العوامل المهنية المؤثرة على نشر الأخبار الصحفية

تؤثر على اختيار وانتقاء ونشر المواد الإخبارية في الصحف اليومية مجموعة من العوامل الإعلامية (المهنية) الداخلية أي التي تعمل من داخل الصحيفة ومن أهمها القيم الإخبارية والتوجهات المهنية للصحفيين والقواعد التنظيمية داخل الصحيفة، والمساحة المحددة، وضغوط حجرة الأخبار، ومطلب الموضوعية.

وفيما يلى عرض مفصل لتأثير كل عامل من هذه العوامل :

1-القيم الإخبارية

يتم استخدام القيم الإخبارية في الحكم على صلاحية الأخبار للنشر بواسطة “حراس البوابات”، كما يتم استخدامها في الحكم على صلاحية تفاصيل معينة في الخبر للنشر.

وتعريف القيم الإخبارية يمثل أهمية شخصية كبرى بالنسبة للصحفيين. ذلك لأن على الصحفيين يومياً أن يقرروا ما هي الأخبار بدءاً من الاقتراحات الخاصة بمهام التحقيقات طويلة الأمد إلى التقارير الحية من مواقع الأحداث .

وقد تعددت التعريفات الخاصة بالقيم الإخبارية، ومنها أنها المعايير التي تستخدم في عملية المفاضلة بين خبر وآخر عند النشر، على أساس عناصره، وصفاته ودلالاته ومغزاه، إلخ، أو تلك العناصر التي تحدد أسبقية النشر لخبر ما، أو التي إذا توافرت في أحد الأخبار زادت فرصته في النشر، أو هي قياس أهمية الأخبار والمفاضلة بينها في النشر، وتحديد موضوعاتها، وطريقة بناء المادة الإخبارية وذلك على ضوء محدودية الموارد والوقت والمساحة المحددة للنشر، وغزارة الأخبار المتدفقة يومياً .

وعلى الرغم من عدم الاتفاق على مجموعة القيم الإخبارية. أو عدم وجودها مكتوبة إلا أنّ طريقة تنشئة الصحفي، وتقاليد الصحيفة وسياستها، تساعد في صياغة هذه المنظومة، التي تعكس تأثيراتها على مراحل العمل الصحفي وتنظيمه وقد أشار “جتلن” إلى أن نماذج الاختيار والاستبعاد، والتأكيد والتقديم هي إطارات تمكن الصحفيين من معالجة كمية كبيرة من المعلومات بسرعة وبشكل روتيني .

2-القيم المهنية للصحفيين:

أجمعت الدراسات الإعلامية على تحديد الحقوق المهنية للصحفيين على النحو التالي :

1-حق تلقى الأنباء والآراء.

2-حق الوصول إلى مصادر المعلومات.

3-حق نشر وتبليغ الانباء والمعلومات والآراء.

4-حرية الحركة والتنقل.

5-المحافظة على سر المهنة.

وتقول الدكتورة عواطف عبد الرحمن أن هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على الأداء المهني للصحفيين يمكن إيجازها على النحو التالي :

1-مستوى التأهيل والتدريب الذى يتمتع به الصحفي.

2-علاقة الصحفي بمصادره.

3-علاقة الصحفي برؤسائه في العمل.

4-علاقة الصحفي بزملائه.

5-علاقة الصحفي بالنقابات والاتحادات الصحفية.

6-علاقة الصحفي بالقراءة.

7-الحقوق الاقتصادية للصحفي.

8-ضمانات ممارسات المهنة في ظروف الحرب والنزاعات المسلحة.

9-مدى استيعاب وفهم الصحفي للقوانين المنظمة للعمل الصحفي.

10-مستوى أعمار الصحفيين والأمراض الناجمة عن المهنة.

وتقول الدكتورة ليلى عبدالمجيد أن بعض الدول تترك للصحفيين حرية تقدير خطورة الكلمة وتأثيرها، وذلك بدون أي تشريعات تضعها، وإنما من خلال مواثيق اختيارية لأخلاقيات المهنة. بينما ترى دول أخرى أن تتضمن قوانينها الإعلامية ما يلزم الصحفيين بالحفاظ على مقومات المجتمع

وأهم ما تتضمنه هذه التشريعات ما يلي :

١-الدعوة إلى التضامن الاجتماعي وعدم التحريض على بعض طائفة من الناس.

