تحرير الموضوع الإنشائي الحجاجي

1/ المقدمة :

يمكن للتلميذ أن يمهد بمدخل عام وثيق الاتصال بالموضوع لا يتضمن حكما مسبقا يتعلق بالموضوع مع الحرص على إيجازه و ربطه بالمقدمة الخاصة.

أما المقدمة الخاصة فهي مقطع سردي تمهيدي يتضمن العناصر التالية :

– أطراف الحجاج :

* المحاج

*المخاطب ،(المحجوج)

– الحدث القادح للحجاج

– المناسبة

– المكان

– الزمان

مثال توضيحي انطلاقا من وضعية :

الموضوع :

أثناء القيام بعمل جماعي مع أصدقاء القسم لإنجاز مشروع لاحظت تقاعس أحد الأعضاء عن أداء واجبه فوجهت إليه خطابا تبين فيه خطر سلوكه على الفرد و على المجتمع و تدعوه فيه إلى الالتزام بشر ط النجاح في العمل .

انقل خطابك مدعما أفكارك بحجج و أمثلة مناسبة و متنوعة.

لا يختلف عاقلان حول أهمية التزامنا في مجال العمل لجميع فئات المجتمع بشروط النجاح في العمل ، إلا أن صديقي لم يكن يفقه لذلك معنى، فلقد حزبني أمره إذ شاهدته بأم عيني يتقاعس في أداء واجبه الذي كلف به إثر توزيع الأدوار بيننا لإنجاز مشروع دراسي في مادة العربية بينما كان بقية الأصدقاء يتنافسون عشية الجمعة في فضاء المراجعة المدرسي  لإخراج العمل مخرج الكمال،

“و رب عذر أقبح من ذنب “

نطق به فقد ادعى أن لا فائدة ترجى من تجويد العمل له و للمجموعة فتصديت له محاولا حمله على الاقتناع بالالتزام بشروط النجاح في العمل و تغيير سلوكه .

ملاحظة :

للتلميذ أن يتخلص من قسم المقدمة إلى قسم الجوهر بتحرير أسئلة التخلص التي تتصل بالأطروحتين المتدافعتين .

مثال :

ففيم تتمثل أخطار التقاعس في مجال العمل على الفرد و المجتمع ؟

ولم يجب على الفرد وعلى كافة أفراد المجتمع الالتزام بشروط النجاح في العمل ؟

2/ الجوهر :

يجب أن نمهد للحجاج بمقطع سردي تمهيدي يتخلله الوصف.

ملاحظة:

يحرص التلميذ على التنويع في التعبير اجتنابا للتكرار الممل فلا يكرر هنا بنفس اللفظ ما ذكره في المقدمة الخاصة.

ثم في مستوى الكم لا نتجاوز في بناء هذا المقطع ثلاثة أسطر .

يحرص التلميذ على التوازي الكمي بين المقدمة و مآل الحجاج.

و بين الفقرات الحجاجية .

التخلص من الكلام السردي الى الكلام الحجاجي بفعل أو مشتق يدل على القول مع الحرص على وصف حركة المتكلم أو كيفية نطقه بالكلام أو حالته النفسية.

مثال توضيحي :

بينما كان العمل يحدو سويعاتنا عشية يوم الجمعة في قاعة المراجعة  نحن- مجموعة الإرادة و التحدي – لنرتقي بمشروعنا و ننحت كياننا بإزميل الفعل كان صديقي مراد يتقاعس في أداء واجبه المنوط بعهدته غير مدرك لخطر سلوكه المؤذن بغرق سفينتنافيغرق و نغرق سويا  في هذا الخضم الهائلالمتلاطم الأمواج . فنظرت إليه نظرة شزراء و قلت في حزم :

بناء الخطاب الحجاجي :

سيرورة الحجاج تتكون من فقرات حجاجية و عددها بحسب العناصر الكبرى و الفرعية التي نهتدي إليها إثر القراءة و الفهم و تحليل الكلمات المفاتيح و التخطيط .

و انطلاقا من الموضوع الحجاجي المذكور آنفا نتوسع في :

+ تعداد خطر التقاعس على :

-الفرد

-المجتمع

+تعداد فوائد الالتزام بشروط النجاح في العمل على :

-الفرد

-المجتمع

ملاحظة تتصل بعرض العمل : يحرص التلميذ على تبويب الأقسام و الفقرات مع مراعاة حسن التخلص .

إذن تتكون سيرورة الحجاج من عنصرين كبيرين و كل عنصر يترفع الى عنصرين فرعيين.

يحرص التلميذ على التدرج في البناء و يتجنب التداخل بين العناصر حتى يكون البناء و التنظيم محكمين .

مثال توضيحي :

تحرير الفقرة الحجاجية الأولى :

العنصر الفرعي الأول خطر التقاعس على الفرد .

