مين بيكلم مين؟! مقال #باللهجةـالمصرية

التحليل المعاملاتي

في اوساط علم النفس في حاجة اسمها   (Transactional analysis ) او اللي العلماء بيسموها : (التحليل المعاملاتي).

والمدرسة دي تعتبر اكتر المدارس اللي فسرت العلاقات بين الناس وكمان قدروا يفسروا حالات مرضية نفسية اللي من اكبرها واكثرها انتشار وهو مرض (الاكتئاب).

الموضوع ده ممكن تشوفوا غريب شوية..، ممكن تكون اول مرة تسمع بيه بس ده ميمنعش انه حقيقي وان العلم اثبت صحته.

الموضوع هو عبارة عن ظاهرة تحدث مع كل انسان علي وجه الارض اللي ببساطة شديدة تقدر تقول عليها زي ما الدكتور محمد طه بيسميها ( التلاتة اللي عايشيين جواك)!

ببساطة شديدة كل واحد مننا عايش جوا منه تلات اشخاص بيعامل بيهم الناس في حياته اليومية..

اول حاله فيهم العلماء بيسموها

Child Ego state حالة الانا الطفلية..

وديه بقا الحالة اللي بتخليك تتصرف احياناً كطفل رغم انك معدي العشرين وممكن التلاتين كمان..

هي اللي بتخليك تضحك مع اصحابك بدون اي قيود او مراعاة ل(انتوا خلاص كبرتوا عالكلام ده)  والكلام اللي بنسمعه ده.. هي اللي بتخليك تتصرف كطفل..

حالة الانا الطفلية ديه بتنقسم الي 3 انواع او 3 اطوار..،

اول حالة اسمها (الانا الحرة)  او حالة الطفل الحر..

فاكر زمان لما كنت في زيارة لقرايبكم وانت عمال تجري وتلعب لحد ما حسيت بالجوع..، واول ما جه وقت الغدا قمت جريت علي الاكل وبدأت تأكل…

لحد هنا دي اسمها حالة الطفل الحر..،  ببساطة شديدة هي الحالة النقية من الطفل اللي ربنا خلقه بدون ما يأثر عليه اي مؤثر خارجي (العيلة – الاصحاب -..الخ)

في نوع تاني من نفس الحالة اسمه الطفل المذعن او المتكيف..

نرجع مع بعض للمشهد اللي فات..، كنت عند قرايبك ولما الاكل اتحط جريت تاكل عشان ده رد فعل طبيعي تماماً للجوع..، بعد ما خلصتوا وروحتوا البيت لقيت والدتك بتزعق وبتأنبك علي تصرفك ده وقالتلك تاني مرة احترم نفسك ومتأكلش قبل ما حد يقولك كل حتي لو هتموت من الجوع..

وترجع انت في زيارتك التانية والاكل قدامك وترفض تاكل الا لما كلكم تقعدوا تاكلوا الاول.. طيب ده سببه ايه؟!..

دي بقا حالة الطفل المذعن اللي حضرتك ممكن تقول انه صورة الطفل المأمور او اللي بيتلقي الاوامر وينبغي عليه الطاعة..ساعتها بيفقد جزء كبيرة من طفولته واصبح حاجة شبه الاله، بقا يتكلم بتكلف وتصنع واختفت من قاموسه التلقائية والعفوية.

النوع التالت من حالة الانا الطفلية هو الطفل المتمرد..

ده دايماً الطفل اللي بيكون متمرد وثائر على كل حاجة..، بيكون في صراع دائم مع نفسه واللي حواليه وبيتسم بالعناد دايماً..

ديه الحالة الاولي او الشخص الاول من التلاتة اللي عايشين جواك اللي هو (الانا الطفلية)  اللي ممكن يكون طفل حر او متمرد او مذعن..

الحالة التانية هي حالة Parent Ego state حالة الانا الابوية..،

وديه منها نوعين : الاول اسمه (الاب الراعي)..

ديه بقا اللي بتخلي طفل عند 14 سنة يضحك في وش طفل عنده سنتين او تلاتة وتلاقيه دايماً بيمسح علي شعره وبيحضنه وبيحاول دايماً يفرحه.. ده ببساطة الاب او الام اللي بيكونوا جواك وقت ما تكون في موقف بيستدعي الحنان والابوة او الامومة وسعة البال.. ده اللي بيخلي طالب في رابعة كلية يطمن طالب اولي وميقلقوش.. دايماً هتلاقيه بيساعده وبينصحه وبيتقمص دور الاب اللي بينصح اولاده من واقع خبرته في الحياة..

النوع التاني بقا من حالة الانا الابوية هي الاب القاسي او الاصح الاب الناقد..،

دايماً هتلاقي نفسك بتتعامل بالنوع ده مع اخوك الصغير.. اخرج من الاوضة عشان عايز اذاكر، روح هاتلي اشرب، روح اشتري كذا، اعمل كذا وكذا… دايماً بتستخدم صيغة الامر اللي لو منفذتش هتتعاقب، دايماً بتنتقد حتي لو مفيش سبب، الانتقاد لمجرد الانتقاد وخلاص..، الحالة ديه بنستخدمها وقت الغضب والنرفزة والعصبية، بيكون اتزانك العقلي غير متساوي اطلاقاً وبتغيب عن الحكمة في اصدار الاوامر والنواهي..