2- عدم نشر ما يعد انتهاكا للأديان أو تعدياً عليها.

3- عدم نشر ما يثير النعرات العنصرية والطائفية.

4- تجريم التحريض على ارتكاب الجرائم أو تحسينها.
5- تجريم تحريض الجند على عدم إطاعة الأوامر.

6- تجريم التحريض على عدم الانقياد للقانون.

7- تجريم التهجم على السلطات العامة أو مقاومتها.

8- تجريم الإساءة إلى الشعوب الأخرى، أو نشر ما يسئ إلى الحكومات الصديقة.

9- تجريم نشر الأخبار التي تعرض أمن وسلامة الوطن للخطر.

كما أن هناك التزامات ومسئوليات مهنية خاصة بطبيعة مهنة الصحافة وأسلوب أدائها وتتمثل في الآتي :

1-نقل الأنباء بدقة دون تحريف.

2-الالتزام قدر الإمكان بالموضوعية.

3-عدم الخلط بين الرأي والخبر.

4-الحرص على العمل من أجل التدفق الحر والمتوازن للإعلام.

5-التحقق من صدق الخبر وصحته.

6-أن يلتزم العاملون في بنوك المعلومات بالحفاظ على أسرار المنة.

وتنص القوانين والتشريعات الصحفية في مختلف أنحاء العالم المتقدم والنامي على أن السرية المهنية هي حق الالتزام في الوقت نفسه، كما تنص على التزام الصحفي بالامتناع عن نشر معلومات زائفة أو غير مؤكدة أو معلومات دعائية، كذلك تنص على حظر نشر أنباء عن جلسات المحاكم السرية والمعلومات التي تتعلق بالأمن القومي .

3-القواعد التنظيمية داخل الصحفية:

يقصد بالتنظيم والإدارة الصحفية : كافة الوظائف التي تحقق الأهداف المحددة للصحيفة أو المؤسسة الصحفية، بأفضل وسائل الاستخدام وأقل التكاليف وفى حدود الموارد والإمكانيات المتاحة، وبذل الجهد المنظم والمتواصل لتنميتها، كما أنه يقع على عاتق الإدارة تبعة المسؤولية عن الأخطاء التي تقع فيها. وبمعنى أكثر تحديداً، الإدارة هي الهيئة المهيمنة والمسئولة عن كافة أوجه النشاط التحريري والفني والمهني .

ويعتبر التنظيم من أهم الأسس العلمية في إدارة المؤسسات الإعلامية، إذ أن كل مدير أو مسئول بحاجة إلى تنظيم مرؤوسيه بشكل ينجز الواجبات الملقاة على عاتق المجموع، بما يحقق أهداف المؤسسة. ويعمل التنظيم على تجميع الموارد المتاحة بأفضل الأساليب أو تحديد الأنشطة الأزمة لتحقيق الأهداف، وتخصيصها على الأفراد، وفق قدراتهم وخبراتهم .

وتمكن الضغوط إلى تمارس على عملية الإدارة والتي يكون لها تأثيرها على طبيعة أداء العمل، وعلى نوعية الرسائل الإعلامية من خلال عنصرين رئيسيين هما بنية المؤسسة وطبيعة العمل الإعلامي وبالنسبة لبنية المؤسسة يؤثر تركيب المنظمة من حيث نوعية كادرها البشرى، وكفاءته، ومن حيث تجانس الموظفين أو عدمه وكذلك أسلوب تنظيم المؤسسة، وتنظيم العلاقة بين الرؤساء والمرؤوسين تأثيرا مباشرا على كفاءتها وإدارتها .

وينعكس تأثير البناء التنظيمي للصحيفة على المضمون الأخبارى في عدة أشكال كاختيار موقع معين لتغطية أخباره، وتجاهل موقع أخر، وتطويع المادة لتناسب سياسة الصحفية، ومواعيد صدورها، واجتزاء بعضها لتلائم عدد صفحاتها أو المساحة المخصصة للمادة الإخبارية.

4-مطلب الموضوعية:

الهدف من الإعلام هو إحاطة المواطنين بالأنباء الصحيحة وإبداء الرأي النزيه في كل الموضوعات التي تهم الرأي العام، وتقول الدكتورة ليلى عبد المجيد أن التشريعات الصحفية في سبع دول عربية تجرم الخبر الكاذب، والخبر الكاذب هو الخبر غير المنطبق على الحقيقة أو الواقع أو مخالفاً للصدق في جملته أو في بعض تفصيلاته أو في إحداهما، أو في وصف الحوادث التي وقعت فعلا.

