الزواج هو عقد نكاح وليس عقد استخدام

تعلمنا من شرعنا أنَّ الزواج هو عقد نكاح بين رجلٍ وامرأة بحضور ولي المرأة وشاهدين والنكاح لغةً هو من الضمَّ والجمعِ فيقال تناكحت الأشجار أي تقاربت أوراقها وتجمعت وكأنّ هذا المعنى إشارة إلى أن الزواج هو اجتماع قلبين وجسدين ليصبحا قلباً وجسداً واحداً يبنون حياة مشتركة لتحقيق أهداف مشتركة تؤمن لهما السعادة والإستقرار

الحياة الزوجية

وأما اصطلاحاً فمعنى النكاح عند أهلم العلم هو عقدٌ يفيدُ حلَّ استمتاع كلٌ من الزوجين بالأخر وهذا المعنى يزيد جمال ورونق حقيقة الحياة الزوجية فهي حياة قائمة على تمتع الطرفين ببعضهما وفق ما شرع الله لهما دون أن يتعرض أي واحد من الزوجين للظلم أو الإستعباد وهذا للأسف ما يغفل عنه الكثير من الناس خصوصا الرجال الذي فهموا أنّ الزواج هو عقد استخدام وتمليك للزوجة وكأنها أصبحت خادمة عنده أو عبدة يملكها ويحق له التصرف فيها كيفما شاء وأن يمنعها من حقوقها التي فرضها الله لها بحجة قوامة الرجل

فتارة تراه يحرمها من زيارة أهلها وأخرى من الخروج من بيتها وقد يحرمها من تحصيل العلم الضروري والمباح لأنها في منظوره خلقت لتكون خادمة في بيته تطهو الطعام وتنظف البيت وتقوم بمهامها المنزلية المتوجبة عليها عرفاً

زوجة لا خادمة

ولكنه لم يفقه أنّ الله لم يرزقه زوجة لتكون له خادمة ومملوكة له حتى أنّه لا يحق له شرعاً أن يجبرها على القيام بأعمال المنزل ولو كانت هذه الأعمال أصبحت واجباً في أعرافنا بل ومن كمال الزوجة وتمام أخلاقها أن تكون ربَّة منزل ترعى شؤون منزلها وتؤمن الراحة والطمأنينة لزوجها وأولادها

ولكن ليس هذا الهدف الوحيد من وجود الزوجة والأم فمسؤولية الزوجة والأم أكبر من ذلك بكثير فالمرأة هي المسؤولة عن تربية الأجيال وإن كانت هي نصف المجتمع فهي من تعطي وتربي النصف الأخر لذلك كانت هي المجتمع كله

لذلك وجب على الرجال أن يفقهوا المعنى الحقيقي والمطلوب للزواج وأن يفقهوا مسؤولياتهم والمعنى الصحيح للرجولة والقوامة

والأمر نفسه مطلوب من النساء أيضاً فالزوج أيضاً ليس ملكاً لكِ وحدكِ حتى تضغطي عليه وتعكري صفوة حياته بأن يكون قربك دائماً فتحرميه من التمتع بأمور حياته كمجالسة أصدقائه وزيارة أقاربه خصوصاً والديه فمن المعيب أن تفتن الزوجة بين زوجها وأهله لتوقع الخلافات والبغضاء بينهم

“أعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقهُ”

فما أحوجنا جميعا لهذه المفاهيم حتى يسعد كل من الزوجين في حياته ويؤمن كل واحد الراحة والطمأنينة للأخر وهذا يحدث عندما نطبق القاعدة الشرعية المعروفة “أعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقهُ” فعندما يعلم الزوج حق زوجته وحق والديه وأولاده وحق عمله وحياته فيعطي لكل شيئ حقه من غير نقصان

وعندما تعطي الزوجة حق زوجها وحق أولادها وأهلها ولكل من له حق عليها فلن يكون هناك مجال لبذور الفتنة والمشاكل بين الزوجين أو بينهم وبين غيرهم من الناس وذوي الحقوق

فيديو الزواج هو عقد نكاح وليس عقد استخدام

أضف تعليقك هنا

مجد الدين المزوق

مجد الدين المزوق