أثر التغيرات المناخية على الصحة

على مدى السنوات الخمسين الماضية تسببت الأنشطة البشرية المختلفة وخصوصاً إحراق الوقود الأحفوري إلى زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري كما وتؤكد الدراسات والأبحاث العالمية الصادرة عن المنظمات الدولية على أن التغيرات المناخية والكوراث الطبيعية زاد حدوثها عشرات السنوات الماضية والتي ساهمت بزيادة انتشار عدة أمراض ميكروبية، ما أدى إلى زيادة معدلات الوفاة حيث قدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) وقوع 160000 حالة وفاة منذ 1950 مرتبطة بصورة مباشرة  بالتغيرات المناخية وكما أشار بحث في معهد هوفر بواسطة العالم الاقتصادي توماس مور (Thomas Moore) أن الاحتباس الحراري العالمي سيؤدي إلى زيادة معدلات الوفاة.  كما ويؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة وزيادة موجات الجفاف والتصحر وفياضانات المياه في مناطق واسعة من العالم.  وتؤكد الدراسات أن هناك علاقة طردية ما بين درجات الحرارة مع زيادة انتشار مجموعة من الأمراض المعدية للإنسان في عدة مناطق من العالم.

وخلال المائة سنة الماضية ارتفعت درجة الحرارة العالم بمقدار 0.75 درجة سلسيوس تقريباً وعلى مدى العقود الثلاث الماضية تسارع معدل الاحترار العالمي  أكثر من أي عقد منذ 1850.  كما وأن مستويات سطح البحر أخذة في الارتفاع والانهار الجليدية أخذة في الذوبان وأنماط الهطول أخذة في التغير والظواهر الجوية المتطرفة تزداد شدة وتواتراً.

تأثير التغيرات المناخية على صحة الإنسان

هناك أبحاث صحية بينت أن التعرض لمناخ شديد التغير بين البرودة والحرارة في فترات زمنية قصيرة يساعد على انتشار الأمراض والوفيات بين البشر لأن مناعة الجهاز التنفسي بالجسم تتأثر بهذا التغير،  فالأغشية المخاطية المبطنة للجهاز التنفسي تصُد في الظروف العادية الميكروبات المعدية، ولكنها تتأثر بالتغيرات الجوية الحادة وتكاثر الغبار فيحدث فيها بعض الجفاف والتشقق مما يسهل إلتصاق ونشاط الميكروبات فيها.
ومن هذه التغيرات:

الحر الشديد

إن ارتفاع الشديد في درجات حرارة الجو يسهم مباشرة في حدوث الوفيات التي تنجم عن الأمراض القلبية الوعائية والأمراض التنفسية.  وخصوصاُ بين المسنين فعلي سبيل المثال سُجل أكثر من 70000 حالة وفاة أثناء موجة الحر في صيف 2003 في أوروبا.

كما أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من مستويات الأوزون وسائر الملوثات الموجودة في الهواء الأمر الذي يزيد تفاقماً للأمراض القلبية والوعائية والتنفسية.

وفي الحر الشديد ترتفع مستويات حبوب اللقاح في الجو المسببة للحساسية ويمكن أن يسبب ذلك في الإصابة بالربو وهو مرض يعاني منه 300 مليون شخص حول العالم ومن المتوقع هذا العدد في ظل ارتفاع مستويات درجات الحرارة.

الكوارث الطبيعية وتغير أنماط سقوط المطر

إن ارتفاع مستوى البحر والظواهر الجوية المتطرفة والكوارث ذات الصلة بالأحوال الجوية تتسبب في كل عام ب60000 حالة وفاة معظمها قي البلدان النامية كما أن تغير أنماط سقوط الأمطار يؤثر على مصادر المياه مما قد ينتج عنه شح المياه وهذا بدوره يسبب تدهوراً في الصحة وانخفاض النظافة الشخصية مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض أشهرها الإسهال بالإضافة إلى الجفاف والمجاعة.

انتشار الأمراض المعدية

هناك كثير من الأمراض الفتاكة تبدي حساسية شديدة تجاه درجات الحرارة مما يؤدي إلى انتشارها ومنها الأمراض التي تحملها العوائل الوسيطة مثل البعوض والقراد والذباب والقوارض والقواقع والأمراض المعدية مثل الكوليرا وغيرها منها:

  1. الملاريا:  الملاريا على وجه الخصوص تعتبر سريعة التأثر بالتغيرات التي تطرأ على البيئة حيث تبلغ درجة الحرارة المثالية للناموس الحامل للملاريا 15 إلى 30 درجة مئوية وتمارس درجة الحرارة تأثيرات متنوعة على معدلات بقاء وتكاثر الناموس، فالملاريا بالتحديد تقتُل ما يقارب 300000 طفل سنوياَ، وقد لُوحظ إزدياد إنتقال الملاريا في المناطق ذات درجات الحرارة المرتفعة في تنزانيا وكينيا ومدغشقر وأثيوبيا ورواندا.
  2. حمى الضنك Fever Dengue : تنتقل عن طريق لسع البعوضة المصريّة، يؤدي سقوط الأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة إنتقال العدوى بهذه الحمى.
  3. الليشمانيا والبلهارسيا وأمراض أخرى تنتقل عن طريق القوارض مثل متلازمة فيروس هانتا الرئوي وإزدياد في الإلتهابات البكتيرية والطفيلية ولدغات الأفاعي.

تلوث الهواء

أن غبار العواصف الرملية يشكل مصدراً رئيسياً في الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي كما أن مع ارتفاع درجات حرارة الهواء والذي يتكون من الغبار وحبوب اللقاح والجراثيم وغيرها من مسببات الأمراض تسبب الربو وتهيج العين والأنف والسعال وإلتهاب القصبات الهوائية.


كيفية الاستجابة والتكيف

من الواضح أن التغيرات في معدلات درجات حرارة الأرض مهما كانت طفيفة، ستترك أثاراً شديدة ومدمرة على التوازن الطبيعي بين الكائنات الحيه في أرض اليابسة وتجمعات المياه وستؤثر بالمستقبل القريب على صحة البشر في مناطق مختلفة من العالم، فحتى إذا تمكنا بمعجزة من وقف جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فسنظل نواجه التغيرات المحتملة الغير قابلة للتحول التي تسببنا فيها بأنفسنا، فعلينا أن نتأقلم مع هذه الظروف المتغيرة فعلى سبيل المثال الاستجابة لمرض الملاريا يجب علينا في هذه الحالة تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة وخاصة في المناطق النامية وتسهيل الوصول إليها ووضع نماذج رقابة وتنفيذ حملات توعية عامة على مستوى واسع والدخول في الشراكات من أجل التنسيق مع الوكالات الشريكة داخل منظومة الأمم المتحدة وضمان التمثيل الملائم للمسائل الصحية في برنامج العمل الخاص بتغير المناخ وخفض انبعاثات غازات الدفيئة، من خلال تحسن استخدام وسائل النقل والغذاء واستخدام مصادر أخرى للطاقة مثل الطاقة المتجددة والنقية.

المراجع:  موقع ويكيبيديا.

فيديو أثر التغيرات المناخية على الصحة

أضف تعليقك هنا

عائشه بلحه

عائشه خضر علي بلحه