ويعد مطلب الموضوعية الذى يتبناه الصحفيون من المفاهيم الروتينية في العمل الصحفي والتي تساهم في تجنب التعرض للانتقادات أو الاتهام بالتحيز فالموضوعية هي استراتيجية تستخدم أساساً للدفاع عن طبيعة ونوعية الإنتاج من نقاده، حيث أن وقت الصحفيين قصير ومحدود، ولا يمكنهم من التحقق، مما إذا كانوا قد حصلوا على الحقائق الصحيحة لأخبارهم أم لا.

مفهوم الموضوعية:

الموضوعية عمليا هي الالتزام بالموضوع أي التعاطي معه دون تحوير أو تعديل مقصود أو غير مقصود. وإعلاميا: هي نقل الواقعة كما هي بكل أبعادها وتفاصيلها، فالواقعة موضوع، وهذا الموضوع موجود قائم بذاته فلا يحق لنا التحوير أو الانعطاف به في هذه الجهة أو تلك.

ويقصد بالموضوعة في العمل الإخباري، التجرد والبعد عن الميل والهوى في انتقاء وعرض القصص الإخبارية، وإعطاء صورة متوازنة ومتكاملة عن الحقيقة بلا إهدار أو تشويه وذلك انطلاقاً من مسلمة مؤداها أن الخبر هو ملك للقارئ، بينما الرأي هو ملك لصاحبه يصوغه كيف يشاء، فإذا أقحم الرأي في الخبر أهدرت الحقيقة وانتفت الموضوعية .

وهناك مجموعة من الإشارات والتعاليم التي ينبغي على الصحفي الالتزام بها فى عمله وهى على النحو التالي :

• الامتناع عن نشر أية وقائع مشكوك فيها.

• تجنب الأمور المثارة لمصلحة معينة.

• وضع الحدث في إطاره وحجمه الصحيح.

• عدم إضافة معلومات غير صحيحة أو تعمد إهمال بعض الحقائق.

• عدم التطوع بتبرير قرار أو إبراز إيجابيات أو سلبيات.

• الامتناع عن نشر الخبر إذا كان يتصل بمسائل شخصية أو أخلاقية.

وأخيراً فإن للغة التي يتم بها كتابة المواد الإخبارية في الصحف تأثير أيضا على الموضوعية فالصحفية التي تحمل لغتها مسؤولية ما تشعر به من نقص في مواردها التحريرية هي صحيفة عاجزة وهى المسئولة الأولى عن هذا النقص.

5-ضغوط حجرة الأخبار:

هناك المئات من المراسلين الصحفيين المتخصصين في الأخبار، ويتم الإشراف على هؤلاء وتوجيههم ومراقبتهم بواسطة عدد من المحررين.

ويصب إنتاج هؤلاء الصحفيين في غرفة الأخبار حيث يوجد (بالنسبة للصحف الأمريكية) 6 محررين أكبر سنا وأقدم في الخدمة يختارون من بينها ليقرروا ما سوف يتم نشره، فهم يعتبرون حراس بوابة الجريدة. وهناك حساب تقريبي يذكر أن حوالى العشر فقط من هذه الأخبار الموجودة والمعدة للنشر تصل إلى الطبع تاركه حوالى 90% من الأخبار في سلات مهملات المحررين .

وفى دراسة على محرري الصحف في المجتمع الأمريكي أجريت عام 1993 وجد أن 10.3 % من موظفي غرفة الأخبار كانوا في سن ما قبل الرشد مقارنة بـ 9.4 % في عام 1992 كما أن 24.2 % من الصحفيين الذين يحصلون على وظائف للمرة الأولى يقبلون العمل طوال ساعات النهار، وأن 39% يقيمون إقامة شبه دائمة في غرفة الأخبار .

واتفق الصحفيون على أن قاعة التحرير هي مطبخ الأخبار، وخبرة الصحفيين الموجودون في هذا المطبخ الإخباري والإمكانيات المتاحة لهم تنعكس على شكل ومذاق الأخبار، وهى أي القاعات الحد الفاصل بين الخبر كحدث والخبر كنشر، إذ غالبا ما يكون في قاعات التحرير محررون لهم خبرة طويلة وواسعة في مجالات الإخبار المتعددة شكلا ومضمونا .

