الأفكار السلبية التي يحملها الفرد عن نفسه وعن الآخرين وعن المستقبل وعلاقتها بالجلطات الدماغية

تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية (2009 م) إلى أن 3٪ من سكان العالم يصابون بالاكتئاب، وهذا يعنى أن هناك مئة وأربعين مليوناً من المنهارين في العالم, والاكتئاب من الأمراض التي لا يزال انتشارها يتسع يوماً بعد يوم, الأمر الذى يجعل من الضروري فهم هذا المرض على حقيقته، منعاً للالتباس، وتسهيلاً لاكتشافه منذ بدايته، وقبل أن يصل إلى مراحله القصوى, مما جعل من هذا الموضوع مطلباً علمياً، وطبياً، ونفسياً، واجتماعياً ومطلباً إنسانياً فوق كل اعتبار، لأنها تتناول الحالة النفسية وتحديداً الاكتئاب لدى مرضى الجلطات الدماغية.

اضطراب المزاج والأفكار

ومن هذه الرؤية يُعدّ الاكتئاب أكثر الاضطرابات النفسية انتشاراً، وتتراوح شدة الاكتئاب من البسيط إلى الشديد، وهو اضطراب يشمل المزاج والأفكار، وبالتالي، يؤثر على طريقة الفرد المعتادة في التفكير، أو المشاعر تجاه الذات، بالإضافة إلى  أن الاكتئاب اضطراب بإمكان الفرد أن يواجهه من خلال تعلم بعض الوسائل التي تساعد على ذلك، وأن الاكتئاب يصنف بشكل عام، على أنه الاضطراب النفسي الثاني بعد القلق من حيث الانتشار إذ يصاب به سنوياً حوالي  100 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وعليه يعدّ الاكتئاب مرض العصر، ويعرف بأنه “الأفكار السلبية التي يحملها الفرد عن نفسه وعن الآخرين وعن المستقبل، وهذه الأفكار هي المسؤولة عن تفسير الخبرات والمثيرات والأحداث، بالإضافة إلى المشاعر (2008 ,Watkins).

ومن هذا المنطلق ترتكز النظرية المعرفية في تناول الأمراض النفسية  ومنها الاكتئاب على تفسير الكيفية التي تتم من خلالها معالجة المعلومات، وتفترض هذه النظرية أن الاضطرابات لدى الفرد ناتج وجود أخطاء في معالجة المعلومات لديه، مما يترتب عليها وجود أبنية معرفية (مخططات) كامنة عاجزة عن التكيف تسيطر على المريض، بناء على ما ينتج عنها من أفكار تلقائية تصاحب الاضطراب وتساعد على استمراره.

الجلطة الدماغية

وارتباطاً بما سبق فإن الجلطة الدماغية هي مرض مزمن وتُعد أحد الأمراض الوعائية المخية الناتجة عن خلل في الدفق الدموي للدماغ، مما يؤدي الى تلف أو موت أنسجته أو خلاياه، وتعود الأسباب الرئيسة للجلطة الدماغية غالباً إلى عاملين رئيسيين, أولهما احتباس تدفّق الدم أو النزيف الذي يحدث لشرايين الدماغ، وتعد حالة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى الموت أو إلى إعاقة كبيرة، وهي من الأسباب الرئيسة للموت بل وأنها المسبب الثالث للموت بعد الجلطات القلبية والسرطان.

وبحسب الأدبيات النفسية فإنه من الشائع أن ينتج عن الإصابة بالجلطة الدماغية مشكلات انفعالية عدة وغالباً ما تتسم ردود أفعالهم بالقلق والاكتئاب, ويعد هذا الأخير أحد أهم أبرز المشكلات، وتعتمد شدّة الاكتئاب على حدّة وموقع الجلطة، كما أن العوامل النفسية والاجتماعية تُعد من المؤشرات الإضافية على درجة الاكتئاب.

وأخيرا لابد لنا من التطرق للأدبيات العلمية التي وجدت أن نمط المعيشة عاملاً مهماً في تحسين وضع المرضى حيث أن الحمية الغذائية وممارسة الرياضة وطبيعة العلاقات الاجتماعية التي تلعب دوراً هاماً في الوقاية من مخاطر الجلطة الدماغية.

المراجع:

  1. منظمة الصحة العالمية.(2009). الاكتئاب، احصائيات: تم استرجاعه من المصدر: http://www.who.int/ar
  2. Watkins, C. E. (2008). Handbook of Psychotherapy Supervision, New York, John Wiley Sons. Inc.

فيديو الأفكار السلبية التي يحملها الفرد عن نفسه وعن الآخرين وعن المستقبل وعلاقتها بالجلطات الدماغية

أضف تعليقك هنا

أنس عبد الخالق الراجح

أنس عبد الخالق الراجح