14أكتوبر ..ذكرى ملحمة سطرها جيل فريد

الشعب اليمني

هذا الشعب عجيب في صبره وتجلده ؛ عجيب في صفحه وفي انتقامه .. هذا الشعب له في الشموخ والعظمة دروس وحكايات لم يعش في عمره خانعا أو خاضعا ؛ وإن حدث وأصابه الذبول أو الخمول ؛ فإن يقظته ووثبته تكون بشراسة من لا يساوم أو يقايض ..

فبعد احتلال بريطاني دام 129 عاماً انتفض الشعب اليمني في الجنوب ؛ وصرخ بأعلى صوته لا مكان للبغاة في أرضي ؛ ومضى يعبث بجمعهم ويقهر عنجهيتهم

تسلسل كفاح الشعب المرير ؛ ومر بعدد كبير من الحلقات والمراحل ، وقع كثيرا وتجاوز صعابا أكثر حتى توج نضاله بالنصر المؤزر.

لقد كان انتصار الشعب ضروريا ويجب أن يكون وأن يتحقق فالشعب لم يحارب لكي يعتدي على أرض غيره بل حارب ليحرر أرضه المحتلة ولإيجاد السبل لاستعادة حقوقه المشروعة ..

فثورة 14 أكتوبر كانت ضد المستعمر المحتل ؛ وكانت بمثابة وثبة روحية امتدت لتجرف كل حصون الاستعباد والاستبداد والإذلال حتى وصلت إلى المجد وحققت التاريخ ..

هكذا عندما يثور الإنسان على نفسه وواقعه ، ويواجه أشد قوى الشر عنفا و تسلطا ..

إن ثورة أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له قوى الغزاة وما حدث في هذه الانتفاضة أزال الغبار عن العيون وأظهر للجميع ما لم يكونوا يرونه قبل ذلك وما لم يفكروا به أو يستشعروه .

ثورة ال14من أكتوبر

لقد كانت ثورة ال14من أكتوبر المجيدة ثورة ؛ وحرب تحرير وطني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ..

انطلقت الشرارة الأولى من جبال ردفان ، بقيادة الثائر المناضل راجح لبوزة وبعدها نفذ المناضل خليفة عبد الله حسن خليفة .. عملية فدائية كانت عبارة عن تفجير قنبلة في مطار عدن في إطار النضال ضد المستعمر البريطاني .

أسفرت تلك الحادثة المحكمة عن إصابة (تريفاسكس) المندوب السامي البريطاني بجروح كما أودت بحياة نائبه القائد جورج هندرسن وأصيب أيضا 35 من المسؤولين البريطانيين وبعض وزراء حكومة الاتحاد الذين كانوا يهمون بصعود الطائرة والتوجه إلى لندن لحضور المؤتمر الدستوري الذي أرادت بريطانيا من خلاله الوصول مع حكومة الاتحاد إلى اتفاق يضمن الحفاظ على المصالح الإستراتيجية لها في عدن .

لكن الثوار لم يسمحوا لذلك المستعمر الباغي والمتعجرف أن يمر بألاعيبة وأساليب مكره بعد أن تمادى في حماقاته ومهزلته وغروره ..

فبعد عودة عدد من الشباب من تعز والذين كانوا بدورهم قد خضعوا هناك لدورة تدريبية عسكرية دامت شهرين .. لينظموا إلى صفوف الرجال العائدين من شمال الوطن بعد أن شاركوا في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر .. عادوا بعد أن تلقوا الدعم من إخوانهم في الشمال ، وعاد قادتهم من تعز ومعهم السلاح والذخائر والقنابل ليفجروا بعدها ثورة عظيمة لايزال التاريخ يتباهى بها حتى اليوم .

لماذا قامت ثورة ال 14 من أكتوبر المجيدة ..؟

إن ما ميز تلك الثورة العظيمة هي تلك المطالب والأهداف السامية .. التي حملت الطابع الإنساني الفائض بشعور الأحقية ومحتومية التغيير
الذي يجب أن يتحقق وأن يصير واقعا دون أي قيد أو شرط أو أي مقايضة كانت ..

فكان على رأس تلك الأهداف إجلاء القواعد والقوات البريطانية من كل شبر في الوطن ، كذلك لملمة الصفوف وتوحيد الكيانات من أجل استكمال التحرر الوطني المنشود والتخلص من السيطرة الاستعمارية في كل الجوانب وعلى رأسها الجانب الاقتصادي والجانب السياسي ..

إضافة إلى ذلك إسقاط حكم السلاطين الرجعي المتخلف، وتوفير فرص عمل للمواطنين وكذلك توفير فرص للتعليم إضافة إلى ما سبق بناء جيش وطني قوي يحمي مكاسب الثورة وأهدافها ؛ وإقامة نظام وطني يغير من واقعهم البائس إلى واقع اجتماعي عادل ومتطور والسيطرة على مصادر الثروة وبناء الاقتصاد.

 

فيديو المقال14أكتوبر ..ذكرى ملحمة سطرها جيل فريد

 

 

أضف تعليقك هنا

محمد خالد الحسيني

محمد خالد الحسيني
بكالوريوس إعلام - جامعة صنعاء
دبلوم سكرتارية وحاسوب - وزارة التعليم الفني والتدريب المهني
كاتب سابق لدى صحيفة أخبار اليوم.
حاصل على شهادة استحقاق وتقدير وجدارة في العمل الإعلامي وصياغة التقارير، من مكتب وزارة الإعلام في صنعاء.
شهادة مشاركة وتقدير؛ في دورات الصحفي المحترف، من قطاع الطلاب في جامعة صنعاء