علاج المثلية، بقلم: زين إسماعيل الشرقاوي

علاج المثلية

الفكرة القائلة بأنّ المثلية الجنسية هي مرض أو رغبة منحرفة تشكِّل بالحقيقة فكرة ساذجة.

يعتقد الكثير من الناس بأنّ الشخص المثليّ جنسياً يمكنه الاختيار أو أن المثلية الجنسية مرض وأنّ “اتباع الطريق المناسب، من خلال الحبّ يمكنه أن يتعافى منه”. في الواقع، وانطلاقاً من مختلف فروع العلوم وخاصةً من علم الوراثة: فقد أُثبت أنّ المثليّة الجنسيّة أبعد من خيار واختيار، بل يوجد تراكم بالأدلة على أنّ الانجذاب المثليّ الجنسيّ هو من جانب قضيّة وراثيّة/جينيّة غالباً، ومن جانب آخر يكون ذو علاقة وثيقة مع قاعدة بيولوجيّة.

صلة الجينات بالمثليّة الجنسيّة

لأجل اختبار صلة الجينات بالمثليّة الجنسيّة عند الأشخاص، حقّق الباحثون وقاموا بالمقارنة بين توائم متطابقة (تتقاسم كل الجينات) و توائم مختلفة (تتقاسم ما يقرب من 50% من الجينات). أثبتت الدراسات بأنّه عملياً كل التوائم المتطابقة تسلك بذات الاتجاه الجنسيّ، سواءً أكان مثليّاً أو ثنائي الميول أو مغايراً. إذاً تُشير تلك النتائج بوضوح لإمكان وجود عامل وراثي/جيني يقوم بتحديد الاتجاه الجنسيّ عند شخصٍ ما.

أشارت دراسات أخرى أنّ عواملاً بيولوجيّة محددة، كالتعرُّض لهرمونات الرحم: يمكنها التأثير في الاتجاه الجنسيّ للفرد. وفق مصطلحات أخرى، فروقات فيزيولوجية من قبيل وجود أشكال مختلفة في الأذن الداخليّة بين إناث مثليات جنسيا وغيريات جنسياً تساهم وتقوّي الفكرة أكثر. وقد أشارت الدكتورة Sandra Witelson الأخصائيّة بالعلوم العصبيّة من جامعة McMaster في أونتاريو بالقول:

“نتساعد النتائج بدعم النظرية القائلة بأنّ الفروقات في الجهاز العصبيّ المركزيّ قائمة بين الأفراد المثليين والغيريين جنسياً، وأنّ تلك الفروقات بالإمكان ربطها بعوامل باكرة في النموّ الدماغيّ “.

هل المثلية لها “علاج”؟

كما قد نفت جمعية علم النفس الأمريكية، والجمعية الطبية الأمريكية، والرابطة الأمريكية للطب النفسي والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن المثلية لها “علاج”، وأيّد الرئيس أوباما حظراً وطنيّاً على هذه المراكز، ولقد وافقت بعض الولايات الأمريكية بالفعل على هذا التشريع.

لقد تم وصف هذه المراكز بـ”مراكز العلم الزائف“حيث لا يوجد دليل علميّ موثوق يشير إلى إمكانية تحويل الميول الجنسية إن كانت مثليّة أو مغايرة أو مزدوجة.

تم الادعاء في المحكمة العليا الأمريكية حيث أصدرت أول قرار لمناقشة “العلاج الترميمي”، في عام 2015 رأت المحكمة أن مركز التحويل في نيو جيرسي المسمى بـ”جوناه“ والتي هي اختصار لـ”يهود يوفرون بدائل جديدة للعلاج“ قد ارتكبت عمليّات غشّ واحتيال للذين يواظبون على هذه المراكز، واضطرت إلى دفع أكثر من 70 ألف دولار للمدَّعين، وتم إغلاق هذه المؤسسة بشكل دائم.

معالجة المثلية

إنّ معالجة المثلية أو الهومِوباثي (Homeopathy) كما يسمى أيضا بالطب التجانسي، هو نظام علاجي وواحد من أشكال الطب البديل يستند إلى المبادئ التي صاغها صامويل هانيمان وهو أول من حاول علاج المثلية الجنسية عام 1796 ويعتمد هذا العلاج على قانون أبقراط في الطب، والذي يقول أن “المثل يعالج المثل”.