أي صديقي  ما لي أراك ترسف في جهلك ؟! و تدعي أن تجويد العمل و الالتزام بجميع شروط النجاح فيه لا طائل يرجى منه لك ولمجتمعك فلا يغرنك تكاثر أهل الباطل تكاثر الفراش حول النار فهؤلاء الذين تنظر إليهم بعين الوقار لأنهم حققوا آمالهم دون أن يلوثوا أيديهم بمفروزات التراب و دون أن يضعوا على طاولة الوجود رغيفا أو كأسا من ذوب اجتهادهم  لم يرتقوا في الإنسانية و مآلهم النسيان طال الزمن أو قصر إذ أنهم لن يتركوا أثرا يدل على وجودهم فبئس المثل هم. فلتعلم – علمت الحق – أن العمل قيمة الإنسان ، بل العمل الذي نفرغ فيه جميع طاقاتنا الذهنية و الجسمية. فإما أن تعمل بجد وكد و تحرص عل الإتقان و احترام الوقت وعدم تبديده مخلصا لله و لوطنك و إلا أن تواصل غيك وتقاعسك فتقعد ملوما محسورا و تجني خسرانا مبينا  فتكون معول هدم لنفسك ولمجتمعك و لو سألتني كيف ذلك لأجبت :

أما ما يلحق الفرد من أضرار التقاعس فتشيب لهوله الولدان إذ تتعود نفسه هذه المآتي من تضييع للوقت و غش  و عدم إخلاص أو حب للعمل بل حب الثمرة المرجوة منه أكثر من حب العمل و المبدأ في ذلك-  و أقبح به من مثل !-” الجهد الأدنى و الغنم الأسنى ”   إضافة إلى عدم التسلح بالمعرفة الضرورية لإنجاز العمل و تطويره  فتفسد بذلك نفسه و تصدأ كما تصدأ الآلة عند توقفها عن العمل، فيصبح التقاعس عادة مرذولة لا يستطيع منها فكاكا.

فلذ يا صديقي بشواهد الواقع ترى المجتمع ينظر إلى العامل المتقاعس بعين الاحتقار  لا يذكره بخير في حياته أو بعد مماته فحين نجده ينظر إلى العامل المجد بعين الاحترام بل و يكافئه بشتى الوسائل في حياته و يترنم بطيب ذكره بعد مماته. ثم ألست ترى ما يصيب المتقاعس من خمول و تبلد؟ بلى و أيم الحق، فلو أمعنت النظر ترى أجسام الشبان المتقاعسين فتخالها لشيوخ في التسعين لتراخي عضلاتهم  ففي العلوم الطبية العضو الذي لا يعمل يضمر و هكذا إن لم تعود جسمك النشاط و الاجتهاد في أداء العمل و تكتسب نسق العاملين المجدين ستكون حتما نهبا للأمراض تفتك بك مثلما يفتك الوحش الضاري بفريسته.

و لا تنس كذلك ما سيصيبك من تبلد ذهني إن لم تتعود إعمال عقلك في مجال العمل فعقل المرء تقدحه التجارب و ليس كالعمل حقلا ينمي القدرات الذهنية للإنسان .و اعلم يا صديقي و عهدي بك مصباح من مصابيح الهدى أن الله سبحانه و تعالى قد أوجبا علينا العمل بل إتقانه فالمتقن المحترف سيجزى الجزاء الأوفى و هل بعد  الفوز بحب الله غاية ؟ إليك حديث الحبيب الصادق المصدوق صلوات الله و سلامه  عليه تترى تدبره و اتخذه شعارا إن الله يحب العبد المحترف ” و من هنا نستنتج أن أي عمل لا يلتزم فيه صاحبه بشروط النجاح في العمل لا يورث حب الله لأنه بمنأى عن الأعمال الصالحة فيكون بذلك صاحبه في خسر ” و العصر إن الإنسان في خسر إلا الذين عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصو بالصبر ”   و صفوة القول أن التقاعس في العمل يودي بالفرد و يعجل بهلاكه ماديا و معنويا  فمثله كمثل الحريق الهائل الذي يبدأ بصغيرة الشرر ليكبر و يأتي على الأخضر و اليابس .

ملاحظة منهجية :

يراعي التلميذ بناء الفقرة الحجاجية على النحو التالي =

أفكار مدحوضة أو مدعومة + حجة أو مثال + استنتاج جزئي وجيه

و يحرص على توظيف الصيغ و الأساليب الججاجية ( التأكيد النفي الإثبات الاستدراك التدقيق الإضراب التفسير الاستنتاج  الاستفهام التعجب الشرط التحذير الاإغراء …إلخ ) و المعجم الحجاجي الذي يلعب وظيفة الدعم أو الذي يلعب وظيفة الدحض .( صواب خطأ منطق سليم منطق معكوس لقد أصبت عين الحقيقة لقد جانبت الصواب كان جديرا بك أن تقول لا جدال لا مراء ترسف في جهلك و الحقيقة أن من الخطل أن نقول … إلخ )

يحرص التلميذ على تنويع الحجج ( الشاهد القولي ، الواقعية ، العلمية ، المنطقية ، القيم و المثل ، المناثلة ، ضرب المثل ، الأرقام و الإحصائيات …إلخ )

و يحرص على ترتيبها من الأضعف إلى الأقوى لاسيما إذا كان المحجوج عنيدا صعب الانقياد و الاقتناع .

الحجة الأقوى = حجة السلطة تختلف حسب طبيعة المحجوج فتكون حجة الشاهد القولي الديني أو الحجة العلمية .

3/ مآل الحجاج :

نذكر فيه أثر الخطاب الحجاجي :

+النفسي

+الذهني

+السلوكي

فيديو المقال تحرير الموضوع الإنشائي الحجاجي

 

أضف تعليقك هنا