6-المساحة المحددة:

المساحة المحددة بالنسبة للعمل الصحفي تعنى الفراغ المتاح لنشر رسالة إعلامية ما حيث أنه ليس بالإمكان توفير كل المساحات التي تحتاجها الرسائل الإعلامية نظراً لضخامة كميتها، وتنوع أهميتها وذلك يستدعى – أحياناً –اختيار الأهم وتجاهل الأقل أهمية، وأحياناً أخرى يستدعى اختصار الرسالة الإعلامية لتناسب المساحة المحددة.

وتسمى المساحة المحددة بلغة الصحافة (ثغره) وهى المساحة التي تخصص في الصحف اليومية للأخبار كمقابل للإعلانات و(ثغرة) الأخبار أحد الحقائق الأساسية في حياه الصحف، فالمحررون يحيون عن طريقها وهم متذمرون، والمخبرون يعافونها. والسبب هو أنها لا تخضع لسيطرتهم إلى حد كبير، وحجم ثغره الأخبار يمليه مقدار الإعلانات المقرر نشرها في إحدى طبعات صحيفة من الصحف. وقليلون في صالة الأخبار هم الذين يعرفون حجم ثغره الأخبار المحدد لذلك اليوم.

وبسبب ظروف ضيق المساحة يتم اختصار بعض الأخبار ، وقد يتم ذلك أثناء مرحلة ما قبل الطبع وأثناء أعداد الخبر للنشر ويتم الاختصار هنا بحذف بعض الفقرات أو إعادة صياغة الخبر مرة أخرى، وأثناء مرحلة الاستعداد للطبع يتم اختصار الخبر بعد جمعه، وفى هذه الحالة تحذف من الخبر جمل وفقرات كاملة.

وتؤثر عوامل إعلامية من خارج الصحيفة على اختيار وانتقاء ونشر المواد الإخبارية في الصحف اليومية، ومن أبرز هذه العوامل وأكثرها أهمية وكالات الأنباء، وإدارات العلاقات العامة في المؤسسات والهيئات، وتكنولوجيا الصحافة، ووسائل الإعلام الأخرى. وفيما يلى عرض مفصل لهذه العوامل الإعلامية.

1-وكالات الأبناء:

تفتقد الصحف اليومية في العالم الثالث القدرة على إرسال مراسلين لتغطية الأبناء الخارجية، ولذلك تعتمد بشكل مكثف على وكالات الأبناء الكبرى حتى في تغطية الأحداث التي تقع في إطار الإقليم الذى تنتمى إليه. وقد أثبتت دراسة تحليل مضمون صحف تنتمى إلى 9 دول عربية أن نسبة 46.7% من مجموع أخبارها الداخلية والخارجية مستقاة من وكالات الأبناء الأربع الكبرى”.

ويمكن رصد النتائج الكيفية لهذا الاختلال الكمي في تدفق الأخبار من وكالات الأبناء العالمية إلى الصحف في الدول النامية على النحو التالي :

1-فرض التصورات الغربية للقضايا العالمية على جميع الشعوب.

2-فرض القيم الثقافية والأيديولوجية لدول الشمال الفنية على دول الجنوب الفقيرة.

3-المضمون الأخبارى القادم من دول الشمال يعكس دائما استعلاءاً عرقيا غربيا.

4-أن وكالات الأنباء تقوم بجمع الأخبار وتفسيرها وفقا لمصالح الدول الغربية.

5-أن معظم المصطلحات التي تستخدمها وسائل الإعلام تحدد بشكل كبير مناقشة المشكلات والقضايا المتعلقة بالشعوب الأخرى – وعلى سبيل المثال اتهام الإسلام بالإرهاب.

6-احتكار الغرب لوكالات الأنباء يؤدى إلى تسويق الثقافة الغربية على حساب تعدد الثقافات وتنوعها، كما يؤدى إلى تشويه الذاتية الثقافية والحضارية للشعوب الأخرى.

