تزييف وعى الشعب المصرى والمصالح السياسية

اعطى السادات قبلة الحياة لجماعة الإخوان المسلمين، اخرجهم من السجون ، وسمح لهم بالعمل السياسى – أيما كان السبب – فقد خروجوا للحياة. وعاد من كان منهم فى دول الخليج، عادوا ولديهم قدرات مالية هائلة مكنتهم من النفاذ إلى الشارع المصرى والسيطرة عليه من خلال العمل الخيرى انشاء مستوصفات طبية و جمعيات خيرية ، مساعدة الفقراء…- مكنهم النظام حينها من ممارسة الحياة السياسية بحرية ، بل دعمهم، وفى المقابل دعمت الجماعة النظام الحاكم – أطلقوا على الرئيس السادات”الرئيس المؤمن”، جزاء لما قدمه لهم – ، قدموا أعمالا خيرية كثيرة كانت تخدم مصالحهم السياسية قبل اى شىء و لكنهم كانوا يتاجرون فى اقوات الناس فى نفس الوقت- فى تقرير للمخابرات الأمريكية فى الثمانينات من القرن الماضى ان من مصادر تمويل جماعة الإخوان المسلمين ، تجارة العملة والسوق السوداء-.

عادوا إلى الحياة السياسية بقوة مكنتهم من القضاء على الماركسيين والشيوعيين وسيطروا على الجامعات من خلال الاتحادات الطلابية ، تمكنوا رويدا رويدا من السيطرة على النقابات ومفاصل الدولة – بعد اغتيال السادات وتولى الرئيس مبارك مقاليد الحكم ، استطاع الإخوان النفاذ الى مؤسسات الدولة المصرية توغلوا برفق حتى سيطروا على مفاصل الدولة ،ترك لهم نظام مبارك حرية الحركة والعمل مقابل موائمات سياسية الا من بعض الخلافات والمناوشات التى قد تصل فى بعض الأحيان إلى إعتقال بعض قيادتهم من قبل الدولة ، او من قبل الجماعة كاستعراض الجماعة لمدى تأثيرها فى الشارع المصرى، قد تكون من خلال بعض المظاهرات واعمال شغب على استحياء – . تمكنت الإخوان المسلمون فى هذه الفترة واصبحت تمتلك قوة على الأرض ،اصبحت تحظى بقبول شعبى..

ان اخطر ما اقترفه نظام مبارك من موائماته السياسية مع الإخوان، أنه تركهم يشكلون وعى الشعب المصرى ، من خلال نشرهم لشائعات شبه يومية من خلال لجانهم التى تنتشر فى الشوارع والمواصلات العامة والأماكن العامةو، حتى من خلال الإعلام المرئي والمسموع والصحف ، لم يدرك مبارك ان نشر الإحباط والشائعات وتزييف الحقائق او حتى التركيز على السلبيات التى كانت موجودة بكثرة فى نظام حكمه كفيلة بزعزعة استقرار حكمه واستقرار البلد ..استطاعوا و من خلال نشرهم السلبية والإحباط فى المجتمع – الذى هو محبط أساساً من سياسات أوصلته لطرىق اليأس من خلال منظومة فاسدة- من خلال تزييفهم لوعى الناس، بل لوعى شباب الجماعة لخدمة مصالح الجماعة التى أصبحت مدعومة دوليا دعما مكنهم من الوصول للحكم بعدما أزيح مبارك عن الحكم بعد احداث يناير٢٠١١.. ان تزييف وعى الشعوب لهو السلاح الخفى والقوى فى نفس الوقت الذى ينهك اى دولة . تزييف الوعى الذى يخدم مصالح سياسية هو العدو الاقوى والأخطر على اى دولة ، فإنه يخلق عدوا لا يمكن ترويضه او الانتصار عليه ، يخلق شعبا يكره بلده،فاقد الثقة فى اى نظام سيتولى مقاليد الحكم.

فيديو تزييف وعى الشعب المصرى والمصالح السياسية

 

أضف تعليقك هنا

مصطفى الشريف

مصطفى الشريف