“شغف لكُل تسعة أشهر”

مات الشغف؟

قَلت الروح ، لطالما سمعنا تلك الكلمات تتردد بداخلنا أو علي ألسنة مَن حولنا ، فلننظر إلي ذلك الرأي الصغير عن تجربة خاصة.

“طالما أحببت هؤلاء الأشخاص الذين يتفننون في صياغة كلماتهم فيغزلون نسيجاً ناعماً يُدثر أطراف أعصابك التي أصابها صقيع التشتت ، و ظننتني مِنهم بشكل كبير فأخذت أصيغ كلماتي و أضعها في قوالب لغوية مُعينة لأغراض شتى و أتخذت منها وسيلة لإدخال السرور على قلوب مَن يحيطون بإطار عالمي ، و علي صَعيد أخر اتخذت تلك الصياغة إفراغ لِما ما لا تَبوح به نفسي -و ما أكثره!- ، أعتقدت أنني سأستمر في هذا أعوام عديدة ، و سأسطر بعض الكلمات لأمي في كُل صباح و أضع بعضها لزوجي أسفل وسادته و أنهي كُتباً أعبر بها عن حبي لبني دمي (أطفالي) ليجدوا ما يرونه لأحفادهم عني و أبقى كالذكرى المُخلدة.

الشغف

ولكنه الشغف يا عزيزي ، قَد يَضرب بما هيئته في عقلك عرض الحائط و يقول لك:

” انضج! هل ستظل في هذا القالب الصغير؟”،

فاستوعبت أنني سأستطيع التعبير بكافة الطرق من الإهتمام و الفعل و أن عَذب القول مني لن يَشفي جراح أمي و يُهدئ أوجاعها  و يُرجِع إليها صِحتها الواهنه ، و أن كوب من الشاي مع ابتسامتي لزوجي و أنا اُربت على رأسه عند إيقاظه في نهار يومه و مشاركته مسيرة الحياة عُسراً و يسراً أفضل من مجموعة (محمود درويش) الشعرية ، و أن اهتمامي ببناء أبناء أسوياء أنصت لهم و أغرس بهم كياناً مختلف سيكون فضلاً و فخراً مُخلداً يتحفظون به و أن مقولة

“ارتوينا بالكلام و بالفعل مُتنا عطشاً”

أو بالعامية

“الكلام ببلاش و ميأكلش عيش”.

صحيحة.

إمكانيات الواقع

أيقنت ايضاً شيئاً مهم في لحظة كتابة هذا النَص ، أن الشغف لا يضيع و لكنه ينمو معنا و يتغذي كالجنين في الحشا ، لكن ليس على الطعام و العظام ، بل أنه يتغذي على الوعي ، المعرفة ، مرحلتك العمرية ، حاجتك الشخصية ، دائرة معارفك ، مقابلة مواقف جديدة في الحياة ، و أخيراً “إمكانيات الواقع”.

الشغف يتجدد و لكن ليس في نفس الهيئة ، يُولد كل تسعة أشهر كوليد جديد ، مُختلف السُبل و الأساس هنا أن تعيشه و تأخذ منه ما ينفعك لتُكمل به ، عندما ينمو ابنك أمامك و يصعد من مرحلة الرضاعة إلي الطفولة المبكرة ثم الطفولة المتأخرة و يليها المراهقة ، الشباب ، الهرم .. لم يَمُت ابنك و إنما يكبر ، عندما ترى تغيُر إهتماماته من ألعابه الصغيرة إلى بحثه عن الزواج ، لم يَمُت ابنك إنما نَضج ..
و هكذا .. لم يَمت شغفنا و إنما تجدد و جدد سبيله ، في كُل تسعة أشهر.”

فيديو مقال “شغف لكُل تسعة أشهر”

 

أضف تعليقك هنا