خطط الحكومة السرية المسربة لغزو بلدان أخرى

بقلم: تامر محمد

يجب أن تكون السلطات العالمية جاهزة لأي خطر .فبعد كل شيء، يمكن أن تنشب الحرب في أي لحظة، ويجب أن تكون الدول على أتم استعداد للقتال. ومن المرجح جدا أن كل بلد في العالم لديها خطط لغزو جيرانها، فقط متى سنحت لها الفرصة بذلك.

ولكن بعض هذه الخطط ليست هي الأسرار الدفينة.تم تسريب بعض المؤامرات لسحق بعضها البعض، والآن نحن نعرف بالضبط ما سيحدث إذا، على سبيل المثال، ذهبت الولايات المتحدة وكندا للحرب.قد تبدو هذه الخطط مجنونة اليوم، ولكن إذا كانت الأمور قد تحولت بشكل مختلف قليلا، فأي واحد منهما يمكن أن يكون جزءا من التاريخ.

1- خطة الحرب الحمراء: الخطة الأمريكية لغزو كندا

كان هناك وقت لم تكن فيه الولايات المتحدة متأكدة تماما من الجانب الذي ستتخذه في الحرب العالمية الثانية.ومازالوا ينظرون في إمكانية اغتنام الفرصة لإعلان الحرب على بريطانيا العظمى، وكان من المقرر أن تبدأ بغزو كندا.

إذا هاجمت بريطانيا العظمى الولايات المتحدة، فانهم سيضعون عساكرهم في كندا.لم يكن الأمريكيون يريدون أن يدعوا هذا يحدث، لذلك كانوا ذاهبون للقيام بضربة وقائية.كانوا سيهاجمون كندا أولا.

وكان هدفهم هو اتخاذ مدينة هاليفاكس حتى لا يتمكن البريطانيون من استخدامها كميناء.و لكي يفعلوا ذلك سريعا، فإنهم سيقومون بتفجير المدينة بالغاز السام.ثم بعد ذلك ينتقلوا إلى شلالات نياجرا ويستولوا على محطات الطاقة هناك.

من هناك، سيكون هذا بمثابة غزو كامل، بالقوات الأمريكية التي سيتم شحنها من خلال مقاطعة كيبيك و مدينة وينيبغ والاستيلاء على مناجم النيكل في غرب مقاطعة أونتاريو. وفي الوقت نفسه، فإن البحرية تتحرك جنوبا وتأخذ الدولة الجذرية جامايكا، وجزر البهاما، وبرمودا.وحالما يكون لديهم أمريكا البريطانية، فإنهم سيحسبون، أن بريطانيا العظمى ستطلب منهم  السلام.

وكان قلقهم الوحيد هو أن كندا قد تعلن نفسها محايدة وترفض القتال، وفي هذه الحالة كانوا يخططون لعدم السماح لهم بالبقاء في سلام.إذا حاول الكنديون أن يكونوا من دعاة السلام، فسيتعين عليهم التخلي عن موانئهم وبعض أراضيهم.وإلا فإن الجيش الأمريكي سوف يحتلها.

2- خطة الدفاع رقم واحد: الخطة الكندية لغزو الولايات المتحدة

انه جنون بعض الشيء أن الولايات المتحدة لديها خطة لغزو كندا، لكن ما حصل كان هو الأغرب.لأن كندا كان لديها خطة سرية لغزو الولايات المتحدة، وأنها وضعتها أولا.

في وقت مبكر من عام 1921، كانت كندا قلقة بالفعل من أن الأمريكيين قد يهاجمونها.كانوا على استعداد للرد، ومثل الأمريكيين، كانوا يخططون للقيام بذلك بضربة وقائية.حتى أنهم أرسلوا ضابطا للسفر عبر الولايات المتحدة بحثا عن نقاط ضعف يمكن أن تهاجمهم من خلالها.

ولم تكن كندا تتوقع فعلا أن تغزو الولايات المتحدة.لقد أرادوا فقط إبقاء الأميركيين مشغولين بما يكفي للتدخل في شؤون بريطانيا العظمى .وكانت خطتهم هى ارسال قوات الى الساحل الغربى فى الوقت الذى يستغرق فيه فريق من مقاتلى كيبيك بأخذ مدينة ألباني، و تستولي القوات البحرية على ولاية مين.

انها تريد اللحاق بالولايات المتحدة على حين غرة وبعد ذلك، سيضطر الأميركيين، للفرار عبر الحدود، وترك الأرض المحروقة في أعقابها.سيتم حرق كل جسر، والسكك الحديدية، والمصانع، والمزارع ستتحول إلى رماد يتطاير في الهواء، وتشل حركة الولايات المتحدة وشراء ما يكفي من الوقت لحلفاءهم ليبدأوا في التحرك.

إذا حدث ذلك، فالكنديون يحسبون، أنه سيكون لديهم الكثير من الحلفاء.وستشارك اليابان وفرنسا والمكسيك في مساعدتهم على تدمير الولايات المتحدة، لأن كل واحد منهم يعتقد أنه كان لديه ما يكفي من “الأمريكي الحديث”.