كما أن اعتماد الصحف اليومية المكثف على وكالات الأنباء يؤدى إلى أن تفتقد الصحف نفسها إلى التميز في مضمونها، نتيجة لاعتمادها على المصادر نفسها ، وتكون تغطيتها الإخبارية متشابهة إلى حد بعيد وهو ما يفقدها جاذبية التنوع والقدرة على تقديم معلومات جديدة للجمهور، وتحقيق السبق الصحفي . ويؤدى أيضا اعتماد الصحف على وكالات الأبناء سواء العالمية أو المحلية إلى تحجيم خيارات الصحفيين بهذه الصحف وفقاً لما تبثه إليها هذه الوكالات من أخبار .

2-أجهزة العلاقات العامة:

بسبب أهمية المعلومات في اقتصاد اليوم، نجد العديد من المؤسسات المختلفة الإنتاجية والخدمية تسعى لتوظيف أشخاص يتمتعون بمهارات الاتصال والكتابة والتغطية الإخبارية والتحرير، وذلك للنهوض بأعباء بناء صورتها الذهنية في المجتمع والترويج لها والإعلام المستمر عن أنشطتها المختلفة، وفى إطار تلك الوظيفة نشأت العلاقات العامة كفن وكمهنة .

ويمكن تعريف العلاقات العامة بأنها الجهود الإدارية الخلاقة المخططة والمدروسة والمستمرة والهادفة والموجهة لبناء علاقات سليمة ومجدية وقائمة على أساس التفاعل والإقناع والاتصال المتبادل بين مؤسسة ما وجمهورها.

وتستعين أجهزة العلاقات العامة في الهيئات والمؤسسات والمنظمات بمعظم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمطبوعة.

ويتوقف استخدام كل وسيلة من هذه الوسائل على المتغيرات التالية:

• طبيعة الفكرة المطروحة أو الهدف الذى تسعى لتحقيقه من خلال رسالة معينة.

• خصائص الجمهور المستهدف من حيث عاداته الاتصالية وقابليته للتأثر من خلال أسلوب معين.

• تكاليف استخدام الوسيلة بالنسبة لأهمية الهدف المطلوب تحقيقه.

• أهمية عامل الوقت.

• مزايا كل وسيلة وما تحققه من تأثير على كل جمهور من جماهير المنظمة.

ويجب على رجل العلاقات العامة كغيره من العاملين في المجال الإعلامي تحرى الدقة في صياغة رسالته وأن تعبر هذه الرسالة عن الأفكار التي يريد ان ينقلها إلى الجمهور.

ويقول الدكتور على عجوة أن السبب الرئيسى في عدم الدقة هو اللغة نفسها، فالكلمات التي يستخدمها رجل العلاقات العامة ليضع فيها تصوره لواقع معين لا تتفق بالضرورة في معانيها مع الصورة التي يدركها المستقبل .

وتشير الكتابات الصحفية الحديثة إلى أهمية كل من منظومة القيم الإخبارية وأنشطة العلاقات العامة في تحديد طبيعة الأخبار وما سينشر منها. وانطلاقا من ذلك فإن العلاقات العامة تؤثر في توجيه الأخبار أو المواد الإخبارية من خلال سعيها لكى تجعل نفسها تحت أمر الصحفي من حيث جمع المادة وتوثيقها واختيار المصادر ووضع أجندة الموضوعات . ولكن للأسف فإن معظم الصحفيين الذين قدمت لهم المساعدات بواسطة العاملين في العلاقات العامة يحملون آثاراً مؤلمة باقية، أو ذكريات سيئة ، نتيجة لحصولهم على معلومات غير دقيقة أو غير متكاملة .

3-تكنولوجيا الصحافة:

سوف يتحقق توازن جديد في المستقبل، وسوف ينشأ طراز جديد من حياة الجماعة في إطار ما يمكن أن نطلق عليه حضارة عصر التكنولوجيا، وهنا يبرز دور الإعلام لربط الصفوة بالجماهير، وإذا نجح الاتصال في تحقيق ذلك فإن النظم الاستبدادية والدكتاتورية سوف تتلاشى .

ويصف بعض خبراء الاتصال – وعلى رأسهم الباحث والخبير الاتصالي الإنجليزي أنتوني سميث – هذا العصر بأنه عصر (الثورة الثالثة) في عالم الاتصال الإنساني وهذه الثورة تتمثل في نظرهم في استخدام الحاسبات الإلكترونية التي أحدثت ولا تزال تحدث تحولات مركبة ومعقدة وملموسة في المؤسسات الفكرية والاقتصادية والثقافية والإعلامية والمعلوماتية في المجتمع .

