة. تتضمن طرق الكشف الرؤية و الصوت والرائحة و التصوير و البصمة الكهرومغناطيسية واشباه ‏الكيماويات. تقنيات معالجة الصور و اللوغاريتم الفاصل تؤدي للكشف عن الأفراد أو الأعراض.

الكشف المبكر بالرؤية لسوسة النخيل الحمراء

يمكن الكشف عن وجود الأعراض المختلفة للاصابة بالسوسة بالعين المجردة في أي جزء من النخلة و ‏كذا بالتربة. في حالة تعذر رؤية الأعراض أو يتم عمل فتحة بوسع 50-60 سم في قواعد اجذع و ‏الجريد. تم اقتراح لوغاريتم للتعرف علي السوسة. من الممكن استخدامه لتصميم نظام لاسلكي ‏للكشف عن وجود السوسة. وصلت قدرة النظام علي التعرف علي السوسة 97% في أقصي زمن 0.47 ثانية.

الكشف المبكر باستخدام الفروق في درجات الحرارة

يمكن الكشف عن الأعراض الفسيولوجية في مساحات صغيرة باستخدام جهاز لقياس الفروق في درجة حرارة النخلة. بالنسبة للمساحات الواسعة تم تطوير نظام يعتمد علي ‏فروق درجات الحرارة بين النخيل السليم و المصاب و درجة حرارة البيئة المحيطة بالنخيل .

‏الكشف المبكر عن طريق الرائحة

تنبعث رائحة مميزة من النخيل المصاب بالسوسة. تلك الرائحة يمكن التعرف عليها ‏بأنوف كلاب الصيد المدربة. تمكنت الكلاب من التعرف علي تلك الرائحة بدقة 70%. تعتبر تلك الطريقة رخيصة و فعالة للكشف عن الاصابة بالسوسة في الأماكن صغيرة ‏المساحة و كذا في الحجر الزراعي.الظروف الجوية تعيق الكلاب عن الاستمرار في العمل لفترات ‏طويلة.

الكشف المبكر عن طريق الصوت

يمكن سماع أصوات قضم اليرقات لنسيج النخلة وحركتها ونسجها الشرانق للتعذير بالأذن المجردة وذلك في حالة الأعداد الكبيرة. عند بداية الاصابة ووجود أعداد قليلة من اليرقات تستخدم أجهزة للكشف عن الصوت مجهزة للتعرف علي ترددات الأصوات التي تحدثها اليرقات.

يكون الصوت المسجل من النخيل السليم عبارة عن نقرة حادة سريعة أو نقرات مستمرة تستمر لمدة 2-3 دقائق أما الأصوات الناتجة عن السوسة فتكون عنيفة ومميزة عن باقي ثاقبات النخيل وهي عبارة عن نبضات فصيرة أو طويلة أو متعاقبة يتخللها فترة صمت طويلة. طورت أجهزة الكشف عن الصوت بحيث يتم تجنب تسجيل أي أصوات أخري مثل صوت الرياح أو أصوات حيوانية أو بشرية.

أيضا يجري تحويلها للعمل آليا وعبر شبكات الانترنت ليمكن استعمالها علي نطاق واسع. أهم ميزاتها امكانية استعمالها في الحجر الزراعي وبالتالي تقلل مدته. ومن عيوبها التداخل في الأصوات وعدم امكانية استعمالها في مساحات واسعة.

البصمة الكهرومغناطيسية

صممت القوات المسلحة المصرية جهاز للكشف عن السوسة يعتمد على البصمة ‏الكهرومغناطيسية للسوسة. أظهر الجهاز نتائج واعدة في بعض المناطق، ومع ذلك فإنه ‏لا يمكن تطبيقه في المساحات الواسعة، كما أنه بحاجة إلى مزيد من البحوث ليتم تطويره.

استخدام الأشعة الغير متأينة

بطريقة سريعة، آمنة وصديقة للبيئة يتم تحويل الكهرباء لحرارة لرفع درجة حرارة النخلة للدرجة المميتة للسوسة. يستخدم لذلك الغرض آلة تسمي ايكوبلازم تتكون من حلقة كوسيلة للحماية لمدة عام (٤٠ دقيقة تعريض) والعلاج(٢٠ دقيقة تعريض) وصندوق لإزالة النخيل الغير قابل للعلاج. تعريض النخلة لدرجة حرارة 80 درجة سيليزية لمدة 5 دقائق أدي لقتل جميع الأطوار.

المكافحة الحيوية

تم عزل ودراسة اعداد كبيرة من الأعداء الحيوية للسوسة. كثير منها نجح في القضاء علي السوسة في المعمل لكن لم ينجح في الحقل. يعتمد تطبيق المكافحة الحيوية علي وجود السوسة وكثافتها والظروف البيئية المثلي. تم التوصية برشها في التربة حول النخيل كوسيلة حماية. الفطريات: فعالة ضد السوسة لكن الطبيعة المختفية للسوسة يصعب استخدامها. تم التوصية برشها علي النخيل في حالة العدوي الشديدة. فترة بقاؤها فعالة تبلغ 16 يوم.

تعقيم الذكور

يمكن استخدام اشعتي جاما واكس لتعقيم الذكور عندما تكون العشيرة قليلة لكن يحدها الطبيعة المختفية للسوسة.

أوصي باستخدام 15 جراي من أشعة جاما لمكافحة السوسة. تؤثر الأشعة بالسلب على عمر الذكور وفقس البيض و المبايض ونضج وشكل بيض النسل الناتج من آباء معاملة.

– انتهى –

إقرأ أيضا:

سلسلة مقالات سوسة النخيل الحمراء

أضف تعليقك هنا

د. رباب المرجاوي

د. رباب ع.ع. المرجاوي