عيناك لا تجيدان الكذب!

مهما اعتقد الشخص بقدرته على إخفاء الحقيقة، الكذب والتلاعب بالكلمات، إلى أنه توجد أمور لا يستطيع إخفاءها أو التحكم فيها بتاتا، فالحقيقة كما يقال شمس حتى وإن طال غيابها فستعود للظهور في كبد السماء.

الإيماءات البسيطة

تلك الإيماءات البسيطة التي تصدر من الشخص والتي لا ينتبه لها في العادة هي بالذات ما تكشف كل شيء، ولهذا يحاول بعض السياسيون كتم حركات الجسد والقيام بأقل عدد من الإيماءات لكي لا يفتضح أمرهم، ولكن رغم هذا فالجسد وخصوصا العين لا يستطيعان سوى أن يقولا الحقيقة ، كل ما يتطلبه الأمر هو قليل من الملاحظة !
بدابة فإن للعين نافذة الروح ومفشية الأسرار، لها قدرة كبيرة على الكلام، ولطالما كان الأحباء يتواصلون بالعينين ويطيلون النظرإليهما، بحيث تشير الدراسات إلى أن مقدار التواصل البصري يزيد ب 20% بين الأشخاص الذين يستلطفون بعضهم مقارنة بالأشخاص الذين لا يفعلون، بحيث أن التواصل البصري العادي يشكل60 %من وقت الحوار بينما بين الأحباء يصل إلى 80%، إضافة لهذا فإن حدقة العين تتوسع إلى ضعف حجمها عندما يشاهد الشخص شيئا أو شخصا يحبه ويحدث العكس في حالة النفور أو الاشمئزاز أو الرفض.
إضافة لما سبق، فإن احتمال أن يكذب الشخص وهو ينظر إلى عين محدثه ينقسم إلى النصف، بالمقابل، فإن تثبيتها لمدة أطول من العادية وعدم تحريكهما طوال مدة التصريح تشير بشكل واضح إلى إخفاء أمر ما.

الاحتيال

وبالتالي، للفت انتباه شخص ما ، عليك أن تنظر في عينيه بشكل أكبر بشرط أن لا تتجاوز الوقت العادي والمناسب، للحفاظ على الآداب العامة، لأن التحديق غير مناسب البتة وتجنب النظر إلى العينين يعطي الانطباع بضعف الشخصية أو إخفاء الحقيقة أو حتى الاحتيال، والأمر صالح سواءا في العمل أو في العلاقات الاجتماعية العاطفية بصفة عامة.
وتتفوق العين على نفسها، فهي لا زالت تدلي بكثير من الأمور حتى في طريقة تحركها في محجرها، فعند التفكير أو مخاطبة الذات تتجه العين إلى أسفل، وعند استرجاع موقف معين ننظر لمواقع مختلفة وتكون الحركة خاطفة بحيث يصعب ملاحظتها سوى على شخص قوي الملاحظة.

العقل

والتفسير هو أن العقل ينقسم إلى جزئين الأيسر والأيمن، الأيسر مسؤول عن الوظائف الإبداعية والابتكار وكذلك المشاعر، أما الأيمن فمسؤول عن التحليل المنطقي والتخزين واسترجاع المعلومات ، ولأن الجزء الأيسر من المخ يتحكم في وظائف الأعضاء التي تقع في الجزء الأيمن من الجسم و العكس صحيح ، فانه عند محاولة استرجاع معلومات معينة تنظر العين للجهة اليمنى للتذكر، وعند محاولة اختلاق حدث أو شيء ما تنظر العين للجهة اليسرى، لذا فمن العادي أن تتجه عيناك لليسار في لحظة خاطفة إذا سألتك ما الذي تنوي فعله بعد أن تتخرج ،ولكن إذا سألتك ماذا تناولت على العشاء فلا بد أن تتجه إلى اليمين لأن صورة عشاءك مخزنة في عقلك ولا تحتاج لاختلاقها، وهنا ندرك أن الشخص يكذب إذا سألناه ماذا تحتوي حقيبته واتجهت عيناه لليسار فإن دل الأمر على شيئ فهو يدل على أنه يبتكر ويشكل صورة ذهنية جديدة ليخبرك بها غير الموجود فعلا.
ولهذا فالعين ليست فقط نافذة الروح، بل هي بوابة العقل أيضا، والتي لا يمكنك يوما أن تخفي شيئا فيهما، فهما حاولت، عيناك لا تجيدان الكذب !

فيديو عيناك لا تجيدان الكذب!

أضف تعليقك هنا