فن المحاماة بالذكاء المنطقي

لا شك أن الذكاء المنطقي الرياضي يقوم على مبادئ المنطق والرياضيات فالمنطق هو العلم الذي يضع القواعد والأسس التي نسير عليها عندما نشرع في التفكير في مشكلة ما. فالمنطق إذا كان يهدف إلى تكوين العقلية الناقدة القادرة على التعمق في التفكير ، فهو يهتم في المقام الأول بوضع أساسيات التفكير المنطقي السليم والخطوات التي يجب أن يسير عليها هذا التفكير مما يساعد على التمييز بين الذاتية والموضوعية في الأحكام.

المنطق آلة أو صناعة!

كما ينظر البعض إلى المنطق على أنه آلة أو صناعة . ويرى أصحاب هذا المنظور أن المنطق لا يقصد لذاته ، وإنما يمكن أن نستفيد منه عملياً عند تطبيق قواعده وشروطه على الأحكام الموجودة في العلوم ، ومن هنا فقد وصفوا المنطق بأنه من علوم الوسائل والغايات ، ومن بين هؤلاء الفلاسفة ابن سينا الذي عرف المنطق بأنه “آلة تعصم الذهن من الزلل” ، كما عرفه البعض بأنه “قانون صناعي عاصم للذهن من الزلل مميز لصواب الرأي عن الخطأ” ، وأيضاً نظر مناطقه إلى المنطق على أنه “فن من الفنون أو أنه فن التفكير الذي يمارس قوانينه على سائر الأحكام الموجودة في سائر العلوم”.
ولقد عرفه جيفونز بأنه “علم قوانين الفكر” ، كما يرى كينز أن المنطق هو ” العلم الذي يستقضي المبادئ العامة للفكر الصحيح” ، كذلك يرى هاملتون أن المنطق هو “علم قوانين الفكر كفكر” ، ويذهب هيجل إلى أن المنطق هو “علم الفكرة المحضة وهي محضة لأنها تكون في وسط مجرد من التفكير”.
وأرى أن المنطق هو خريطة المفكر .
والجدير بالذكر أن المنطق يساعد على التعود على أساليب التفكير والنطق السليم ، والرجوع إلى قوانين الفكر الأساسية وقوانين الاستدلال المنطقي وإتباع الدقة والتنظيم أثناء التفكير في حل مشكلات الحياة ، وتنمية القدرة على التفكير الموضوعي عند الطالب ، وتربية الروح العلمية واستخدام الأسلوب العلمي في التفكير ، واكتشاف عوامل الخطأ الشائعة في حياتنا اليومية وتجنب الوقوع فيها.
وهذا النوع من الذكاء يتمثل في القدرة على التفكير الاستدلالي والاستنباطي والعلمي ، كما أنه يتضمن القدرة على استخدام العلاقات المنطقية والتصنيف والتلخيص. والقدرة على استخدام السبب والنتيجة والأرقام والمنطق.

 الذكاء المنطقي الرياضي:

ويتضمن الذكاء المنطقي الرياضي القدرة على تحليل المشكلات منطقياً، وإجراء العمليات الحسابية ودراسة الموضوعات دراسة علمية.
والتفكير المنطقي هو التفكير الذي يمارس عند محاولة بيان الأسباب والعلل التي تكمن وراء الأشياء ومحاولة معرفة نتائج الأعمال, و الحصول على أدلة تؤيد أو تثبت وجهة النظر أو تنفيها. والصفة الأساسية للتفكير المنطقي أنه يعتمد على التعليل لفهم واستيعاب الأشياء. والتعليل يعد خطوة على طريق “القياس”.
والتفكير المنطقي المطلوب عند المحامي والمحامية في بعض جوانبه يرتكز على أمرين :
الاستنباط : وهو يقوم على دراسة واستنباط القواعد العامة المنصبة على قضيتك وذلك بعد أن تستخرج القواعد الخاصة في محل النزاع ، فتقوم بدعم موقفك من استنباط القاعدة الخاصة ، والعامة ، وتدعيم موقفك بالأقوى منهما .
الاستقراء : ويتمثل في استقراء أو استخلاص خاصية عامة من عدة حالات خاصة ، فالسوابق القضائية لكل منها خاصية تستخرج منها خاصية عامة تدعم موقفك ، ويمكن توضيح هذه الطريقة أو الأسلوب بأنه تتبع ودراسة السوابق ، أو القانون المشابه للتعرف على وجوه الشبه لقضيتك للتوصل إلى تحديد القاعدة ، وعلى ذلك فهو ينقل المترافع من الأجزاء إلى الكل ومن الأمثلة إلى القاعدة .
وقد درج حذاق المحامين والمحاميات في قضاياهم التركيز على المنطق وذلك أنهم يضعون المقدمات ثم يرتبون عليها النتائج فإذا كانت مقدمات القضية سليمة مقطوعاً بصحتها كانت النتيجة المرتبة عليها صحيحة مقطوعً بصحتها لذلك فإن لائحة المحامي هي غذاء القضاة فلتختر من الأغذية ألذها .

فيديو فن المحاماة بالذكاء المنطقي

أضف تعليقك هنا

المحامي د. عبدالكريم بن إبراهيم العريني

د.عبد الكريم العريني - محامي وقاضي سابق
قاضي سابق، محامي، محكم دولي.
مستشار شرعي وقانوني ومحكم دولي.
مستشار دولي في الذكاءات المتعددة معتمد من المعهد الأمريكي للتعلم والتنمية البشرية
زميل اتحاد التحكيم الدولي

خبير في تفسير العقود التجارية أكاديمية ليدز إنجلترا

الموقع الإلكتروني لمكتب د.عبد الكريم العريني هو aolaw.com.sa