كما أصبح استعمال الأقمار الصناعية عنصراً رئيسياً اليوم في نقل البيانات والمعلومات خاصة خارج حدود الدول والقارات، وقد أثار استخدام هذه الأقمار والبث المباشر للبرامج التليفزيونية من خلالها إشكالية التوفيق بين حرية الإعلام وإلغاء كافة القيود عليه وضرورة حماية الهوية الذاتية والثقافية والوطنية لكل بلد من أن تتأثر وتضمحل أو تستبدل بسبب الثقافات الغربية عنها .

لذلك فإنه على الرغم من التطورات لوسائل الاتصال إلا أن انتشار التكنولوجيا الحديثة أدى إلى إثارة بعض القضايا التي تهم الأفراد والمجتمعات والحكومات وهى قضايا قانونية أساساً، ومنها قضايا تتعلق بحقوق النشر وقضايا المعلومات بوصفها ملكية خاصة وقضية حماية الخصوصية، وممارسة الضغوط على الحكومات نتيجة الخلط الناتج عن سرعة الأخبار .

وترى الدكتورة عواطف عبد الرحمن أن الإنجازات التكنولوجية لعلوم الاتصال سواء فى جميع المعلومات والأنباء أو معالجتها ونشرها وتوزيعها لا يمكن النظر إليها باعتبارها تغيرات تكنولوجية فحسب، إذ كثيراً ما تؤثر هذه التجديدات التكنولوجية بصورة سلبية على الصعيدين الإعلامي والاجتماعي.

وهناك العديد من المخاطر المرتبة على التوسع في استخدام تكنولوجيا المعلومات والحاسبات الإلكترونية بالتحديد وتتمثل في بروز فئة التكنوقراطيين ومدى تحكمهم في إدارة وتسيير الأنشطة والخدمات في الوزارات والهيئات وانعكاس ذلك بصورة سلبية على نوعية ومستوى تدفق المعلومات التي تقدمها وسائل الإعلام للجمهور العام .

وقد أفرزت الإنترنت ضغوطا من نوع آخر على الصحفيين الذين أصبح يتحتم عليهم معرفة كيفية البحث عن المعلومات والتعامل مع الكاميرا الرقمية وبرامج الكمبيوتر وكيفية تحرير المواد النصية والسمعية والمرئية ضمن محتويات الموضوع الصحفي.

4-وسائل الإعلام الأُخرى:

هناك الكثير من الأحداث المفاجئة التي تحتاج فيها الصحف إلى الاعتماد على وسائل الإعلام الأخرى مثل محطات الإذاعة والتليفزيون والصحف المحلية والأجنبية. وهذا الاعتماد أدى بدوره إلى ظاهرة التشابه الإخباري لوسائل الإعلام، أو التأثير المتبادل بين وسائل الإعلام، وتعددت تفسيرات ظاهرة التشابه الإخباري ما بين القول بتبني الصحفيون للقيم الإخبارية للصحف الأخرى ، ومحاولة تقليد الصحف الصغيرة للصحف الكبيرة، ومهما يكن من أمر تعدد هذه التفسيرات فإن لهذه الظاهرة ” التشابه الأخبارى” تأثير بالغ على معايير اختيار الأخبار ونشرها وعلى نوعية المضمون الإخباري.

ويقول الدكتور إبراهيم عبد الله المسلمى أن التليفزيون أصبح منافسا جديداً للصحافة سواءاً من ناحية الاستئثار بحجم متزايد من الإعلان أو بالسبق الإخباري بل أن التليفزيون يمتاز بالصورة والحركة إلى جانب الصوت. كما أن الراديو يستطيع أن يقدم الأخبار وقت حدوثها بل ويكررها مرات عديدة ويصل إلى الأميين دون حاجة إلى مجهود تعليمي أو ذهني كالصحف .

كما أن المنافسة بين الصحف اليومية أو الحزبية أو المتخصصة لابد أن تؤدى في النهاية إلى تقليل توزيع بعضها وأن ظهور صحيفة أخرى أقوى في التحرير والإخراج أو التخصص الدقيق أو الناحية الإخبارية البحتة يكون له أثر كبير في انتقاء ونشر الأخبار في الصحيفة.

فيديو المقال العوامل المهنية المؤثرة على نشر الأخبار الصحفية

 

أضف تعليقك هنا

د. الامير صحصاح

د. الأمير صحصاح