عصر ثورة الطاقة المتجددة على الأبواب

اعتمد العالم بشكل أساسي على الوقود الإحفوري  لفترة طويلة تزامنا مع الثورة الصناعية التي غيرت وجه العالم كثيرا عن سنوات سابقة فأصبح العالم مدمنا للطاقة و يحتاج دائما إلى الزيادة منها . تحملت ميزانيات دول العالم أمولا باهظة من أجل توفير الوقود اللازم لتلبية احتياجاتها من الطاقة و لم تكن الأعباء الإقتصادية هي الأثر الجانبي الوحيد للإستهلاك المتزايد للوقود الإحفوري و النووي ايضا بل ان هناك أثار سلبية للغاية على المناخ العالمي و التوازن البيئي على كوكبنا تسببت في ارتفاع درجات الحرارة و زيادة نسب التلوث و انحسار البحيرات و الأنهار .

 أزمة عالمية

بالإضافة إلى أن النفط لن يبقى إلى الأبد مما يعني أن الإعتماد عليه فقط سيتسبب في حدوث أزمة عالمية في الطاقة عندما يتلاشى فإن الدول المتقدمة أدركت أيضا فداحة السلبيات البيئية الناتجة عن استخدامه في مقابل الميزات البيئية للإستفادة من الطاقة المتجددة  التي يفيض بها الكون و تتوفر للجميع تقريبا و بدون مخاوف من تلاشيها .

العائق الأكبر في انتشار الإعتماد على الطاقة المتجددة هو التكلفة رغم أنه على المدى الطويل سيكون أوفر من الوقود الإحفوري و بالتأكيد أنظف  لكن مع التطور التكنولوجي المتسارع قد يصبح استغلال الطاقة المتجددة أسهل و أقل تكلفة خاصة مع وجود اتجاه عالمي قوي لزيادة الإعتماد على الطاقة المتجددة و زيادة الإستثمار بها .

استغلال الطاقة النظيفة

تأخر العالم العربي كثيرا عن الركب العالمي في استغلال الطاقة النظيفة رغم توافر ظروف بيئية تجعل المنطقة العربية من أفضل أماكن انتاج الطاقة النظيفة و من أهم المناطق المؤهلة للإستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة حيث تتوفر أشعة الشمس طول العام تقريبا كما أن المنطقة مليئة بالرمال المناسبة لإنتاج خلايا الطاقة الشمسية من السيليكون و كذلك توجد رياح مناسبة للغاية لإسغلال طاقتها عبر التوربينات  , من الواضح أن هذا التأخر في استغلال الطاقة المتجددة لن يستمر فلدى دول عربية عديدة مشاريع هامة طموحة تنفذ خلال سنوات قليلة قادمة لزيادة الإعتماد على الطاقة النظيفة و خفض الإعتماد على الوقود الإحفوري و قد خطت المغرب خطوات كبيرة في هذا السيلق بالفعل و لدى الإمارات خطة طموحة لخفض الإعتماد على النفط إلى النصف بحلول عام 2050 و كذلك هناك خطط لزيادة الأعتماد على الطاقة المتجددة في السعودية و الكويت و بلدان عربية أخرى .

مصر

في مصر بدأت محاولات استخدام الطاقة النظيفة مبكرا عبر الأستفادة  من طاقة المياه بالسد العالي و كذلك من طاقة الرياح عام 1993 في الغردقة ثم مشروع الزعفرانة و هي أكبر مشاريع استغلال الرياح في إفريقيا عام 2001  لكن عدم ضخ استثمارات كبيرة بمشاربع الطاقة المتجددة و أسباب أخرى سببت عدم التوسع الكبير حتى جاء عام 2015 و عادت الدولة لوضع مخططات كبيرة لإنتاج الطاقة النظيفة  بها بينما مازالت الدولة  تعتمد على الوقود الإحفوري لإنتاج أكثر من 90 % من الطاقة  و نظرا لإعتماد مصر على الوقود المستورد  و ارتفاع تكاليفه ظهرت خطة للإعتماد في ما يقارب من ربع حاجاتها من الطاقة على مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2022

العالم متعطش للطاقة النظيفة و الطلب سيتزايد عليها يوما بعد يوم و الإستثمار بها سيتيح فرص اقتصادية واعدة للغاية و سيزيد من فرص العمل و على المدى البعيد ستتوفر الطاقة النظيفة و بأسعار مناسبة للجميع  فنحن جميعا على مشارف ثورة حقيقية للإستفادة من الطاقة النظيفة المتجددة و تقليل كبير في الإعتماد على الوقود الإحفوري .

فيديو عصر ثورة الطاقة المتجددة على الأبواب

أضف تعليقك هنا

أيمن النبراوي

أيمن النبراوي