3-عملية دروبشوت: الخطة الأمريكية لتفجير الاتحاد السوفيتي بالأسلحة النووية

إذا كان التاريخ قد انتهي للتو بشكل مختلف قليلا، فإن الحرب الباردة لم تكن باردة على الإطلاق.كان من الممكن أن يكون هناك نهاية عالمية شاملة من شأنها أن تمحو روسيا من الخريطة.

في وقت مبكر، كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي لديها إمكانية الحصول على الأسلحة النووية، وكان لديهم كل خطة لاستخدامها. وضعوا تسع خطط على الأقل لتفجير الاتحاد السوفييتي و تحويله إلى جحيم.واحدة من أشد الخطط المكثفة تلك التي دعت إلى ضربة مفاجئة من 300 قنبلة نووية على 200 هدف في الاتحاد السوفييتي، تليها الغزو البري الشامل الذي كانوا يتوقعون أن ينتهي عبره الاتحاد السوفيتي.

في 1 يناير عام 1957، كان الأمريكيون في طريقهم لإطلاق العنان لترسانة الأسلحة النووية في الاتحاد السوفيتي.ولم يسقطوا الخطة إلا عندما قام اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية باختبار أول قنبلة ذرية .إذا لم يكن لذلك، فإن الولايات المتحدة قد  سبقتها وتركت روسيا، و قد غطاها الدخان، و تحولت إلى قفر و أرض خراب.

4-سبعة أيام لنهر الراين: الخطة السوفيتية لتدمير نصف أوروبا بالأسلحة النووية

كان للسوفييت خططهم الخاصة، بطبيعة الحال.ربما كان لديهم مخططات أكثر مما نعرفه على الإطلاق، ولكن قد تم تسريب واحد منها في عام 1979، وإذا كانوا قد خاضوا فيه، فذلك كان من شأنه أن يشعل الحرب العالمية الثالثة.

واستندت الخطة إلى فكرة أن حلف شمال الأطلسي سيطلق ضربة نووية أولى على بولندا، وهي فكرة غريبة أن بعض الناس يعتقدون أنه قد تم استخلاصها من أجل جعل باقي المؤامرة تبدو أكثر تبريرا.وفي كلتا الحالتين، يعتزم الاتحاد السوفياتي بضرب الناتو بشدة.

وكانوا سيطلقون 7.5 مليون ميغا طن من الأسلحة الذرية على أهداف في ألمانيا الغربية وبلجيكا وهولندا والدنمارك. ثم يرسلون القوات للاستيلاء على كل جزء من أوروبا حتى نهر الراين.

وتوقع الاتحاد السوفيتي بعض الإصابات.ويعتقد ان مدينة براغ و مدينة وارسو سوف يدمران بسبب الضربات النووية، وكانا يخططان لإرسال الجيش البولندى فى مهمة انتحارية.وفي غضون سبعة أيام، توقعوا أن يموت أكثر من مليوني شخص بولندي، وستبدأ حرب عالمية جديدة.

5-الخطة النازية لغزو اليابان

لم يعتقد النازيون أبدا أن تحالفهم مع اليابان سيستمر. لأنه عندما انتهت الحرب، فإن الأمور تتغير.وحذر هتلر عساكره”عاجلا أو آجلا”، قائلا

“سيكون هناك مواجهات بين العرق الأبيض والأصفر”.

واعرب عن اعتقاده بان ذلك لن يحدث حتى المستقبل البعيد، متوقعا ان يكون هناك 100 عام من السلام قبل اشتباك اليابان والنازيين.ومع ذلك، فإنها تحتاج إلى أن تكون على استعداد لذلك.

وقد كلف هاينريش هيملر بأن يأمر الجنود أن يكونوا على استعداد للقتال.وكان أكبر قلقه هو أن الألمان سيزدادون رضاً وضعفاً خلال السلام.وكان يخطط لإبقاء جنوده عنيفين من خلال حملهم على القضاء العنصري بلا رحمة، وعندما بدا أنهم ضعفاء، أرسلهم إلي “شتاء بارد” في سيبيريا.

على الرغم من ذلك، فإن المفتاح هو أن يكون هناك عدد السكان الذين يمكن التعامل معهم.وقال انه سوف يقضي العقد القادم في جعل الشعب الألماني يزداد كما لو كان يتكاثر مثل “حديقة نباتية” للحصول على عدد سكان كبير بقدر ما يمكن. وعندما يحين الوقت، كان يتوقع أن يكون لليابان جيش يضم أكثر من مليار رجل. و يجب على ألمانيا عندئذ أن تكون على استعداد لتتناسب مع أعدادهم.

6-الحصن الوطني: الخطة السويسرية لوقف الحياد

لم يكن السويسريون مقفولين تماما بأن يكونوا مسالمين. فقد قفزت إلي عقلهم فكرة الحرب، وفي عام 1940، فعلوا ذلك تقريبا.