الحالة التالتة والاخيرة هي حالة Adult Ego state حالة الانا الراشدة..

اللي شاف منكم فيلم The Accountant

 هيفهم الحالة دي كويس..، دايما بتتكلم بلغة الارقام والحقائق ودي بنستخدمها في الحالات اللي بتحتاج مننا تركيز ذهني او انجاز عمل معين مثلاً

دي الحالة اللي المفروض تبقا موجودة معاك وقت الامتحان لانها اكثر الحالات اللي فيها اتزان عقلي وتقريباً اقل الحالات استخداماً للمشاعر  ديه مثلاً بيستخدمها الدكتور في تصحيح الامتحان، لانه مثلاً لو استخدم حالة الوالد الراعي فكل الطلبة هتنجح بلا استثناء ولو العكس واستخدم الوالد الناقد فكلهم مش هينجحوا عشان كده لازم تكون في حالة وسطية بينهم اللي هي الانا الراشدة..

طيب ايه فايدة الكلام ده؟ هل ده هيأثر علينا؟!

ساعتها هرجع افكرك بعنوان المقال ( مين بيكلم مين)؟!

ضروري جداً ومهم جداً جداً انك تعرف مين عندك بيكلم مين من اللي قدامك.

زميلك في الجامعة جاي يهزر معاك(حالة الطفل الحر) مينفعش اطلاقاً انك تقابل هزاره بالعتاب والتوعد مثلا(الوالد الناقد)

مينفعش تبقا بتتلكلم مع اختك الصغيرة بلغة الحقائق والارقام(الانا الراشدة)

وفي نفس الوقت مينفعش تتكلم مع مديرك في الشغل بالهزار والالش(الطفل الحر)

عشان كده ضروري جداً تعرف مين بيكلم مين..

اما اكون بهزر معاك وانت ترد الهزار بهزار يبقا كده اسمه تفاعل طبيعي..، بمعني اني بكلمك بحالة الطفل الحر وانت رديت عليا بنفس الحالة

طيب لما تكون في اكون بكلمك بحالة وانت ترد عليا بحالة تانية خالص ده بيبقا اسمه تفاعل متقاطع

مثلاً: احمد رجع من الشغل تعبان وجعان ، قام قايل لسلمي مراته انا جعان وعايز اكل

التفاعل الطبيعي انها تجيبله الاكل او لو لسه معملتش حاجة تقوله شوية وهجهزه..، التفاعل المتقاطع بقا انها تقوله هو انا الخدامة اللي اشتريتها!، هو انا مطلوب مني كل حاجة؟!  محدش بيعمل حاجة غيري في البيت ده… الحالة اللي اتلكم بيها غير الحالة اللي رديت عليه عشان كده اسمه تفاعل متقاطع

في نوع تالت اسمه التفاعل الخفي

اللي تقريباً كلنا عرفناه في الثانوية العامة… ساعتها والدك قبل الامتحانات دخل عليك الاوضة وانت بتذاكر وقالك “يابني ذاكر واعمل اللي عليك والباقي سيبه لربنا”

طبعاً كشكل ظاهري كده فهو بيعامل بالوالد الراعي لكنك حسيت من نبرة صوته من حركات وشه وتعابيراته انه عايز يقولك” اوعي تجيب مجموع ااقل من طب او هندسة”

طيب انا مين في دول؟  وبستخدم طريقة ايه من التلاته دول؟!

في علم النفس، الانسان الطبيعي هو كل دول..!

يعني حضرتك في يومك العادي بتمارس حالة الطفل الحر والمذعن والمتمرد والوالد الراعي والناقد والانا الراشدة وبتتعامل بالتفاعل الطبيعي والمتقاطع والخفي وكل حاجة..

طيب ايه فايدة اني اعرف عنهم طالما بستخدمهم كلهم؟

بص، اصحاب مدرسة التحليل المعاملاتي قالوا ان معظم حالات الاكتئاب ناتجة عن استخدام حالة الطفل المذعن باستمرار وفي اوقات غلط.. يعني دايماً تلاقي المكتئب هو الشخص الموجه

اللي دايماً بيتقاله روح هنا ومتروحش هناك وادخل الكلية ديي ومتسافرش البلد دي وهكذا…

وعشان تتجنب الاخطاء اللي ممكن تبوظ علاقتك باللي حوالليك سواء عيلتك او اصحابك او حتي الناس اللي متعرفهمش وكمان تتجنب الامراض النفسية زي الاكتئاب لازم حضرتك تعرف مين بيكلم مين.

فيديو المقال مين بيكلم مين؟!

أضف تعليقك هنا

محمود خالد الشربيني

محمود خالد الشربيني