السينما .. فن العصر المتجدد

مع هذا الفن لم يعد الخيال حبيس العقول والأوراق ؛ مع هذا التطور التقني المذهل لم تعد الأفكار المجنونة تؤرق أصحابها وحدهم ؛ بل انتقل أرقهم إلى العالم بأسره ، هذا المولود المبهر يصيغ مخيلاتنا وأفكارنا وعواطفنا وأشجاننا وأحزاننا وتاريخنا ، فقد يختصر فيلما سينمائيا واحدا حياة كاملة ؛ في وقت لا يكاد يتجاوز الساعتين .

التطور المحتوم

ثمة تحولات نوعية تجتاح هذا العالم المرئي الساحر الذي شكل مخيلاتنا ووجداننا .. هناك تطور محتوم يجري اليوم في عالم السينما .. رغم الرفض والمعارضة الشديدة لهذا التقدم التقني الكبير .. ولكن التكنولوجيا الحديثة والمتطورة تتمكن يوما بعد آخر ؛ من تكريس وجودها وبرهنة قدرتها على الخلق والإبداع والتميز
والتمازج بينها وبين صناعة الأفلام والخلق فيها والابتكار .. من خلال إنتاجها غير المسبوق في سوق السينما والذي لم يشهد العالم له مثيل من قبل .

كما أن إظافة الشاشات الجديدة المحترفة

التي تمتاز بتدريج الألوان في مرحلة ما بعد الإنتاج وضبط الجودة والتقييم والمراقبة في موقع التصوير وتعديل المشاهد المسجّلة ومراقبة البثّ الحي واستخدامها في شاحنات البث الخارجي والصور المولّدة بمساعدة الكمبيوتر والأفلام المتحرّكة ثلاثية الأبعاد والتصميم بمساعدة الكمبيوتر ؛ كل ذلك كان له وقعه وبصمته المؤثرة في إحداث النقلة السينمائية الجديدة .
وكل ما نلمسه اليوم ؛ وما يمر به عالم الأفلام السينمائية .. ما هو إلا مؤشر بداية لمستقبل باهر جديد كلياً يأتي عشاقه ومتابعوه بالكثير من الإبداعات والمفاجآت .. والتطوير المستمر والمتواصل ؛ بل والمتسارع .. وقد تمكن هذا التطور التقني من مساعدة المبدعين على عرض منتجات أكثر تنوّعاً وأعلى جودة .. فسحت المجال لمزيد من الإبداع أمام المحترفين في مجال الفيديوهات والأفلام .

إنها السينما ..إنها الخلق والابتكار .. إنها الحياة

ولدت السينما نتيجة التلاقح بين العلم والفن وارتبطت بأبحاث علمية مرتكزة بشكل مباشر على علوم متعددة من الفيزياء والكيمياء والرياضيات
فكيف لمعارضي هذا التطور وهذا التقدم .. أن يتغافلوا عن أن السينما مولود أوجده التقدم والتطور العلمي .. كيف يمكننا فصلها عن أصلها .. هي وجدت لتتجدد وتخلق وتبدع ، فالسينما منذ أن ولدت لم تتوقف عن السير إلى الأمام وما بقيت عاثرة حيث وجدت ؛ بل أنها منذ بدايتها وهي تحث الجميع على الخلق والإبداع ؛ وتحفز المفكرين والشعراء والأدباء على الخوض في غمار الخيال والإبداع .

ما الضير من استخدام التكنولوجيا لخلق نوع جديد من المشاهدة ..؟

تتجه السينما حاليا للدخول في مجال جديد ومغري ومثير هو الواقع الافتراضي
هذه التقنية الواعدة التي خطفت الأنظار ، وتشير التطورات في الوقت الحالي إلى اتجاهها نحو الدخول في مجال أفلام الرعب ..
والخبراء يروا أن تقنية الواقع الافتراضي تضع العديد من الأدوات والإمكانات الثورية تحت تصرف صانعي الأفلام ؛ وذلك من أجل مساعدتهم على تحسين صناعتهم ، بالذات بعد التطور الحاصل في جانب الشاشات وتقنيات التصوير المتنوعة .
وعلى الرغم من التطور الكبير في هذا المجال إلا أن محبي الأفلام وصانعيها .. يتطلعون إلى مزيد من التقدم والتطور في التجربة السينمائية
وإذا ما استخدمت الاظافات التي يطلق عليها البعد الرابع في مجال السينما إلى جانب تقنية الواقع الافتراضي وهي التأثيرات المادية على المشاهد .. مثل الرياح وقطرات الماء والاهتزازات … والتي ستساهم في إدخال المستخدمين أجواء وأحداث الفيلم ؛ ويعيشون لحظاته بشكل أكبر وأوضح .

ويبرز هنا جليا دور الواقع الافتراضي الذي من شأنه إحداث ثورة في المجال السينمائي ، خصوصا بعد توفر التقنية بأيدي المستخدمين بشكل فعلي وواقعي ، والذي يمكن لهم أن يعيشوا الأفلام بدلا من مجرد مشاهدتها .

فيديو  السينما .. فن العصر المتجدد

 

أضف تعليقك هنا

محمد خالد الحسيني

محمد خالد الحسيني
بكالوريوس إعلام - جامعة صنعاء
دبلوم سكرتارية وحاسوب - وزارة التعليم الفني والتدريب المهني
كاتب سابق لدى صحيفة أخبار اليوم.
حاصل على شهادة استحقاق وتقدير وجدارة في العمل الإعلامي وصياغة التقارير، من مكتب وزارة الإعلام في صنعاء.
شهادة مشاركة وتقدير؛ في دورات الصحفي المحترف، من قطاع الطلاب في جامعة صنعاء