يجدر الإشارة إلى أنّ موضوع الطب التجانسي لطالما كان مثار جدلٍ في الأوساط العلمية لعدّة أسباب، حيث أنه وبرغم أنّ تلك الأدوية ممددة فقد تحتوي على جزيئاتٍ كافيةٍ من المادة الفعالة لتسبّب آثاراً جانبية مُمْرِضة أو تداخلاتٍ دوائية، وفي أحيانٍ أخرى فإنّ التمديد المفرط للمواد الفعالة يجعل الجرعات خالية تماماً منها !

يعامِل من يمارس المعالجة المثلية المرضى عادة بشكل أفضل بكثير من الأطباء التقلييدين ويدّعون أن المعالجة المثلية تعالج ” الشخص بأكمله”، أما المعالجة نفسها فتتضمن استخدام منتجات ممددة بشكل كبير (والتي تكون ضارة جداً بتراكيز أعلى) ممزوجة بنوع من المياه مرتفعة السعر أو بالسكر.

و صرّح البروفيسور John Dwyer من جامعة New South Wales المختص في علم المناعة أن الأمر الأكثر خطورة هو انتشار مفهوم أن اللقاحات المثلية غير ضارة ولها فائدة اللقاحات التقليدية.

على الرغم أن دراسات كهذه قد تبدو ضعيفة التأثير على استخدام علاجات وهمية كالمعالجة المثلية، فإن مجلس العموم البريطاني قد صرح أنه على أثرها تم إغلاق واحدة من مستشفيات المعالجة المثلية الأربعة في المملكة المتحدة، وانخفض الإنفاق على منتجات المعالجة المثلية

ووفقا لـCNN: كان حاكم ولاية نيويورك الأمريكية، أندرو كومو قد أصدر قوانين لمنع “علاج التحويل الجنسي” في الولاية، والذي يهدف إلى تغيير ميول أو هوية الفرد الجنسية، وذلك بعد الجدل الواسع الذي أثاره العلاج والاعتراضات على تقديم المثليين بشكل مرضي.

حيث أكد كومو في بيان له أن:

“علاج التحويل ممارسة مكروهة ومعيبة من أساسها، كما أنها ضد كل شيء تدعو هذه الولاية من أجله”

وأضاف أن :

“نيويورك كانت دائما ومنذ عقود في الطليعة من حيث قبول المثليين والمتحولين جنسيا وتطبيق مبدأ المساواة عليهم واليوم نحن نحافظ على استمرارية هذا الإرث وبقائنا كمثال يحتذى به”

كما تضمن قرار بمنع شركات التأمين الخاصة والحكومية من تمويل هذا العلاج في ولاية نيويورك، وكذلك حظر على مرافق نيويورك الصحية إجراء هذه العلاجات على القاصرين.

يذكر أيضا بأن علاج التحويل يقوم على تغيير المثليين جنسيا وتحويل توجهاتهم الجنسية أو التأثير عليها.

وأيضا إن مجموعات طبية رائدة عدة قد استنكرت استخدام هذا العلاج، من بينها الجمعية الأمريكية النفسية والتي قالت إن الجهود المبذولة لتغيير الميول الجنسية من خلال العلاجات تشكل مشروعا جديا لإلحاق الضرر بالقاصرين لأنها تقوم بطرح فكرة المثلية أو الازدواجية الجنسية على أنها مرض أو اضطراب عقلي.

-الاغتصاب التصحيحي للمثليات:

من أحد أساليب علاج المثلية الجنسية هو الاغتصاب التصحيحي و هو فعل إجرامي يتم فيه اغتصاب الفتيات بسبب ميولهنّ الجنسية أو هويتهن الجندرية خصوصاً في جنوب إفريقيا، حيث يتم اغتصاب النساء المثليات من قِبل الرجال وأحياناً تحت أنظار أفراد العائلة أو أفراد من المجتمع المحلي وذلك بدعوى أن تلك هي طريقة “لعلاجهن” من المثلية الجنسية.

أضف تعليقك هنا