دور تقنية الواقع المعزز في دعم العملية التعليمية

في ظل عصر التقدم التكنولوجي، والانفجار المعرفي المتسارع أصبح للتكنولوجيا دوراً في عملية التعليم، حيث ظهرت مصطلحات جديدة مثل الفصول الافتراضية والتعلم عن بعد والتعليم المتنقل والواقع الافتراضي مما ساعد على توسيع نطاق العملية التعليمية وزيادة كفاءتها, ويعد الواقع الافتراضي Virtual Reality من التطبيقات الحديثة للتعليم الإلكتروني، حيث تعتبر تقنية متطورة تمكن الفرد من التعامل مع بيئة خيالية أو شبه حقيقية وتقوم على أساس المحاكاة بين الفرد وبيئة إلكترونية ثلاثية الأبعاد (صبري وتوفيق، 2005 م، ص243).

أدبيات الواقع المعزز

وأضافتا لما سبق ونظراً لحداثة مفهوم الواقع المعزز فقد تعددت المصطلحات التي تشير إليه، ومن خلال الرجوع إلى أدبيات الواقع المعزز نلاحظ كثيراً من المصطلحات المرادفة لهذا المفهوم, مثل الواقع المضاف، والواقع المزيد، والواقع الموسّع، والواقع المحسن، والواقع المدمج، والحقيقة المعززة، وجميعها مصطلحات تدل على الواقع المعزز, ويعود الاختلاف في الألفاظ لطبيعة الترجمة, كما أظهرت الثورة اللاسلكية والصناعية والتطور التقني الحديث واقعاً جديداً له القدرة على التواصل من خلال شبكة الإنترنت وهي تقنية الواقع المعزز (Augmented Reality) الذي بدأ بالظهور في بداية عام 1970 م, أما صياغة المصطلح فتعتبر حديثة، ففي عام 1990 م عندما كانت بعض الشركات في ذلك الوقت تستخدم هذه التقنية لتمثيل بياناتها ولتدريب موظفيها قام باحث في شركة بوينغ (The Boeing Company) بإطلاق مصطلح الواقع المعزز على شاشة عرض رقمية كانت ترشد العمال أثناء عملهم إلى جمع الأسلاك الكهربائية في الطائرات, وتابعت تقنية الواقع المعزز تطورها فأصبحت من التقنيات الحديثة، كما أن تقنية الواقع المعزز يمكن توظيفها في العملية التعليمية بهدف تقديم المساعدة إلي المتعلمين ليتمكنوا من التعامل مع المعلومات وإدراكها بصرياً بشكل أسهل وأيسر من استخدام الواقع الافتراضي, ففي أوروبا  يمول الاتحاد الأوروبي مشروع (ITacitus) والذي يسمح للمستخدم أن يشير له بواسطة كاميرا جاهزة في مكان تاريخي، وليرى الموقع وكأنه في فترات مختلفة من الماضي.

تطور مستمر

وعلاوة على ما سبق شهدت السنوات الأخيرة انطلاقة فعلية لتقنية الواقع المعزز، وكُتب عنها في مختلف المدونات ومواقع الويب الأجنبية لوصف هذه التقنية التي حظيت باهتمام متزايد خلال السنوات القليلة الماضية نتيجةً لاتساع نطاق استخدامها، ولا تقتصر تطبيقات هذه التقنية على مجال بعينه, بل هناك العديد من المجالات التي ساهم تطبيق هذه التقنية بها مفيداً جدّاً، علاوةً على ذلك فإن التقنية في تطور مستمر نتيجة لدخولها تلك المجالات, كونه يعتبر نوعاً من أنواع التقنية المزدهرة التي تجذب انتباه الباحثين والمصممين في مجالات تفاعل الإنسان مع الكمبيوتر (Human Computer Interaction)، مما يسمح بإجراء تجارب تعليمية ذات مغزى، وترتكز على طرق موضوعية لإيصال المعرفة، والتركيز على التنمية الفكرية والعاطفية للمشاهد, حيث إن أحدث وجهات النظر تؤكد أن بيئات التعلم بالواقع المعزز لديها القدرة على تقديم قيمة عالية لكل من البيئات التعليمية والترفيهية (Lee, 2012, P.14).

وفي الختام ساهم الواقع المعزز بإمكانية دمج المعلومات الافتراضية مع العالم الواقعي، وإضافة مجموعة من المعلومات المفيدة إلى الإدراك البصري للإنسان, فعند قيام شخص ما باستخدام هذه التقنية للنظر في البيئة المحيطة من حوله فإن الأجسام في هذه البيئة تكون مزودة بمعلومات تسبح حولها وتتكامل مع الصورة التي ينظر إليها الشخص, وقد ساعد التطور التقني كثيراً في بروز هذه التقنية فأصبحنا نراها في الحاسبات الشخصية والهواتف الجوالة، بعد أن كانت حكرا على معامل الأبحاث في الشركات الكبرى.

فيديو دور تقنية الواقع المعزز في دعم العملية التعليمية

أضف تعليقك هنا

أنس عبد الخالق الراجح

أنس عبد الخالق الراجح