شاشاتنا والشذوذ الممنوع

دائما تقدم مصر ريادتها الإعلامية علي الوطن العربي بتألق مستمر بدءا من صناعة السينما في يناير عام ١٨٩٦ بعد شهر واحد من عرض اول فيلم سينمائي للاخوة لوميير في باريس ديسمبر ١٨٩٥.

وبدأ بث التلفزيون المصري في اول الستينات وتحديدا للانصاف ١٩٦٠ وكذلك في الموسيقى والأغنية ولسنا بصددهم الآن ولكنى أتكلم عن الإعلام العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص حيث إننى كباقي مجتمعي مفعول به والفاعل إعلامنا المصري بشكل خاص ثم العربي بشكل عام.

برامج التياترو

بشكل مباشر وبدون مقدمات طويلة…ازدهرت مؤخرا برامج التياترو والعروض البرامجية التى يقدمها نجوم كوميديا معروفين وجدد و قد يكون في كل حلقة ايحاء او اشارة مضحكة محورها الشذوذ الجنسي والجمهور يضحك كما لو كان الشذوذ الجنسي منتشر ومتفشي بالمجتمع المصري والعربي ..الأفلام السينمائية لم تخلو الرخيصة منها خاصة من تلك المشاهد المضحكة والتى ترتكز علي الجانب الجنسي المعتدل او الشاذ دون مراعاة للتكوين الثقافي والدينى للمجتمع المصري والعربي.

إعلاميا اذا اردت تكوين إتجاه الرأي العام فعليك بتمرير نفس الرسالة بشكل متكرر وباوقات مختلفة ولفترة معينة ليست بالقصيرة و هذا ما يحدث بالافلام والبرامج التلفزيونية..رسائل الشذوذ الجنسي متكررة ومستمرة وكأن المجتمع بحاجة الي الضحك من خلال الجنس وليس الجنس الطبيعي بل الجنس الشاذ.

الشذوذ الجنسي

ما يدهشنى هو التمرير الرقابي لكل هذه الرسائل ولم اري او اسمع من يعترض علي تلك الرسائل من الإعلام او الجهات الرقابية مؤخرا..قد تكون الرسائل او المشاهد او الجمل سريعة و خاطفة..المعنى واضح وصريح للجمهور المتلقي ولكن إذا جادلت المخرج او المسؤول عن العمل قد اتوقع دفاعا مستفذا اولها انت فقط الذي تفكر بهذا المعنى ولما لا يكون هذا او ذاك.. فالجدل فارغ ولن يؤدي الى شيء ولن يكون هناك حل في تلك المسالة اللا بالرقابة الإعلامية والمجتمعية والضمير والمسؤولية المجتمعية..بدون ذلك نحن كمنتجين إعلاميين ورقابة متخصصة او رقابة مجتمعية نؤصل وننمى الفكرة التى ستتحول الى فكرة عادية فكرة مشروعة فكرة ليست بالغريبة بل بالطبيعية ثم تتحول الي الفعل حينها سندخل في دائرة جديدة من الجدل حول أفعال قد تتحول الي الظاهرة..وبهذا السلوك الغير مسؤول إعلاميا سيوصلنا الي هذه المراحل ولسنا بعيدين للاسف..يمكن قياس ذلك من ملاحظة ان الشذوذ الجنسي وصل الى المزاح بين الشباب بشكل غير ملفت بانه مزاح شاذ جوهرة الشذوذ الجنسي ويمر بدون توقف عنده أو انتباه لخطورة محتواه.

كيف لا يعاقب المجتمع وجهاته أي إشارات عن الشذوذ الجنسي الذي ينتهك عفة المجتمع ورسائل الشذوذ تدخل بيوتنا من خلال كل الوسائل الإعلامية الإنترنت او السينما والمصيبه بدخولها من بوابة التلفزيون المتاح والغير انتقائي بشكل شبه كامل والمتاح لكل طبقات المجتمع وكافة التوجهات والأعمار والمستويات..انه التلفزيون يا سادة الذي اصبح كالهواء والماء والتعامل معه او التعرض له مستمر وغير محدود..أتعجب من ان يكون التلفزيون مصدر تمرير للشذوذ الجنسي.

نعرف ان فضاء الانترنت بلا حدود وبلا رقابة فهو اعلام انتقائي بالطلب…والمواد الجنسية متاحة علي المواقع الغربية وقد نندهش ان نرى مقاطع من هذه المشاهد موجودة علي محطات تلفزيونية علي النايلسات ومصرح لها بالبث..ولا تندهش فالنايلسات منطقة حرة ليس لديها رقابة بل لديها شروط..واذا تجاوزت تلك الشروط فالبث مباح وغير مقيد فيمكن دس اي مقاطع مرغوبه من خلال إعلان او عروض ولكن تلك المحطات كمواقع الإنترنت لها مشاهديها..اما قضيتى هنا هي المحطات التلفزيونية العامة التى تتنوع منتجاتها من أفلام وبرامج ومسلسلات وإعلانات..كل هذه المواد قد يتخللها تلك الإيحائات المشبوهة بل الواضحة في ايحائها للشذوذ والغريب ان اكثرها انتشارا واغلبها ذات الطابع الفكاهي الكوميدي.

شذوذ المحتوى

خطورة التلفزيون هو بغتة الرسالة التى تفاجئك وسط محتوي معتدل .. وهذا قد اعتبره شذوذ المحتوى للشذوذ الجنسي المقصود حتى لو لم تكن الرسالة واضحة ولكن مفهوم الرسالة واضح ولا يحتمل اختيار اخر حتى لو دخلنا في سفسطة لا تنتهى مع منتجى تلك المحتويات.

اتقوا الله بضمير واع أيها الإعلاميين الى ان نجد رادع ومراقب لتلك المحتويات الخطيرة على مستقبل المجتمع ولا تحدثنى عن الرقابة الحكومية التى غفلت عن تلك القضية ولا تحدثنى عن الحرية..فمن يلعب بوجدان وفكر المجتمع ليس حرا بل مسؤولا عن نتائج رسائله الإعلامية وكما قال سارتر الحرية مسؤولية فحرية الإعلام هي مسؤولية والحرية جزء من ادواتها وليس العكس لأهداف محترمة تفيد المجتمع ولا تضره.

وشكرا

ممدوح عبد الباقي

فيديو المقال شاشاتنا والشذوذ الممنوع

أضف تعليقك هنا