لغة الجـــســـــد (الجزء الأول)

تشير الدراسات أن 85% من نجاح الأفراد يُعزى إلى مهارات الاتصال مع الآخرين و15% منه فقط يعزى إلى إتقان مهارات العمل.

ولكي نتواصل مع الآخرين ببراعة لا بد لنا من إتقان أساسيات التواصل، والقيام ببناء المكون الرئيس للتواصل الفعال ، وهو كسب المصداقية والثقة لدى الآخرين ، إذ لن يتواصل المستمع أبداً مع المتكلم إذا لم يثق به ويعتقد أن لكلامه مصداقية ، ولن يكون الشخص ناجحاً في حديثه حتى يستطيع باستمرار بناء الثقة و المصداقية بما يقول.

أشكال التواصل البشري

التواصل البشري يكون بشكلين ؛فهو يكون باستخدام الكلمات المنطوقة أو المكتوبة ، أو بالاتصال غير اللفظي (الصامت) بلغة الجسد (ودون النطق بأية كلمة)، واستخدام كلا النوعين معاً من أكثر أشكال الاتصال والتواصل شيوعاً. ويعتبر علماء النفس أن أي سلوك للبشر بوجود أفراد آخرين يعتبر اتصال إنساني.

أول رسالة يرسلها الإسان بعد الولادة

والاتصال البشري يبدو واضحاً منذ اللحظة الأولى لولادة الإنسان ، فبكاء المولود هو رسالة يقوم بإرسالها لأنه ليس لديه قدرة على الكلام بعد ؛ فهو إما جائع، أو منزعج من شيء ما ، أو متألم أو بحاجة لحب واهتمام. فنرى هذا الباكي بشدة يهدأ بمجرد أن تضمه والدته إلى صدرها بحنان. أو تلقمه ثديها ليرضع. وهذا يثير التساؤل حول ما إذا كان الاتصال غير اللفظي من خلال لغة جسدنا نرثه ونولد به أم أننا نكتسبه خلال حياتنا، أي يبدأ بالتكون والتشكل بعد ولادة الإنسان وعلى مدى حياته.

فهم لغة الجسد

أحياناً كثيرة نقول إننا لا نرتاح لنظرات شخص ما ، أو نشعر من طريقة حركاته وكلامه أنه غير صادق فيما يقول علماً أن كلامه لا غبار عليه ، مما يشير إلى أن معرفة وفهم لغة الجسد يساعدنا كثيراً في فهم سلوكيات الآخرين وبالتالي التعامل مع المشاكل والظروف المختلفة بطريقة ناجحة وفعالة في الحياة المهنية والشخصية. ولا ننسى أننا في المجتمع البشري ندرك الكثير من مشاعر الآخرين من خلال إيماءاتهم ونظراتهم ونبرات أصواتهم دون أن يعلمنا ذلك ، حتى الطفل الصغير الذي لم يتجاوز العام من عمره إذا حدقته أمه بنظرة غاضبة تراه ينخرط في بكاء حاد علما أنها لم تقل كلمة تجرحه ولم تتصرف تصرفاً يؤذي مشاعره، إنما ما جرحه وآذى مشاعره هي نظرتها الغاضبة ، فمن الذي علمه معنى هذه النظرة؟

بدء ظهور لغة الجسد

التواصل بلغة الجسد موضوع حديث نوعا ما، بدأ الحديث حوله في ستينيات القرن الماضي في الدول الغربية بشكل خاص ، حيث بدأت الكتابات حوله تتوالى وظهرت النظريات المختلفة التي توضحه وتبرره وتفسر معانيه. فالتواصل الإنساني لا يقتصر على الكلمات المنطوقة. بل يتعداه إلى نبرة الصوت وحدته التي نطقت بها الكلمات ، ونظرات العيون ، وتعابير الوجه ، وإيماءات الوجه والأطراف والجسد بشكل عام ، فهي جميعاً تشترك في التواصل مع الآخر , حتى الصمت دون إبداء أية تعابير ، فهو الآخر تواصل مع الآخرين ينقل لهم رسائل حسبما يقتضيه الموقف، وهذا النوع من الاتصال بغض النظر عن كونه إرادياً أو غير إرادي فهو يؤثر في الآخرين بشكل كبير لأنه ينقل المشاعر الإنسانية بصورة تكون في أحيان كثيرة أصدق من الكلمات المنطوقة.

يقول الجاحظ عن الاتصال الصامت في البيان والتبيين إنه اتصال يصمت فيه اللسان – الذي هو محل النطق عادة – عن اللفظ

كما يُعرفها كتاب كيف تحلل شخصية جليسك من خلال حركاته بأنها لغة غير مكتوبة يتم الاتصال فيها بدون كلام بل بواسطة الإشارات والإيماءات والحركات الصادرة عن الجسم , ويمكن تعريف الاتصال الصامت بأنه : كل ما تنقله لغة الجسد أو الأشياء أو الحال من معانٍ للآخرين.

يمكن تلخيص لغة الجسم

فلغة الجسم هي إشارات وحركات إرادية وغير إرادية ، تصدر من الجسم بأكمله أو بجزء منه ؛ لإرسال رسالة انفعالية إلى المحيطين بالإنسان، من خلال فروع ومفردات تتمثل في : تعابير الوجه ، والصوت ، والأصابع ، واليدين ، واللمس ، ووضعية وحركات الجسم ، والمظهر ، والألوان ، والمسافات ، والفراغ المكاني ، والدلالات الرمزية لاستخدام الوقت ، وسيتم لاحقا التفصيل في ذلك .

فيديو لغة الجـــســـــد (الجزء الأول)

أضف تعليقك هنا

المحامي د. عبدالكريم بن إبراهيم العريني

د.عبد الكريم العريني - محامي وقاضي سابق
قاضي سابق، محامي، محكم دولي.
مستشار شرعي وقانوني ومحكم دولي.
مستشار دولي في الذكاءات المتعددة معتمد من المعهد الأمريكي للتعلم والتنمية البشرية
زميل اتحاد التحكيم الدولي

خبير في تفسير العقود التجارية أكاديمية ليدز إنجلترا

الموقع الإلكتروني لمكتب د.عبد الكريم العريني هو aolaw.com.sa