وبحلول ذلك الوقت، كانت سويسرا محاطة تماما من قبل جيوش المحور وكان عليها أن تنظر بجدية في إمكانية أن هذا كله “دعونا نترك سويسرا وحدها” شيء قد لا يستمر.كانوا على يقين من أن المحور يمكن أن تنقلب عليها في أي لحظة، لذلك بدأوا بالاستعداد.

سحبت سويسرا كل قواتها من الحدود ونقلتها إلى جبال الألب، حيث أقامت سلسلة من الحصون والمخابئ الجبلية للتحضير للغزو.كما قاموا بتدريبات، وأعادوا تجريب المعارك التي كانت تجري في البلدان المجاورة. وقد فعلوا كل ما في وسعهم للسماح للمحور برؤيتهم يفعلون ذلك، آملين أن يحصلوا على رسالة مفادها أنه إذا كانوا يعارضون سويسرا، فلن يكون الأمر سهلا.

7-الخطة التركية لغزو سوريا

معظم الخطط في هذه القائمة قديمة، ولكن هذا لا يعني أن البلدان توقفت عن التوصل إلى طرق لغزو بعضها البعض. انهم مجرد محاولة للحفاظ على سرية جديدة.وفي بعض الأحيان، تسربت هذه الأسرار في عام 2014، عندما سربت مؤامرة تركيا لغزو سوريا على يوتيوب.

وفى التسجيل، يمكن سماع الوزراء الاتراك يتحدثون عن هجوم ارهابى محتمل على قبر سليمان شاه، والد مؤسس الامبراطورية العثمانية. وبدلا من القلق من ذلك، يقول أحد الوزراء إن الهجوم الإرهابي “يجب أن يعتبر فرصة لنا”. إذا هاجم الإرهابيون، فإنهم يشعرون بأن لديهم ذريعة لإرسال المزيد من الجنود إلى سوريا وإطلاق كل شيء للحرب.

وأخذ رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان هذا الكلام إلي ما هو أبعد من ذلك. حيق قال فيدان:

“سأرسل أربعة رجال من سوريا، إذا كان هذا هو ما يلزم”.

“الشرعية ليست مشكلة.الشرعية يمكن اختلاقها”.

8-الخطة الإسرائيلية لغزو إيران

من عام 2010 إلى عام 2012، اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك في ثلاث مناسبات منفصلة على الأقل لمناقشة خطط لغزو إيران، و طبعا لا يعترض أحد إذا كان جابي أشكنازي، قائد قوات الدفاع الإسرائيلي، لم يمنعهم.

تم تسريب ثلاث تسجيلات تظهر نتنياهو وبارك يناقشان خططهما على شبكة الانترنت.تلك التسجيلات تعود إلي عام 2010 و لم يكفي أن يوافق رئيس الوزراء الاسرائيلي ولكن فقط بحاجة إلى إقناع الوزراء لدعم الخطة.ومع ذلك، تمكن أشكنازي من الحديث عنها من خلال خطاب حنون حول الحياة التي ستفقد.

ولكن ذلك لم يمنعهم تماما.في عام 2012، صعدوا خططهم مرة أخرى، وهذه المرة، يبدو أن الجيش الأميركي كان سيدعمهم.بل إنهم كانوا يجرون تدريبات عسكرية للاستعداد لغزو مشترك لإيران، على الرغم من أنها، لأسباب غير معروفة، انتهى بهم المطاف إلى شن الهجوم.

9-المشروع A119: الخطة الأمريكية لتفجير القمر بالقنابل و الأسلحة النووية

في عام 1959، قرر الجيش الأمريكي أن الدول الغازية فقط على الأرض ليست طموحة بما فيه الكفاية. كانوا سيأخذون خطوة أخرى إلى الأمام. كانوا سيذهبون إلى القمر.

خلال السنوات الأولى من مرحلة السباق إلى الفضاء التي أظهرت انتصارات متتالية للسوفيت، قفز سلاح الجو الأميركي بشكل غير متوقع إلى استنتاج مفاده أن أفضل طريقة لإظهار الهيمنة في الفضاء كانت بقصف القمر بالأسلحة النووية..

أطلق على مشروع هذه الفكرة اسم ” Project A119″ وأراد سلاح الجو الأمريكي تفجير الجانب المظلم من القمر لجعل سحابة الفطر المتشكلة من التفجير مرئية من الأرض، الحمد لله تم إلغاء المشروع خوفاً من عواقب تدمير جزء من القمر، ولعلهم أدركوا معنى أن يتلاعب المرء بالطبيعة.

كل ما تقدمنا به من مشاريع ومخططات مجنونة تم كشفها وفضحها أمام أعين الناس، والتخوف الحقيقي يبقى في ما لم يتم الكشف عنه بعد، ومع تقدم العلم والتكنولوجيا بشكل متسارع مصحوبة بانهيار أخلاقي عام وسريع الإنتشار في العالم، قد يكشف لنا المستقبل عن مشاريع أكثر جنوناً وأشد بأساً وخطورة.

بقلم: تامر محمد

أضف تعليقك هنا